هل تريد امريكا ؟! حكومة مثقفين ؟! أم حكومة خريجي محو الامية ؟!

 

 

المهندس سرمد عقراوي

SARMAD-AQRAWI@HOTMAIL.COM

 

انا لست ضد خريجي محو الامية بل على العكس الانسان الذي منعته الظروف من تعلم الكتابة والقراءة وجاء ليصحح ذلك بطلب العلم يستحق مني كل احترام واجلال . ولكننا هنا نتكلم عن حكومة وهي مسألة مهمة ومسؤولية كبيره لان ارواح وممتلكات وارزاق واعراض الناس متوقفة عليها. لذا يجب علينا أختيار افضل من يصلح لتلك المناصب من شرف وطهارة وحسن سيرة وسلوك وايضا كفاءة علمية وشهادة تؤهل صاحبها لذلك المنصب؟! وطبعا هؤلاء جميعا هم خدم للشعب وهم مسؤولون أمام الناس وأمام الله يوم القيامة (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) الصافات آية24 . المهم

كان وما يزال العراقييون يتندرون وطبعا بالسر من البرلمان الصدامي؟! حيث يسيطر على البرلمان عشرين هيئة ومنظمة امنية صدامية ؟! حيث الكل يراقب الكل ويكتب التقارير الدورية للرئيس الجرذي؟!. احد هذه النكات تقول : كان احدهم ابو عكال عضو في البرلمان. وكان هذا الشخص سمينا وكثير النوم. وكان ايضا ينام اثناء جلسات البرلمان واذا فز من النوم خاف من ان تكون المخابرات تراقبه لعدم تصويته على قرار ما بسبب نومه؟! فيصيح بأعلى صوت موافج (يعني موافق) على كل القرارات؟! لانها بالطبع كانت قرارات يريد الدكتاتور اضافة صفة الشرعية عليها عند تمريرها في البرلمان؟!. المهم

كان احد اصدقائي عندما كنت طالبا في كلية الهندسة في بداية الثمانينات في احدى الجامعات الامريكية من دولة في امريكا الجنوبية وكان يدرس دكتوراه اقتصاد؟!. كان هذا الانسان مولعا بحب امريكا وقال لي بالحرف الواحد: يا سرمد انا احب امريكا بدرجة انني وبعد حصولي على الدكتوراه في الاقتصاد سارجع الى بلدي وارشح للانتخابات البرلمانية ؟! وعند فوزي سوف اطالب بان يتبنى بلدي الدستور الامريكي بحذافيره ومن دون اي تغيير؟! هكذا كان يحب هذا الرجل امريكا؟!. تخرج هذا الرجل ورجع الى بلده ومرت السنيين (وكنت أنا اطيل في دراستي لكي لا ارجع الى محرقة قادسية ابن العوجة مع الجارة ايران) ؟! والتقيت به في احد ممرات الجامعة وقد كان قادما من بلده في امريكا الجنوبية لزيارة امريكا في ايفاد ودورة دراسية لمدة شهر؟! سألته ماذا حصل ؟! وهل رشحت نفسك للانتخابات ؟ هل فزت؟ هل دستوركم امريكي اليوم؟ قل لي ماذا حدث؟!. فقال لي انها قصة طويلة عريضة سنلتقي غدا في مقهى الجامعة لاقصها عليك؟!:

التقينا وقال لي: رجعت الى البلاد ورشحت نفسي للانتخابات. ولكوني خريج امريكا ومعي دكتوراة في الاقتصاد وفي بلد موالي للولايات المتحدة الامريكية كنت اعتقد بان حكومتي وممثلي امريكا في بلدي سيقدمون لي الدعم؟! حصل لي العكس؟! حيث الدعم الامريكي كان لفلاح من الامازون لايقرأ ولا يكتب؟! انفجرت قلت ماذا تقول ماذا تهلوس؟! قال لي انها الحقيقة ياصديقي؟! امريكا ارادت أناس لاتقرأ ولاتكتب لكي تمرر عليها ما تريد؟!. وهذا بيت القصيد

 أقول للامريكان: بأنني اتمنى من كل قلبي بأن يكون ما حصل لهذا الدكتورمحصورا على فترة الثمانينيات ولانها كانت فترة عصيبة وغير مستقره كونها كانت اثناء الحرب الباردة مع السوفيت؟! واتمنى بأن تكون سياسة الولايات المتحدة الامريكية قد تغيرت الآن؟! لان مساندة الفلاحين وخريجي الابتدائية امثال صدام يجلب الخراب المزدوج لامريكا ولغيرها ؟! وان دعم الديمقراطية والمثقفين يؤدي الى الاعتماد على أناس على اقل تقديرهم ذو خبرة واختصاص؟! وكما جاء في الروايات (لاتصاحب الاحمق أو الجاهل فانه يضرك عندما يريد بأن ينفعك).

 وأقول للعراقيين: الذين بدلوا المثقفيين في القائمة الفلانية؟! بالفلاحين وخريجي محو الامية؟! لارضاء من تصدى للعمل(للجهل) وعلى قول المثل العربي ( من قلة الخيل شدوا على الكلا... سروج) وليغطوا على فشل من كان في النجف ايام الثمانينات وساكت عن الحق؟! ادى الى ما نحن فيه الآن من تخبط وعدم اهتمام بالقرار السياسي بحجة عدم التدخل في السياسة؟!. وجاء الخلف لذلك السلف؟!. ولاحول ولا قوة الا بـ الله العلي العظيم.

 ملاحظة: انا احترم كل أنسان على وجه الارض كأنسان ومصداقا لقول الامام الحسين (ع) فان لم يكن أخاك في الدين فأخاك في الخلق. و سواءا أكان بشهادة أو بدون شهادة الا انني وفي نفس الوقت لا أوافق رأي من يضع نفسه في غير موضعه؟! ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه.

 

اللهم اشهد اني بلغت

 

ملاحظة مهمة جدا جدا:

مقالاتي تعبر عن رأي الشخصي والديمقراطية في نظري هي ليست انتخابات وتصويت فقط ؟! بل تبادل للأفكار والآراء والمقترحات ووجهات النظر بأسلوب حر وشفافي وبدون الخوف من السب والشتم والاضطهاد والاعتقال والتهديد بالقتل واهمها ايضا عدم التعرض للتسقيط الشخصي.

 لكل فرد الحق في التعبير عن رأيه ضمن حدود الأدب العام وسواءا أكان سلبيا أو ايجابيا بالنسبة للطرف الآخر وسواء أكان مقبول من الطرف الآخر أم لا ؟! وللطرف الآخر حق الرد بالمثل وفي النهاية يكون الحكم هو القارئ الكريم.

الكثيرمن الكدعان والعربان لا يفهمون لغة الحضارة هذه؟!أو يستغشمون ؟!. بل ان خالفتهم في الرأي يبدأ السب والشتم والتسقيط الشخصي بدلا من الحوار؟!. ولو كنت امامهم في احدى الدول العربية أو دول العالم الثالث لذبحوني في الشارع كما يفعلون بنا في العراق اليوم.

وهناك نقطة اخرى مهمه وهي كيف تتحاور معهم باسلوب حضاري وهم مازالوا ينكرون او يبررون كل الجرائم التي ارتكبها الدكتاتور بحقنا ؟! لعدة أسباب اهمها: بعضهم كان منتفعا ماديا من مصائبنا وبعضهم يتجاهل مصائبنا لان الحقيقه مره جدا جدا جدا ويتخذ موقف النعامه. وبعضهم مايزال جاهلا ولا يدري بما جرى علينا من ويلات و مصائب في العراق.

وايضا لماذا هذا التدخل السافر في امورنا ؟! ولماذا هذه الوصايا علينا ؟!هل سببها لأننا شيعة أو أكراد ؟! تعاملهم معنا كما يتعامل مع الهنود في الخليج ؟! نحن العراقيين لسنا أطفال ؟! لتكون هناك وصاية علينا ؟! ونحن العراقيين ادرى بأمورنا من غيرنا او ليس المثل يقول : أهل مكة ادرى بشعبها.

كما اردت بأن أقول بأننا جميعا لسنا معصومين من الخطأ ولكن الاعتراف بالخطأ فضيله ومن اعترف بذنبه كمن لاذنب له ؟! ورحم الله امرءا اهدى لي عيوبي؟! لأن المؤمن مرآة لاخيه المؤمن..

وأخيرا اردت بأن اقول بأنني لا اكتب من اجل الشهرة والسمعة ولكنني اكتب من باب من لم يهتم بأمور المسلمين ليس بمسلم ؟! وكذلك من باب المؤمن مرآة لاخيه المؤمن ؟!. وانني لست خريج صحافة ؟! ولا اريد بأن انافس سيبويه في النحو ؟! ولا أريد بأن توضع مقالاتي في متحف بلاغة اللغة العربية؟! انا انسان بسيط اريد ان اوصل الفكرة الى القارئ الكريم وبأية وسيلة تخاطب ممكنة؟!.

وآخر دعوانا بأن الحمد لله رب العالمين. أخـوكم ســرمــد

 العودة الى الصفحة الرئيسية 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com