الجمل والعراق وأشياء أُخرى

 

علي ماضي

alimadhy67@yahoo.com


الصحراء حيثُ ندرة الغذاء ونقصُ الماءِ وحرارةُ الشّمس ِ، والنضالُ مِن أجل ِالبقاء على قيد الحياة ،ظُروف حياتية صعبة وقاسية تشابه تماماً الظروف التي يرزح تحت وطأتِها الشعبُ العراقي اليوم ،نقصٌ في كلِّ شيء في الغذاء وفي الماء ،وحرارة ألأغتيالات ، بدا المشهد وكأنه مسلسل افتراس من اجل البقاء ،ولكن الفرق هنا ان الوحوش التي تتربص بالفرائس والتي هي غالبا من الشعب العراقي المغلوب على امره تفترس من اجل ألأفتراس ، وليس من اجل البقاء ،ولذا هي العن بكثير من العن وحوش وضواري الغابات .
نعود الى الصحراء حيث تكيفت الحيوانات الصحراوية ،بشكلين متعاكسين تماماً ،الشّكل ألأول إنقهر أمام الظروف الصحراوية القاسية متقازماً حيثُ صغّر مِن حجمه ليقبل من الطعام بأقله ،وحجّم من حركته متقمصاً حياة الخفافيش متخذا من الليل نهاراً ومن النهارِ سُباتاً هرباً من حرارةِ الصحراء وهرباً من عيون ِألأعداء.
امّا الشّكل الثاني ،تكيّف متعملقا ًحيثُ كبّر من حجمه غير مُبالٍ بندرة ِالغذاء ِوشحة ِالمياه ، متجاهلا ًحرارة الشّمس وعواصف الصحراء الرّملية التي تُحيل نهارَ الصّحراء الى ليل .
ولعل هذا الشّذوذ في التّكيف هو علّة إلأشّارة القرآنية (افلا ينظرون الى ألأبل كيف خلقت) مُتحدية ، صلبة رغم انف الصحراء.
تقول الكتبُ المقدسة ان الغراب هو الذي علم احد ابني آدم كيف يدفن اخاه ( يا ويلتي اعييت كيف اواري سوءة اخي) . وأنا كلي امل وتفاؤل ان الشعب العراقي بكل اطيافه سيجتاز صحراء المحنة التي تعصف به ألآن ،متحديا ولآاخجل ان اقول جملا يحمل آلآمه بين جنبيه ، وسنمر... وسنعبر صحراء القهر وألألم التي يعيشها شعبنا المسكين . ولن نأبه لأولئك الذين يغروزون سمومهم بنعومة ،كأفكار تقسيم العراق أو الحرب ألأهلية.
 

العودة الى الصفحة الرئيسية 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com