هل المقاومة في العراق مزيفة ..؟؟!!! وهل نضالها زيف....؟؟؟!!! ( الحلقة الرابعة)

هلال آل فخرالدين

hilal.fakhreddin@gmail.com

وهل تفخيخ السيارات و تفجيرها وسط الأبرياء و المصلين في المساجد والكنائس جهاد...؟؟؟!!! وهل تكفير المسلمين دين ...؟؟؟!!! وهل قطع الرؤوس من سنة سيد المرسلين ...؟؟؟!!!

 وإذا كانت تلك العمليات الإنتحارية الإجرامية المباركة من قبل (مفتى الارهاب) ليس لها أصل في التشريع الإسلامي بل تخضع للإجتهاد ومن خارج النص، في ضؤ فهم مجتهد لواقع سياسي عاشته الامة زمن التتر قبل ما يقارب التسعمائة عام وسحبه على الواقع المعاش الذي يختلف في جل أحواله وملابساته ومعطياته، فان الحكم الذي يبدوا اكثر قربا للواقع هو الذي يحقق المصلحة  للمسلمين لا ما ينعكس على مصلحة  العالم الإسلامي وبالاً و بمزيدا من حملات التشهير و التشويه والضغوط و الحصار و الهجمات العسكرية وتكالب قوى العالم عليه وإظهاره بمظاهر التخلف والتوحش والهمجية. وحيث تتسارع الأحداث و تتراكم المتغيرات وتتزايد الطفرات المتلاحقة في مسار الأحداث. وفي هذا الصدد يقول الشيخ (صالح الفوزان) الاستاذ في جامعة الملك فهد في السعودية اعتبر من وجهه نظر شرعية ان العمليات التي  يستخدم فيها العنف الى هذه الدرجة، هي من قبيل التخريب الذي ينهى عنه الإسلام و تجر على المسلمين شراً أكثر بحيث ان الكفار يتخذونها حجة للإنقضاض عليهم وتدميرهم هذا الذي اتخذه سببا لذم للإسلام و إنه دين إرهاب. اخذوا ذلك من هذه التصرفات والله جل وعلا، أمر بجهاد الكفار تحت راية و ولاية من ولاة المسلمين أما التفجيرات والتخريب وخطف الطائرات فهذا مما ينهى عنه الإسلام لأنه يسبب شراً مستطيراً على المسلمين قبل غيرهم ولأنه يسبب ضرراً ولا يؤدي الى النفع للإسلام او لأهله و يقول إن هذه العمليات التي لا مثيل لها في تاريخ الإسلام أو في عمليات مقاومة المحتل منذ فجر الإسلام، تتعارض مع منهجية الدعوة الإسلامية. فكيف يدعون الناس الى الله و الى الإسلام  و هم يقومـون بالتفجيـر والتخريب والفتك بالآمنين والأبرياء من الكسبة والنساء والاطفال. هذه ليست بدعوة، هذا تنفير والعياذ بالله و إن التخطيط لهذه العمليات الكبـيرة و الكثـيرة و المتتابعة بدقة و إحكام لكي تعيد التأكيد على ان التطرف بأشكاله المختلفة في العراق يقف ضد سياسات الوفاق والسلام والإنفتاح والتعددية و الحرية و التقدم وإحقـاق الحقـوق الحكيـمة، خاصة عندما تتحرك هذه السياسة بفاعلية  و تصبح لها نتائج مؤثرة.

ويجب أن نلاحظ أن هذه العمليات تتكرر وتأتي دائما لاحباط اي نجاحات تقوم بها المرجعيات الدينيه اوالأطراف السياسيـه ولكي نمسك الخيـط من بدايته، فالعمليـات رغـم انها إصابة تلك الجماعات ومن يقف ورائها من حمقى و مستبدي الانظمة، فان المستهدف من ورائها ليس القوات الأمريكية ولكن المستهدف هو سياسة الإستقلال، سياسة الإنماء والتعمير، سياسة العدالة وتطبيق القانون، سياسة الإرتقاء بالتعليم ومكافحة الامية، سياسة الحوار الديمقراطي، سياسة الخروج من مستنقع التخلف والضلام والظلم لعهد الإرهاب الصدامي ووو.

وبعد أن إستطاعت المرجعية الرشيدة القيام بعمل مكثف تلافة به الأثار السلبيـة الحادة التي كادت أن تعصف بالامة في دوامات التفجيرات الانتحارية الإرهابية بما زرعته من حالات إنعدام الثقه وإشاعة الفوضى وتصعيد الصراعات و حاولة جاهدة اصابة العملية السياسيـة بالفشـل والإنجاز الرائع الاؤل في تاريخنا للإنتخابات و سن و إقرار الدستور و الخروج من تلك الأزمات و سعيها الحثيث و بكل الأساليب لإجهاض تلك الجهود الكبيرة.

فإن المتطرفين قد سائهم أن يصبح العراق قبلة في تبني الإنقلاب على كل الموروث المعمول به في الشرق رغم دعاوى بعض أنظمة المنطقه والأن في الاصلاح والتعدديه و و شاءة الحكمة أن يصبح العراق الرائداً للجميع في هذا الميدان ولا يبعد أن يكون المقصد والمنشد وبيت حكمة الشرق وتكون له الصدارة ومنه تصدر السيـاسة السلميـة و الإنفتـاح الثقـافي والتطور العلمي والإزدهار الإقتصادي والتعايش الأخوي بين الجميع و ليس لمستقبل الشرق الاوسط ورفعته فحسب، انما للعالم كله، كما كان ذلك دوره في سالف عصره الذهبي.

لكن المرجعية الدينية الرشيدة العراقية نجحت بشـق الأنفـس في إبـراز الحقيقـة الغائبة و إبعاد الصورة المغلوطة التي سادت في ذهن العالم لمجرد بعض الجماعات الدينيه تستفيد من الطاقه الحيوية للإسلام. فإستطاعت عزلها و بيان زيفها من خلال سمو سلوكها الأخلاقي وحنكة سياستها من عدم الإنجرار إلى مهاوي التطرف وبئر الإرهاب و أن ثـقلة التركة وعظمة المصيبة التي لا يصمد لها إلا من اؤتي الحكمة والإلتزام و الصبر.

وهذا النجاح الذي حقـقته المرجعية لايزال غائباً بسبب المروجيـن الذين يتـخذون من الدعايـة اسلوباً لا يجدي في هذا الزمان الذي تغيرة فيه القوانين الحاكمة علي السياسة الإقليمية والعالمية. و أني على يقين سوف يكتب هذا الدور المرجعـي في حل القضية العراقية والخروج بها الى بر الأمان و خصوصاَ في هذه الفترة العصيبة و بالغة الصعوبة عبر عمليات متراكمة ودقيقة تعرفها العقول الراجحه  والضمائر الحية والنفوس المنفتحة، دون غوغائية و سوف تصب في النهاية  في صالح الإستقلال والسيادة العراقية الكاملة.

لكن عندما تقترب المرجعية من النجاح، تترصد قوى التطرف بالغوغائية او بالفعل الإرهابي المباشر حتى يصدوا أو يبطلوا الدور الحيوي  للمصير الوطني.

العمليات الإنتحاريه ما هي إلا جزء من مسللسل مخيف للتطرف الاصولي. و الأنظمة الإستبدادية التي تدعم الإرهاب، تترصد العراق وحركته بشقيها السياسي والديمقراطي و لعل الدرس الذي يجب ان ندركه هو انه من الضروري أن لا تتوقف السياسة العراقية بفعل هذه القوى الضاره.

فعمليات البناء الداخلي والتغيير السياسي والإقتصادي والتربوي والثقافي و الإنفتـاح، جميعاً يجب أن لا تتوقف لأن ذلك يبني القوة الداخلية ويحصن الوطن بنموه الإقتصادي وطبقته الوسطى المؤهلة للوقوف ضد التطرف والارهاب.

وإذا كان إستمرار هذه الأعمـال الإرهابية مؤثرة، فانه يجب ان يكون بداية ليقظة لكي ندرك أن القوى المتربصة بنا لن تتوقف وسوف تنتهز الفرصة وراء الاخرى، فهي كامنة لمهاجمتنا في أي لحظة تراها مناسبة لها ما دام لها مدد و عدة من الخارج. فليس هناك راحة ولا إستقرار ولا أمان حتى تتغير سياسات أنظمة الشرق الأوسط. وسوف يستفيق الشرق يوماً ويخلد جهود العراق و جهاد شعبه في تماسكه ومواصلة المسيرة الصاعدة للغد و باللعنة الأبدية لقوى الشر والجهل والضلام.

ومن وصية لرسول الله (ص) إلى المسلمين يرويها الصحابي بريدة الأسلمي قال (ص): "الإيمان قيد الفتك". أي أن معيار إيمان المسلم هو عدم الفتك بأحد و هي معياراً للإيمان فمن لا إيمان لهم ممن وصفهم القرآن ب(الأعراب) لايتورعوا عن محارم الله و سفك الدماء و حرق البشر وتهديم البيـوت والمـدارس و المستشفيـات و ريـاض الأطفال على رؤوس العزل و المستضعفيـن و المحرومين و الصابرين من ابناء العراق الممتحن ويؤكد هذا الحديث ما جاء في الذكر الحكيم (قالت الأعراب أمنا قل لم تؤمنوا و لكن قولو أسلمنا و لما يدخل الإيمان في قلوبكم )

و إن مواقف المسلمين  الدائمة من إدانة الإعتداءات الإرهابية و إستنكارهم للتطرف  سببه أن الإسلام دين الوسطية. نعرف إن هؤلاء يتحركون بإسم الإسلام و نعرف ايضاً إن الغالبية الكبرى من المسلمين، ملتزمون بهدى الرسالة و يمقتون الإرهاب بقدر ما يمقته غيرهم. إذن يجب التفريق بين الإسلام الذي ينهي ويدين هذه العمليات و توضيح إن هذه الجماعات التي تستغل الدين الإسلامي لتبريرعملياتها أمر ليس مرحباً به من قبل الكثيرين لأن هدفهم هو الصاق تهمة العنف بالدين الإسلامي و أنه دين دموي والشخصية الإسلامية دموية بطبيعتها وطبيعة عقيدتها. إذن يجب التفريق بين المقاومة المشروعة وبين الإرهاب الفعلي ..!!

ويرى فضيلة الإمام الاكبر( سيد طنطاوي) شيخ جامع الأزهر بقوله: "كانوا  يلتزمون بشريعة الله في الحروب فلا يقتلون طفلاً او شيخاً او إمراءة و لا يلقون بأنفسهم إلى التهلكه كما كانو يلتزمون بإعداد العدة من أجل الجهاد فلا يذهبون للقتال دون استعداد كاف للقاء أعدائهم". والسؤال الذي يسبق الفعل هو: ما الذي يمكن أن تحققه عمليات من هذا النوع لمصلحة الإسلام والمسلمين فهل يمكنها أن تحرر ارضاً أو أن تنقذ شعباً أو امة أو تنقل و تبلغ رسالة في سبيل الله؟؟؟!!!

العودة الى الصفحة الرئيسية 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com