|
الهيمنة الدكتاتورية للأحزاب العراقية
شوقي العيسى
مع الرفض المجمع عليه من الشعب العراقي كافة لنمط الدكتاتورية وتأثيراتها السلبية التي مزقت العراق في حكم صدام دكتاتور العراق والذي أستمر عقود من الزمن فأصبح هذا المفهوم يقزز الأبدان وتقشعر منه الجلود لما في تصورات السامع من أحداث مرتبطة بذاكرة العراق والأنحدارات الفكرية التي سيق العراق بمضمارها الدرامي والآيدلوجي البحت فخلت السوابق وتوقفت الهواجس عندما رفع هذا الهاجس الذي أرَق العراقيـين حجاف السنين ومرارة الأنين وعندما إرتشف العراق لأول مرة بعد سقوط الطاغية وإستبعاد مفهوم ومنظور الدكتاتورية فكسرت قيود قد حكمت أوصالها على سواعد هذا الشعب وأنطلقت حركته الدؤوبة على أرض الواقع السياسي . وحينما ننظر الى هذا الشعب الذي تحرر من قيود الدكتاتورية لا ننسى أبداً أنه تأثر بها بالإضافة الى التأثير المعنوي والنفسي والقهري تأثر بها من الناحية الفكرية فأصبح هاجس الجميع بعدم الإنحار تحت لواء الدكتاتورية ولكي يتخلص من هذا الهاجس أدخلت الفكرة الدكتاتورية لدى أبسط الناس لكي يواجه بها أي طاريء في مستقبله ورغم بساطة الفكرة داخل الإنسان لكنها تعمقت وأشتدت عندما برزت حالة التحزب وكثرة الأحزاب السياسية في العراق..... فدخلت الأحزاب السياسية للعراق بعد أنهيار شبح الدكتاتورية ومنها من كانت له نضالات ضد التسلط والإستبداد ومنها ما نشأ ضمن سياق الأحداث التي مر بها العراق وبطبيعة الحال فهناك صراع بين هذه المكونات فكل منها يريد إثبات وجوده وأحقيته في المرحلة المقبلة وتصدية الى لائحة العمل السياسي أضافة الى ذلك أن أغلب هذه المكونات والأحزاب أمتلكت الهاجس الدكتاتوري داخل أنفسها مدخرته الى مثل هذه الحالات التي تدرج ضمن جدولة برامجها السياسية وحتى تتخطى الصعاب وتتسلق القمم يجب أن يكون لديها قرائة في واقع العراق السياسي.... وما إن أنتشرت وبسرعة قصوى تطور الأحزاب وهيمنتها على الشارع العراقي وإكتسابها للشارع والساحة السياسية حتى قسم العراق وضمن دائرتة الى هذه الأحزاب ولكي يتمكن الإنسان البسيط من جر عجلة الحياة لدية يجب أن يعلن ولائة الى حزب معين أو فئة معينة وهنا دخل العراق مرحلة الدكتاتورية من دكتاتورية صدام الى دكتاتورية الأحزاب بفرض واقع الحال وليس بأختيار لأن واقع العراق يقرأ هكذا، وما إن تقدمت العملية السياسية في العراق من أنتخابات عراقية ومن كتابة دستور دائم للبلاد حتى أصفى العراقي لدية جملة من التفاصيل السياسية ولدية البعد والنظر السياسي ولدية القراءة الحقيقية للساحة السياسية وأصبح يميز بين الحركات والأحزاب الموجودة والمهيمنة على أرض الواقع كل هذا شيء جميل ويفتخر به ولكن الأنسان البسيط الذي لم يكن ولائة ولا يندرج ضمن قوائم هذه الأحزاب والحركات السياسية فأين سيكون رقمة ومصيرة ضمن إطار هذه المعادلة التي أمامنا...... فالعراق يحوي الكثير من المفكرين والكوادر والنخب ذات دراسات عليا وذات قدرات فائقة ولم يقدر لهم أن يدرجوا أو أن يعلنوا ولائهم لأي من الأحزاب أو الحركات السياسية فأين سيكون مصيرهم من هذا كله ومن العملية السياسية برمتها؟؟؟؟ وخصوصاً والعراق مقبل على أنتخابات في 15/12 /2005 . صحيح أن العراق أصبح من عدة دوائر إنتخابية وليس دائرة أنتخابية واحدة والتمثيل سيكون من أبناء جميع المحافظات ونحن على إطلاع بالشارع العراقي والمحافظات العراقية فإنها تشمل جميع مكونات الأحزاب والحركات السياسية وقد قامت هذه الأحزاب بترشيح من يمثلها في هذه المحافظات وبطبيعة الحال الترشيح تم على أساس الولاء والتحزب وليس على أساس الكفاءات الموجودة والتي تكون مستقلة عن هذه الحركات .... علماً أن الأحزاب التي رشحت ممثليها في المحافظات العراقية فهي تكون مسؤولة مسؤولية تامة على الدعاية الأنتخابية والترويج عن هذه الشخصيات التي أنطوت تحت لوائها فأين مستقبل الكوادر العراقية المستقلة ؟؟؟؟ وإذا خلنا جدلاً أن هناك قائمة خاصة بالكوادر والنخب العراقية فليس هذا بالأمر اليسر أن تنظم الى قائمة قد تختلف معهم في الفكر والمبدأ ..... فالدكتاتورية تطارد الشعب العراقي مهما تطورت الأحداث ومهما تسابق الزمن مازال أن هناك جملة من الأحزاب في العراق وكل منهم يريد أن يسابق الآخر وهناك الولاء إما أن تكون الى هذا الحزب أو تلك الحركة أو هذه الفئة فالدكتاتورية موجودة ولم نتخلص منها وآثارها نفسية بحتة وهذا ينذر بسلبية الموقف........
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |