الى الاستاذ السعدون: شكرا لك، لسنا جواري

علياء الانصاري

comansaricom@yahoo.com


لم اعتمد سياسة الرد ولا احبها مفردة ثقافية تتحكم في سلوكياتي، ولكني اشعر بان الحاجة ملحة الى كتابة رد لمقالة الاستاذ كامل السعدون، لان الاساءة لم تكن شخصية بقدر ما هي اساءة الى موقع بنت الرافدين والى المرأة العراقية.
استاذي الفاضل الكريم: انا لا اعرفك شخصيا، ولكني احترم قلمك كما احترم كل قلم حر يدافع عن حق الانسان في التعبير عن رأيه ويحترم حق غيره في هذا التعبير، وربما احترم قلمك لسبب آخر وهو انه لانسان بلغ به العمر شوطا رائعا وصار لقلمه كرامته وحضوره و... محاذيره.
وصلني مقالك الذي لا يمكنني ان اتلفظ بعنوانه الى الموقع الذي اشرف عليه، وقد آلمني لعدة أسباب اوجزها بما يلي:
1 - اذا كنت تقصد بمقدمتك، موقعنا، فلن اجيبك على هذه المقدمة بل اترك الزمن يجيبك لنرى معنا مكانة بنت الرافدين في عالم الصحافة والاعلام والادب.
2 - لقد حكمت علينا بفضل (عين بصيرتك) باننا جواري واماء المستقبل، وما هكذا الظن برجل مثلك وشخصية مثقفة ورائعة لها اسمها في سماء الحرية والقلم والعدالة. فكيف يمكن ان تحكم من موقف واحد علينا هذا الحكم القاسي؟! ويا ترى بنت الرافدين هذه التي كانت موضع دعمك وحبك تتحول في لمح البصر الى (.....)، لانها نشرت مقالا ترفض انت فكر صاحبه واسلوبه في الكتابة، علما ان المقال المذكور قد نشر في باب (باقلامكم) وهو منبر حر للتعبير عن الاراء ولا تتبنى بنت الرافدين اي مقالة او فكرة او قلم يدرج ضمن هذا الباب، ولو كنا نتبنى فكرة ونهج صاحب المقال لاوردنا المقالة في باب (جديد الموقع) وضمن ابوابنا الثابتة.
3 - ما يزيد في ألمي هو ما يحدث من قدح وتشهير بالاخرين وما يتقاذفه الكتاب من عبارات وتهم بدعوى الديمقراطية وحرية الرأي، وهذا بعيد كل البعد عن الديمقراطية والحرية والاخلاق ايضا.
4 - اعجبتني مقولة مالك بن نبي التي اوردتها في مقالتك، ولو سمحت لي ان اعلق عليها واقول: (نعم يمكننا ان نبني سويدا اخرى في العراق اذا تكاتف الاسلام مع العلمانية في حقيقة واحدة ومهمة بل هي اساس المشكلة ولب مأساتنا في الماضي والحاضر، وهي كيف نصنع الانسان على ارضنا؟ الانسان الذي وصفته انت بانه خليفه الله في الارض، وهذا لن يحدث ما لم يسحق كل واحد فينا اصنامه الممجدة وييمم وجهه شطر مصلحة العراق والانسان المسحوق فيه).
5 - اتمنى عليك وعلى كل الاقلام المخلصة خارج عراقنا الحبيب ان ينظر بعين بصيرته الى واقعنا المتعب، فهل تصدق يا استاذي العزيز بان بنت الرافدين تعمل منذ الساعة الثامنة صباحا الى الثامنة ليلا بكادر قليل واجر أقل وسط ظروف صعبة وحياة أصعب، أقل ما فيها صعوبة هو انعدام التيار الكهربائي في معظم أيامنا في الوقت الذي نحتاجه في عملنا كركن اساسي ومهم، وفي واقع مرير تعيشه المرأة العراقية بكل حيثياته وخصوصياته التي تعرفها، ومع ذلك نعمل ونعمل ونعمل، وننتظر من حضراتكم على الاقل ان لا نسمع مثل ما وصفتنا به او ما ادرجته في عنوانك.
مازال صدر موقعنا بنت الرافدين رحبا لاستقبال كل ما يكتب اذا كان دافعه الاخلاص والحقيقة، ومازالت المرأة العراقية قادرة على ان تسمع وتسمع وتسمع لتكبر تجربتها ويتعاظم دورها فان صناعة مجتمع ديمقراطي يحتاج الى الكثير من التضحيات والى الكثير من المعاناة، خاصة في مجتمعنا الذي يختزن عقبات كثيرة أمام حركتنا ولا احب ان اعتبر مقالتك احداها.
 

العودة الى الصفحة الرئيسية 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com