بالعراقي الفصيح: يارب .. أطلع غلطان من السما للكاع!!

سمير سالم داود

alhkeka@hotmail.com

في ختام الماضي من التعليق كان السؤال وبالعراقي الفصيح: هل حقا يستحق تحالف الشيوعيين انتخابيا مع وفاق البعث الأمريكي, التضحية بالعمل وبمنتهى الحرية, من أجل تحرير الوعي العام من وساخات ثقافة العفالقة؟!  وهل أن مثل هذه التضحية الجسيمة بتقديري, ومهما كانت الأسباب والمبررات, هي السبيل الصائب والصحيح, للتعاطي مع السائد من التوجهات الغلط على صعيد الرأي العام, منطلقا للعمل على إشاعة التوجهات البديلة, وتحديدا على صعيد إشاعة الوعي التقدمي والديمقراطي؟!*

والجواب على ما تقدم من السؤال, هو بالنفي قطعا,  وفق اعتقاد العبد لله, الذي يتمنى صدقا, ومو شلون ما جان, أن يكون هذه المرة, وتحديدا قدر تعلق الأمر بهذه الموضوعة, موضوعة تحالف الشيوعيين انتخابيا مع وفاق البعث الأمريكي, في موقع الغلط وليس الصح !

و.........دعونا وقبل مناقشة ما تقدم من الاعتقاد, الذي أتمنى أن يكون غلط, نتوقف للسؤال: لماذا قرر الحزب الشيوعي العراقي, إلى جانب حزب الدعوة, المشاركة من حيث الأساس, في العملية السياسية, بعد وقوع العراق تحت سطوة الاحتلال, على الرغم من كل ما هو معروف كلش, عن صواب الموقف الرافض للحرب, واعتماد الولايات المتحدة الأمريكية القوة, ,سبيلا للتخلص من (صدامها المدلل) غطاءا للمباشرة, بتنفيذ مشروعهم الاستراتيجي اقتصاديا وسياسيا في الشرق الأوسط, وانطلاقا من العراق؟!      

والجواب وبتكثيف شديد : توظيف المتاح عمليا, في ظل الاحتلال, من حرية العمل, سياسيا وإعلاميا, لممارسة النشاط السياسي والفكري, ومن جديد, وعلى نطاق واسع, بين صفوف ومع الناس, مع جميع من كانوا في موقع الضحية في ظل نظام العفالقة الأنجاس, وضمنا إعادة العلاقة حزبيا, مع الألوف من الشيوعيين وأصدقائهم, سواء من نجحوا في مواصلة العمل السري, دون الوقوع في قبضة أجهزة القمع, أو من جرى إرغامهم بالقوة والتعذيب, عن التخلي عن العمل مع الشيوعيين, ثمنا لبقائهم على قيد الحياة ! 

ذلك بتقديري, كان هو المنطلق, في اتخاذ قيادة الحزب الشيوعي العراقي, لقرار المشاركة في العملية السياسية في ظل الاحتلال,....لماذا وليش, وبغض النظر, عن ما تحقق عمليا, على صعيد هذا الهدف الأساس ؟!

كان من الصعب, إلى حد المستحيل, على الحزب الشيوعي العراقي, وفي الواقع سائر القوى السياسية التي شاركت في العمل من أجل الإطاحة بنظام العفالقة, ترك الناس, جميع من كانوا في موقع الضحية في ظل نظام العفالقة الأنجاس, وبعد ما يقرب الأربعة عقود, من جحيم العيش في ظل القمع والحروب, يواجهون لوحدهم, تبعات وقوع العراق تحت الاحتلال, وانهيار الدولة وانتشار الفوضى وعمليات الفرهود ....الخ ما رافق, ولا يزال بهذا القدر أو ذاك, زلازل سقوط سفاح العراق!  

خارج نطاق إقليم كوردستان, الذي تحرر بسواعد الكورد مبكرا, جميع من كانوا في موقع الضحية, وبشكل خاص الجيل الذي ولد وعاش, في ظل ثقافة العفالقة الأنجاس, كانوا ولا يزالون وسيظلون,صدقوني, للقادم من عقود الزمن, بحاجة ملحة, لمن يساعدهم على تحريرهم من الخوف, ومن سطوة الثقافة العفالقية, ثقافة الزيتوني والمسدس, الفاشية والشوفينية والطائفية!

من كانوا في موقع الضحية طوال حكم العفالقة الهمج,كانوا ولا يزالون وسيظلون, ليس فقط بحاجة, لمن يضمد جراحات نفوسهم , وليس فقط من يساعدهم على التخلص من وساخات المتراكم, في وعيهم من ثقافة العفالقة الأنجاس, وإنما بحاجة ملحة, قبل هذا وذاك, لمن يقدم البرهان والدليل, على أن  صفحة عار العفالقة, في التاريخ العراقي, بكل بشاعاتها وحروبها, ونص خطابها, الفاشي والشوفيني والطائفي, قد انتهت سياسيا وفكريا,  والى الأبد! 

أتمنى صدفا, أن يوجد هناك بين من يعملون في صفوف الشيوعيين, أو جميع من يتعاطفون مع الشيوعيين, من بمقدوره, أن يحدد ما هو أكثر, مما تقدم من الأهداف, وخصوصا في ميدان العمل الإعلامي, لتوضيح أسباب ومبررات, قيادة الحزب الشيوعي العراقي, في اتخاذ القرار الصعب والقاسي للغاية, على صعيد القبول, بالمشاركة بالعملية السياسية, بعد وقوع العراق تحت سطوة الاحتلال! 

العمل مع الناس وبين الناس, للتأثير على مواقفهم وقناعاتهم, سبيلا لكسبهم, للعمل مع هذا الحزب أو ذاك, كان على الدوام, وبتكثيف شديد كلش, هدف النشاط السياسي, وتحديدا النشاط الحزبي, للقوى والأطراف التي تنطلق في عملها, من الأيمان حقا بالديمقراطية , بغض النظر عن اختلاف الأيدلوجيات وإشكال العمل والأهداف! 

السؤال : هل أن تحالف الشيوعيين مع وفاق البعث الأمريكي, ينسجم مع هذا المبدأ الأساس, مبدأ العمل مع الناس وبين الناس, والكثير ....الكثير من الناس, كانوا ولا يزالون, لا يعرفون عن الشيوعيين, ما هو أكثر,  مما كان يجري ضخه على مدار اليوم, من الشتائم والإساءات من قبيل: خونة ..عملاء... كفرة ...ملحدين ....الخ المعروف عن مفردات تشويه الوعي العام العراقي, طوال حكم العفالقة الأنجاس؟! 

بمعنى هل أن هذا التحالف وتحديدا مع وفاق البعث الأمريكي, هو السبيل الصائب حقا, من أجل تبديد الصورة المشوهة للغاية عن الشيوعيين, بما في ذلك تحميلهم المسؤولية الكاملة, عن تدعيم نظام العفالقة من خلال مصيبة التحالف معهم عام 1973؟!

أو هل أن هذا التحالف, سوف يساعد الشيوعيين, على التعريف بمواقفهم وتصوراتهم, إزاء مختلف القضايا والمحاور, موضوع النقاش المحتدم في عراق ما بعد صدام؟! وقبل هذا وذاك, هل أن التحالف مع علاوي البعث, سوف يضمن الاستفادة ,من إمبراطورية وفاق البعث الأمريكي للدعاية والترويج, والمدعومة وبقوة من آل سعود ومعظم أجهزة الدعاية التابعة لحكام بني القعقاع, للتعريف بمواقف الشيوعيين المعادي في جوهره للوحش الرأسمالي, أو حتى التذكير بتاريخ كفاحهم الطويل والحافل بالتضحيات....الخ ما يساهم عمليا في كسب المزيد من الأنصار لمواقف الشيوعيين؟!

للرد بشكل ملموس, على جميع ما تقدم من السؤال, دعونا نحدد أولا وقبل كل شيء, أين بمعنى وين, بمقدور الحزب الشيوعي العراقي راهنا,  ممارسة نشاطه السياسي بالفعل,  في إطار العمل مع الناس وبين الناس؟!

ما كو داعي للتذكير, أن الحزب الشيوعي العراقي, ومنذ قيام الحزب الشيوعي الكوردستاني, وحتى قبل سقوط السفاح صدام,بات على صعيد الأهداف, وتحديد المناسب من صيغ العمل,  ينطلق في وضع برامجه وخططه,ومن حيث الأساس سياسيا وإعلاميا وتنظيميا, على المناطق العربية من العراق, سواء في المناطق الغربية أو الوسط والفرات والجنوب. 

و..........بغض النظر عن جميع الأسباب والعقبات, وتحديدا على صعيد محاصرة واضطهاد, وحتى تصفية الكثير من مناضلي الحزب الشيوعي العراقي بعد سقوط السفاح صدام, وبغض النظر, عن مدى نجاح أو قصور الشيوعيين, في تحقيق المطلوب من الهدف, فكريا وسياسيا وإعلاميا, عبر قرارهم المشاركة, في العملية السياسية في ظل الاحتلال, يظل السؤال: ما هو موقف الناس راهنا من الشيوعيين ؟!

هل تراني بحاجة, لتكرار ما هو معروف ومو شلون ما جان, أو تقديم الملموس من الأمثلة, على أتساع نطاق, إعادة ضخ مضمون الدعاية العفلقية ضد الشيوعيين, وباعتماد ذات المفردات والمنطلقات,والتي يجري في الواقع تعزيزها اليوم, وتحديدا بالتركيز على سالفة الكفر والإلحاد والإباحية....الخ ما كان ولا يزال وسيظل يردده وحتى قيام الساعة, جميع من ينتهكون وبكل صفاقة, مبدأ وجادلهم بالتي هي أحسن, وتحديدا من يمارسون عهر الحديث بلسان الرب والدين, لفرض ما يريدون من المواقف على الناس, بالقوة وبسطوة سيف التكفير والتحريم! 

وإذا كان ما تقدم, من الموقف الغلط من الشيوعيين, يكاد أن يكون شائعا للغاية, في مناطق الوسط والفرات والجنوب, وبين صفوف من كانوا يشاطرون الشيوعيون, موقع الضحية في ظل نظام العفالقة الأنجاس, هذه المناطق, التي كانت في الماضي, وفي أحلك الظروف, تعد بمثابة الحاضنة الطبيعية, للأفكار التقدمية والديمقراطية, فأن هذا الموقف الغلط من الشيوعيين, ليس فقط هو الشائع, وإنما هو السائد وبقوة ,في المناطق الغربية من العراق, التي تحولت, وبشكل خاص بعد ثورة الرابع عشر من تموز, إلى قلاع تقليدية فكريا وسياسيا, للعفالقة والقومجية والسلفية, وهذا عندي الأساس في أتساع, نفوذ القوى الوهابية الهمجية في هذه المناطق, وحيث  يسود اليوم منطق التكفير, ليس مع الشيوعيين, وإنما حتى في التعامل, مع من يشاطرونهم الأيمان والمعتقد, لمجرد اختلافهم مذهبيا ....الخ المعروف والسائد من طيحان حظ المواقف, ضد من تجري تسميتهم بالروافض, والتي تشكل الأساس, في دعم وإسناد, ما يجري تنفيذه يوميا, من البشاعات والجرائم, ضد شيعة علي, ومنذ سقوط السفاح صدام! 

و.........حتى في صفوف من كانوا يتعاطفون مع الشيوعيين, ومن بينهم عشرات الألوف, من أعضاء الحزب الشيوعي, الذين لم يتمكنوا النجاة  والهروب, من مجزرة نحر الحزب عام 1978 وجرى إسقاطهم سياسيا, يحتاجون بدورهم, للمزيد من الزمن, والمزيد من الصائب من المواقف, للأيمان أن القيادة الراهنة للحزب الشيوعي, تختلف جدا, حتى لا أقول جذريا, عن قيادة فرسان التحالف عام  1973, الذين يحملوها وعن صواب, المسؤولية الكاملة, عن جميع ما لحق بهم من الضيم والعذاب والإذلال, بعد أن صدقوا وعودها, بأن الشقاوة صدام هو كاسترو العرب, وأن التحالف مع العفالقة, سيكون بداية السير معا صوب الاشتراكية هههههه ولماذا ؟! لمجرد أن العفالقة الأنجاس, عادوا للسلطة عام 1968 بقناع جديد, ونص خطاب مختلف سياسيا وإعلاميا, لتحقيق ذات الهدف, هدف نحر الشيوعيين, وعلى نطاق أوسع وبكثير, مما جرى تنفيذه على هذا الصعيد, طوال شهور استباحتهم للعراق عام  1963؟!       

هل تراني أقدم صورة قاتمة للغاية, عن موقف الناس راهنا من الشيوعيين, أو تراني أنطلق في هذا التقييم, ومن حيث الأساس, من النتائج المتواضعة للغاية التي حصل عليها الشيوعيين في الماضي من الانتخابات؟!**

قطعا لا, لان هذه الصورة التي تبدو قاتمة راهنا, وأعيد التأكيد على راهنا, سوف تتغير كما أتوقع وأتمنى, في المستقبل, والمستقبل المنظور*** ولا تنطلق فقط من حيث الأساس, بنتائج الماضي من الانتخابات, على الرغم من أهمية هذا المؤشر, وإنما تنطلق من رصد ومتابعة, السائد من التوجهات على صعيد الرأي العام, خارج إطار إقليم كوردستان!****

الناس وأتحدث عن العراقيين الذين ظلوا يعيشون في سطوة قمع وثقافة العفالقة الأنجاس, لا يعرفون الكثير, عن ماذا حدث, بعد نهاية تحالف الشيوعيين مع (قيادة الحوزب والثورة) عام 1979, ولا يوجد هناك الكثير, ممن يعرفون ولغاية اليوم, أن الحزب الشيوعي العراقي, ومنذ سنوات عديدة, نظف صفوفه عمليا, من جميع فرسان التحالف, الذين عملوا كل ما في وسعهم, ليس لتعزيز نفوذ الحزب الشيوعي في المجتمع والدولة, وإنما لتعزيز وتدعيم مواقع (قيادة الحزب والثورة) العفلقية, بما في ذلك منحهم مجانا ( صك الغفران) عن كل ما ارتكبوه من البشاعات, ضد الشيوعيين وسائر العراقيين بعد ثورة الرابع عشر من تموز, وخصوصا بعد أن مدهم الأمريكان وليس سواهم, بكل ما هو مطلوب, من الدعم والإسناد, في شباطهم الأسود عام 1963 لتحويل العراق, إلى مسلخ بشري, راح ضحيته مئات الألوف من الناس, وبشكل دفع حتى من يشاطرهم فكرهم العروبجي, والحقد على الشيوعيين ( عبد السلام عارف), إلى إصدار وثيقة نادرة, تضمنت معلومات وصور مرعبة, وأن كانت عن جانب محدود للغاية فقط, لما جرى ارتكابه من البشاعات, من قبل العفالقة, الهمج والأوغاد, خلال شهور عار حكمهم التسع عام 1963!             السؤال ومن جديد: هل إذن  التحالف مع وفاق البعث الأمريكي, هو السبيل الصحيح والصائب, لتفعيل مبدأ العمل بين ومع الناس؟! وهل أن هذا التحالف, سوف يساهم حقا, بتعزيز فرص وقدرة الشيوعيين, على التعاطي مع السائد من الغلط عن الشيوعيين, إلى جانب التبشير والتعريف بمواقفهم وتصوراتهم, حول مختلف الموضوعات والقضايا, التي تشكل محور الصراع الفكري, وبالتالي السياسي في عراق ما بعد صدام تحديدا؟! *****  

وقبل هذا وذاك, هل أن التحالف وبالتحديد, مع وفاق البعث الأمريكي, سوف يساهم بتعزيز قدرة الشيوعيين, على التعاطي مع التوجهات الغلط على صعيد الرأي العام, وتحديدا انتشار وشيوع نص الخطاب الطائفي والشوفيني, بهدف تغيره لصالح إشاعة نص الخطاب البديل, الخطاب الديمقراطي؟!

بتقديري الجواب هو  بالنفي, على جميع ما تقدم من السؤال, إلا إذا كان هناك ولفرط السذاجة, يعتقد أن مهمة العمل, من أجل تحقيق كل ما تقدم من الهدف, أو على الأقل, العمل على تحرير الوعي العراقي, من وساخات ثقافة العفالقة,  الفاشية والشوفينية والطائفية, يشكل المنطلق والأساس, لبرنامج عمل وفاق البعث الأمريكي فكريا وسياسيا, أو أن ذلك هو ما يسود بالفعل, نص الخطاب السائد في ماكنة الدعاية, التابعة لوفاق البعث الأمريكي, بقيادة أبو تبراك البزاز, والمدعومة وبقوة من إمبراطورية الدعاية والتسويق, التابعة لنظام مملكة ما قبل عصور التاريخ والجغرافيا السعودية؟!    

وبدون الحاجة إلى تكليف النفس, عناء تقديم الشواهد, على أن عمل وفاق البعث الأمريكي, يصب عمليا وبالملموس, على تنفيذ ما هو النقيض تماما, لمواقف الشيوعيين, وبشكل خاص على صعيد المعروف والمعلن عن هدف الوفاق بقيادة علاوي البعث, إعادة تسويق العفالقة, إعلاميا وبالتالي سياسيا, وبشكل ساهم ولا يزال عمليا, في تامين عودتهم وبقوة, إلى مواقعهم في العديد من مفاصل اتخاذ القرار في الدولة والمجتمع!

والاسوء من ذلك عندي,  أن قرار التحالف مع علاوي البعث, خصوصا وبالتحديد, يجرد أو يحد كثيرا, من قدرة الشيوعيين, على العمل وبوضوح ضد وساخات المتراكم في الوعي العام, من ثقافة العفالقة الهمج, الفاشية والشوفينية والطائفية! ******

و......شخصيا صدقوني لا أعرف ولا أفهم, كيف يمكن حقا, بدون محاصرة العفالقة فكريا وسياسيا وإعلاميا, تحقيق ما يفيد العمل, على تحرير الوعي العراقي, من وساخات ثقافتهم  الفاشية والشوفينية والطائفية؟!

بالعراقي الفصيح: كنت ولا أزال, وسوف أظل أعيد التأكيد, على أن كل ما تحقق, بعد سقوط صدام من المكاسب الديمقراطية, وكل ما  يمكن تحقيقه من المكاسب والإنجازات بعد الانتخابات, يجب أن لا يكون منطلقا, لفرض عودة العفالقة الأنجاس, من جديد للتحكم بموقع القرار في الدولة والمجتمع, حتى وأن كان بقفازات حريرية, من صنع ماما أمريكا, وعلى النحو الذي يجري الإعلان عن تفاصيله يوميا, في إمبراطورية أبو تبراك البزاز للدعاية والإعلان: صحفيا وفضائيا وإنترنيتيا و....... طالعوا ويخليكم الله, وبتمعن برنامج قائمة وفاق البعث الأمريكي, وقارنوا ذلك ببرنامج عمل الشيوعيين, ومن ثم ملعون دنيا وأخره, كل من يزعم أن الشيوعيين, سوف يتعزز دورهم بين الناس, ويتعاظم نفوذهم الفكري والسياسي, من خلال التحالف مع وفاق البعث الأمريكي!

و....عمليا وعلى أفترض أن الحزب الشيوعي العراقي, لا يزال ورغم جميع إشكال الحصار والقمع والدعاية المضادة, يملك القدرة على التحرك بين الناس, بهذا القدر أو ذاك, سواء في المناطق الغربية أو الوسطى والجنوبية : هل ترى أن الشيوعيون, يجهلون حقا, حجم ومستوى الكراهية, لكل ما يتصل بالبعث في مناطق الوسط والفرات والجنوب ؟! وهل أن تحالف الشيوعيين مع وفاق البعث الأمريكي, سيلعب دورا مهما, في عودة الشيوعيين, للعمل في قلاع العفالقة التقليدية, والتي عمليا, وحتى قبل أتساع نطاق انتشار الفكر السلفي, والوهابي تحديدا, كانت مناطق محظورة على نشاط الشيوعيين, ما عدى مناطق محدودة للغاية ...هيت ...حديثه ...الخ المناطق التي تحولت اليوم, إلى قلاع لقوى الإرهاب؟ !

بتقديري أن مصاعب الشيوعيين, ونتيجة تحالفهم انتخابيا, مع وفاق البعث الأمريكي, سوف تزداد وتتفاقم بشكل متزايد, في مناطق الفرات والجنوب, في حين أن تحالفهم مع علاوي البعث, سوف لا يغير مواقف العداء التي تحاصرهم , في قلاع العفالقة التقليدية, ليس على صعيد نشاطهم بين الناس, وإنما على صعيد محاصرتهم بالموت حتى على المستوى الفردي!                     

و..... يارب, أطلع غلطان من السما للكاع, لسواد عيون, من لا أريد ولا أحب, أن يرتكبون من جديد ذات الغلط, غلط التحالف, حتى وأن كان انتخابيا, أو ليوم واحد فقط مع العفالقة, مهما ارتدوا من اللباس والقناع!   

سمير سالم داود  10  تشرين الثاني 2005

www.alhakeka.org

* طالع الماضي من التعليق في العنوان التالي: www.alhakeka.org/433.html

**  خلافا لتصور العديد من السذج, ممن يدافعون اليوم وبقوة, عن التحالف مع وفاق البعث الأمريكي, على أمل عدم مواجهة الهزيل من النتائج, كما حدث باعتقادهم مع الماضي من الانتخابات, شخصيا أعتبر حصول الشيوعيين, على ما يقرب النصف مليون صوت, مفاجئة كبيرة, بكل معنى الكلمة, أولا لان من صوت للشيوعيين لم يفعل ذلك, بحكم الولاء للطائفة أو القومية, والذي سيظل هو السائد في القادم من الانتخابات, وقبل هذا وذاك, لان القمع الذي طال الشيوعيين, وحملة العداء والكراهية ضد فكرهم, طوال الماضي من عقود حكم العفالقة الأنجاس, كان يستهدف عمليا, الشطب على وجودهم نهائيا في العراق, وعلى النحو حدث بالفعل في العديد من البلدان عربيا وعالميا! في حين جميع حملات الإبادة الوحشية, التي تعرض لها الكورد وشيعة علي, سواء في ظل نظام العفالقة الهمج, أو جميع العهود والعصور, ماكان بمقدورها, وسوف لا يكون بمقدورها في يوم من الأيام, أن تلغي وجود الكورد من كوردستانهم, أو تشطب شيعة علي من الوجود! 

*** هذا بالطبع في حال تطوير الشيوعيين, ما يستوجب التطوير, وحتى التغيير, على صعيد برنامج الحزب ونظامه الداخلي, وسياسته الإعلامية بما في ذلك حتى الاسم ...الخ ما أعتقد, سيكون محور القادم من المؤتمر العام, والذي بات من وجهة نظري, هناك ضرورة ملحة ومو شلون ما جان, لعقده ساعة كّبل!

**** إلى جانب مطالعة ما يجري نشره من الصحف الصادرة داخل العراق ومتابعة توجهات ونشاطات القوى المشاركة في العملية السياسية إعلاميا, إضافة إلى ما يجري نشره من قبل المثقفين ومن مختلف التوجهات الفكرية والسياسية, العبد كان ولا يزال يحرص على سؤال, جميع الزملاء والأصدقاء والمعارف, الذين يزورون العراق, عن انطباعاتهم الشخصية عن مواقف واتجاهات الناس, وتحديدا الموقف من مختلف القوى والأحزاب السياسية, لان موقف الناس من الإرهاب وغياب الأمن والاستقرار, وانتشار الفساد, وقصور تلبية احتياجاتهم الأساسية من الخدمات....الخ مصايب الوضع في عراق ما بعد صدام , لا تحتاج للسؤال, ألا من قبل, من يوظفون كل ما تقدم, للدفاع فقط لا غير عن وفاق البعث الأمريكي, وعلى أساس أن علاوي البعث بالذات, هو الذي سوف يطلعنه من عنق الزجاجة, ...الخ ما يردده من انتهى الأمر بهم خطيه, إلى اتهام شيعة علي المبالغة في عرض تضحياتهم, لكسب تعاطف الناس معهم , وباعتماد نفس أسلوب الصهاينة على هذا الصعيد, يعني صدقوني, وفق نفس المنطلق وبذات المفردات, التي يعتمدها حثالات البعثلوطيةفي مستنقعاتهم, للتشكيك بصدق ما يعرضه الكورد, من وقائع وتفاصيل, ما جرى ارتكابه من البشاعات بحقهم  من قبل نظام العفالقة الأوغاد والهمج! 

***** و...الحديث لا يدور قطعا, عن تحقيق الحلم الشيوعي, يوم تسود عدالة توزيع الخيرات بين الناس, وينتفي الاستغلال....الخ المعروف عن مفردات هذا الحلم الجميل والنبيل ومو شلون ما جان, ولا حتى عن إقامة نظام اشتراكي وسواه من الأهداف البعيدة المدى, والتي عادت اليوم, وللمعروف من الأسباب, لتكون من جديد, مجرد أحلام كلش حلوه, ولكن عصية التحقيق, على الأقل, ومن باب التفاؤل, خلال القادم من عقود هذا القرن ؟!  

****** تابعوا بانتباه ما يجري ضخه, هذه الأيام على شبكة الانترنيت, من كتابات فروخ ماما أمريكا وأصحاب الماضي المعطوب عفلقيا, والبعض ممن يكتبون بلغة أهل اليسار, في معرض الدفاع عن علاوي البعث, ووفق ذرائع لا تختلف من حيث نص الخطاب, عن ما يجري تقديمه عبر ماكنة الدعاية الإيرانية, التي تدعم كما هو معروف, قائمة الائتلاف, ولكن بالعكس, وذلك من خلال تكرار, ما يجري ضخه, تحديدا في منابر إمبراطورية وفاق البعث الأمريكي, بقيادة أبو تبارك البزاز, وماكنة الدعاية السعودية, التي تدعم وبقوة قائمة علاوي البعث, ربما على أساس أن البعير السعودي, يظل أقرب إليهم روحيا, من الفسنجون الإيراني, أو شيء من هذا القبيل والله أعلم!    

 

 العودة الى الصفحة الرئيسية 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com