"المثلث السني" بدأ بتصدير الإرهاب إلى الدول المجاورة.. وأول الغيث عمّان

 

أحمد الخفاف

Alkhafafahmad@yahoo.com

عندما انهار نظام الطاغية صدام في التاسع من نيسان عام 2003، أسدل الستار على أسوأ حقبة دموية من الحكم شهدها تاريخ العراق المعاصر بل والوطن العربي منذ نشأته في تاريخه الحديث. ومنذ سقوط طاغوت العراق وانهيار دولة البعث البربرية، ولد عراق جديد بعملية قيصرية صعبة، وما أن نما هذا الوليد لأسابيع عدة حتى انهالت عليه وحوش التنظيمات الإرهابية المسلحة من كل جانب لتفتك به وتمزقه إربا إربا، ومما شجع هذه الوحوش الضارية بكشر أنيابها أنها وجدت غابة العراق خاوية من الحرس الذي يحميها فأخذت تنهش بالوليد الجديد وهو ينزف وسط ذهول الشعب المغلوب على أمره والذي أصبح رهينة سهلة طيعة في مخالب هذه الوحوش الكاسرة التي لا تعرف الإنسانية ولا الحضارة ولا الرقي ولا التقدم، بل اتخذت نهج القتل وإراقة الدماء والتخريب تارة تحت مسمى "القومية العربية" في العقود الماضية، وتارة أخرى تحت عنوان "المقاومة" حيث يذبحون الأبرياء بغطاء خطاب ديني مزور كـ "الإسلام" و"الجهاد" و"دولة الخلافة الإسلامية" وغيرها من المصطلحات المطاطة!!.

 لقد شكل المثلث السني في العراق مع بالغ الأسف الحاضنة الأمثل لنمو تنظيمات مسلحة إرهابية خطرة.. بعضها محلية متأثرة بأفكار تكفيرية مستوردة من الخارج، وبعضها الآخر عربي غريب عن جسم العراق وثقافته ومجتمعه جاءت خصيصا لتصفية حساباتها مع الأمريكان ولا هدف لها سوى تحويل العراق وسكانه والمجتمع العراقي إلى أهداف للقتل والتدمير بحجة شن حرب مقدسة ضد الأمريكان الغزاة وكأن بلدانهم محررة من الغزاة ذاتهم!!

 وفي غياب مؤسسات الدولة القادرة على ضبط الأمن والاستقرار في العراق الجديد، وانفلات الأمور بشكل تام تشكلت في دهاليز الأقبية التكفيرية المظلمة في منطقة المثلث السني عشرات التنظيمات الإرهابية المسلحة، وكانت نطفها تكفيرية دخيلة تزاوجت على عجل مع أوعية فارغة في رحم بعثي خصب انعقدت على إثرها أجنة قوات عسكرية وهابية متطرفة وتنظيمات مسلحة مذهبية وميليشيا بعثية طائفية!!

 وما أن بدأ الوليد العراقي الجديد ينمو، بدأ هذا الوحش الصغير بالنمو أيضا بموازاته.

العراق الجديد ينمو على غذاء الديمقراطية والحرية واحترام مبادئ الإنسان، والوحش الصغير ينمو على الدماء والديكتاتورية والتكفير. العراق الوليد يبتسم.. يحبو.. يزحف.. يلعب.. يضحك.. والوحش الصغير يكره.. يدمر.. يعض.. يخنق.. يقتل ويذبح..!! 

 وبعد عام كبرت الوحوش الصغيرة وتحولت إلى تنظيمات مسلحة تمارس دور البلطجية الطائفية وشقاوات مافيات الإجرام في ساحة الوطن الجريح لا تفهم من الأمر شيئا إلا قمع معارضيها مستخدمة أسلوب التصفية الجسدية وعمليات القتل والإرعاب والنهب والسلب!!

 ويمكن من خلال مطالعة وضع هذه التنظيمات المسلحة في المثلث السني القول أن معظم هذه التنظيمات باتت تعمل فوق الأرض وتتحدى أي جهة لا تتفق معها في الرؤية الحزبية أو الدينية حيث تستخدم ضد معارضيها أسلوب الإبادة الجماعية بشكلها الدموي الفظيع.. ومن التنظيمات الرئيسية المعروفة في المثلث والمناطق المحيطة ببغداد يمكن ذكر:

1- قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين: وهي تابعة للأردني الهارب أبو مصعب الزرقاوي أو (أحمد فضيل الخلايلة) المرتبط بتنظيم القاعدة. تتكون عناصره من مقاتلين من الأفغان العرب جاءوا من أفغانستان والدول العربية المجاورة كسوريا والأردن والسعودية والكويت ودول المغرب العربي. تنشط هذه الجماعة في حاضنات مدن المثلث والمناطق القريبة من العاصمة بغداد وعلى رأسها القائم والرمادي والفلوجة والموصل. لها رؤية تكفيرية تجاه المسلمين عموما والشيعة خصوصا. تقوم بإعمال إرهابية دموية ضد الشعب العراقي في مختلف المدن. أسلوبها في العمل المسلح هو التفجيرات الانتحارية والخطف وابتزاز أهالي المخطوفين والقتل بطريقة الذبح!!، شعارها إقامة دولة الخلافة الإسلامية في العراق على شاكلة إمارة طالبان المتخلفة ومن ثم الانطلاق منها إلى سائر البلدان العربية والإسلامية. التنظيم مستورد تماما من خارج العراق ويمكن وصفه بأنه المورد الأساس للانتحاريين إلى أرض الرافدين. التنظيم مد ذراعه الإجرامية إلى البلدان العربية وبدأ بضرب الأردن حيث كانت آخر إنجازاته "الجهادية" عمليات تفجير ضخمة استهدفت فنادق عمان وقتلت وجرحت العشرات من المدنيين الأبرياء وسميت بـ "غزوة الفنادق" في عمان.

 2- الجيش الإسلامي السري : تنظيم مسلَّح مرتبط بقيادات وفلول النظام البائد، ينشط في المناطق المحيطة بالعاصمة بغداد  كالحصوة واليوسفية واللطيفية والمحمودية، ارتكبت عصابات هذا الجيش جرائم طائفية فظيعة في تلك المناطق وقتلت الآمنين على أساس الهوية الطائفية.. فمن كان شيعيا قتل أو ذبح أو اعتدي على عرضه وسلب ماله في هذه المناطق كما نشط مسلحو هذا التنظيم في عدة مدن عراقية بينها الموصل وديالى وبعقوبة كما تمكن التنظيم من بناء مواقع عسكرية مسلحة له في مناطق مختلفة منها الفلوجة حيث مارس جرائم كبيرة بحق المدنيين العراقيين حتى في المناطق السنية.

 3- سرايا المجاهدين: تنظيم تابع للزرقاوي أيضا. معظم أعضاءه من العراقيين السنة. له رؤى وأسلوب جماعة التوحيد والجهاد. ينشط في مدن الأنبار كالفلوجة وضواحيها وأطراف بغداد وفي محافظة ديالى ومدينة بعقوبة بالذات. 

 4- كتائب الجهاد: ذراع عسكري للتنظيمات السلفية الوهابية في مدن المثلث السني. لها نشاط إعلامي واضح في مواقع الإنترنت المرتبطة بالسلفية الخليجية.

5- كتائب ثورة العشرين: تنظيم مسلح طفا على السطح عندما ارتكب سلسلة من الأعمال الغادرة تمثلت باغتيال لأفراد الشرطة والحرس الوطني ومدنيين شيعة.. تنشط عصابات التنظيم في عموم منطقة أبي غريب ومناطق العامرية والطارمية وبلد وسامراء، واللطيفية والإسكندرية، وامتد نشاطها مؤخرا إلى مدن محافظة ديالى. وقيل أنها تابعة لعشيرة الشيخ حارث بن ضاري أمين عام ما يسمى بـ "هيئة علماء المسلمين"، ويتبنى الضاري المجموعة المسلحة ولم تكن عملياتها موجهة كلها ضد الجيش الأمريكي بل شملت هجماتها طرق التموين للحكومة العراقية على طريق بغداد الفلوجة. عناصرها من قطاع الطرق يسلبون المسافرين وينهبون السائقين ويحرقون الشاحنات بعد نهب حمولاتها.

6- مجاهدي الفلوجة : تنظيم ظهر لأول مرة عندما أعلن مسئوليته عن ذبح وإحراق جثث 4 من المقاولين الأمريكان في مدينة الفلوجة. يعتقد أن معظم أعضاءه من العراقيين المنتمين حديثا إلى الخط السلفي تحت قيادة مقاتلين عرب. هذه الجماعة السلفية الوهابية تابعة لـ (مجلس شورى المجاهدين) في مثلث الفلوجة.. قيل أنها تنسق نشاطاتها مع تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين، وشاركت مع القاعدة في القتال في الفلوجة وضواحيها.. الجماعة دبرت عمليات خطف الأبرياء وذبحهم والتنكيل بهم على الطرق السريعة بين بغداد وعمان، الجماعة يقودها المجرم الهارب السلفي عبد الله الجنابي، الذي فر بعد اجتياح الفلوجة من قبل القوات الأميريكة واختفى عن الأنظار منذ العام الماضي . يعتقد أن معظم أعضاءه من العراقيين المنتمين حديثا إلى الخط السلفي تحت قيادة مقاتلين عرب.

 7- كتيبة الإستشهاديين: اسم لتنظيم يطلق على الانتحاريين الذين يقومون بتفجيرات دموية باستخدام السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة، وقد أوقع هؤلاء مئات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين العراقيين وأفراد الشرطة العراقية والدفاع الوطني. معظم أعضاء هذه الكتيبة هم من السلفيين العرب جاؤا من سوريا ومصر والأردن وفلسطين ولبنان واليمن والسعودية والسودان عبر الأراضي السورية. تسللوا إلى داخل العراق منذ انهيار نظام الطاغية صدام في إطار برنامج مخطط له من قبل سقوط نظام البعث.

 8-  جيش محمد : وهي ذاتها منظمة فدائي صدام المنظمة الدموية التي شكلها ابن الطاغية المقبور عدي صدام من أصحاب السوابق الإجرامية، قامت بالكثير من أعمال القتل والاغتيالات ضد المدنيين وتخريب المنشآت النفطية خلال العام الماضي، تنشط تحت الأرض ولكنها بدأت تطل برأسها مرة ثانية لا سيما بعد بدء الإعلان عن محاكمة رئيسها الطاغية المخلوع. التنظيم ارتكب أعمال إرهابية في بعض أحياء بغداد لا سيما في الأعظمية وشارع حيفا وضواحي الفلوجة والعامرية والطارمية، هوية التنظيم مفضوحة لدى الشعب العراقي ولم تستطع فرض نفسها على كافة أطياف السنة العراقيون.

 9- السرايا الخضراء: تنظيم ارتبط اسمه بسلسلة من عمليات خطف الأجانب في العراق وقتلهم.

 10- أنصار الإسلام: تنظيم سلفي كردي نشأ في كردستان العراق منذ سقوط نظام الملالي في إمارة طالبان في أفغانستان. تزعم التنظيم الملا كريكار ولكن تم فصله من قيادة التنظيم عندما ألقي القبض عليه في هولندا العام الماضي. تنظيم دموي يدعو إلى تكفير المجتمع والخروج عليه. ينشط في مدينة كركوك النفطية ولكنه يتخذ من المثلث السني حاضنة له لا سيما بعد أن طردت عناصره من شمال العراق.

 11- جند الإسلام: تنظيم يشابه في الرؤى تنظيم أنصار الإسلام ولكنه يضم في صفوفه أكراد وعرب وأفغان قاتلوا بجانب طالبان في أفغانستان. وهناك جماعات سلفية صغيرة تنشط في مساجد بعض الدول الأوربية كبلجيكا وأسبانيا وألمانيا وهولندا تطلق على نفسها جند الإسلام أيضا.

 12- جيش أهل السنة: تنظيم مسلح برز اسمه مؤخرا في المثلث السني على أيدي بعض مشايخ المساجد في بعض المدن الصغيرة. غير معروف عنه انخراطه في عمليات دموية كبيرة إلا أنه يحمل تطلعات طائفية وله بعض البصمات على جرائم تصفية مواطنين شيعة.

 13- قوات الفاروق: اسم تنظيم يرجح أن يكون إعلاميا أكثر منه عسكريا، سمع عنه في مدن المثلث السني وخاصة في مدن محافظة الأنبار.

 14- مجاهدي الأنبار: تنظيم مسلح سني ينشط في الأنبار ولهم موقع في شبكة الإنترنت يبث بلاغاتهم وأفكارهم. لهم صلات واضحة مع حزب البعث المنهار وأنصار صدام. وقد يكون أعضاءه من فلول النظام البائد ولكنهم يتخذون من تعبير "الجهاد" تسمية إسلامية لهم.

 15- جبهة المجاهدين: اسم تحالف يضم جماعة عبد الله الجنابي إمام وخطيب جامع سعد بن ابي وقاص في الفلوجة ويسمى "أمير" جبهة المجاهدين. الجنابي الذي ارتبط اسمه بمسئوليته عن إعدام ستة من المسلمين الشيعة في الفلوجة والغدر بهم هو كذلك رئيس ما يسمى بـ "مجلس شورى المجاهدين" في الفلوجة.

16- كتائب الوقاص: تنظيم مسلح غير معروف قام بخطف رهائن من سائقي الشاحنات التجارية في منطقة المثلث، وسطا على قوافل تجارية في الطريق الدولي بين عمان وبغداد.

 17- سرايا خالد بن الوليد: عرف عن هذا التنظيم الشيء القليل، إلاّ يبدو إنه من إفرازات الحالة الطائفية في المثلث. يرجح أن يكون التنظيم المسلح عائد لفلول نظام البعث الساقط.

 18- كتائب عمر بن الخطاب: اسم برز لأول مرة في أحد المواقع العائدة للبعثيين العراقيين على شبة الأنترنت!!

 19- جيش الصحابة: عرف عنه القليل في العراق وقد يكون مرتبط بالأفغان العرب، والاسم أساساً يطلق على تنظيم دموي في الباكستان وقد شن عمليات دموية ضد المسلمين الشيعة في مدن كراتشي ولاهور وإسلام آباد وكويته ومدن أخرى.

 20- أنصار بن تيمية: تنظيم سلفي عراقي حديث النشأة يستمد شرعيته من التنظيمات المرتبطة بالفكر التكفيري السلفي. ينشط في بعض مناطق العاصمة بغداد لا سيما حول جامع ابن تيمية وشارع حيفا وبعض أحياء بغداد التي يسكنها خليط من السنة والشيعة كالسيدية والدورة.

 21- جيش الوهابية: تنظيم مسلح عرف في العراق بعد أن تسلل حاملي الفكر الوهابي إلى العراق في أعقاب انهيار نظام البعث. التنظيم يدعو صراحة إلى قتل المسلمين الشيعة أينما كانوا في العراق وخارجه، وقد يكون التنظيم مرتبط بشبكة الزرقاوي. ينشط في منطقة القائم والكرابلة وتلعفر والموصل والأنبار ويضم في صفوفه سلفيين فلسطينيين يقيمون منذ سنين في العاصمة بغداد.

22- السلفية للدعوة والقتال فرع العراق!!: التنظيم الأساس ناشط في الأراضي الجزائرية والدول العربية المغاربية وله بعض الأتباع في البلدان الأوربية كأسبانيا وفرنسا. ينشط في بعض المناطق الكردية العربية المختلطة وبينهم أكراد.

 23- جيش أنصار السنة: تنظيم برز فجأة في خضم الأحداث الدموية التي وقعت في العام الماضي. هويته مجهولة وعناصره غير معروفة وينشط في الموصل وكركوك والمدن المحيطة بالعاصمة بغداد كاللطيفية والمحمودية واليوسفية والإسكندرية ومدن محافظة ديالى.. يبدو أنه لم يحقق نجاحات في ضم الكثير من الأتباع إلا أنه ارتكب أفظع المجازر ضد الشعب العراقي خاصة أفراد الشرطة والحرس الوطني وقام بسلسلة اغتيالات لنخب عراقية علمية وأكاديمية وسياسية كانت معظمها من المنتمين إلى مذهب التشيع. ويبدو أن إطلاق اسم "جيش أنصار السنة" على التنظيم يحمل في طياته مدلولات تنظيمية طائفية تتصل بأهداف بث الفرقة الطائفية بين العراقيين وعمل على اندلاع حرب أهلية بين مكونات الشعب العراقي. تستخدم هذه الجماعة موقعا لها على شبكة الإنترنت لإيصال بلاغاتها الإعلامية. ولم يستبعد المتابعون أن تمول هذه المنظمة من قبل فلول حزب البعث. كما أن لهيئة علماء المسلمين بزعامة حارث بن ضاري ارتباطات واضحة ومعروفة مع هذا التنظيم.

 24- "حركة الرد الإسلامي" وهي جماعة مذهبية متطرفة عرف عن اسمها عندما أعلنت عن خطف الجندي الأميركي ذو الأصول اللبنانية وهددت بذبحه.

 25- "سرية الصارم المسئول على عدو الله والرسول"!! تنظيم سمع به لأول مرة العام الماضي عند حادثة خطف رهائن. التنظيم ربما لجماعة غير معروفة إلا أنها هددت بذبح أحد المخطوفين الأسرى.

 وهناك جماعات مسلحة محلية صغيرة أخرى تنشط في بعض حارات مدن المثلث السني كسرايا أبي بكر الصديق وسرايا أبي عبيدة يتزعمها مشايخ مساجد صغيرة تتبع معظمها بتنظيمات أكبر منها.

 ومن أبرز الوجوه التي تقود التنظيمات المسلحة الآنفة الذكر في المثلث السني هي:

1- الأردني الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي

2- المصري الشيخ الدجاني وهو قائد عمليات ميداني مرتبط بتنظيم القاعدة.

3- الكردي الملا أبو عبد الله متحالف مع الزرقاوي وينسق معه. ينشط في مدن كردستان العراق.

4- حارث الضاري أمين عام "هيئة علماء السنة" وعراب العمليات الإرهابية التكفيرية في العراق ومهندسها طلب من مشايخ السلف الخليجيين في أول زيارة له بعيد سقوط النظام البعثي تزويده بالمتطوعين العرب وبالمال من أجل ما زعمه إقامة دولة الخلافة السنية في العراق.

5 - ظافر الدليمي إمام جامع الروضة المحمدية في الفلوجة

6 - الشيخ ظاهر العبيدي أحد المسؤولين عن دماء الشبان الشيعة الستة في الفلوجة.

7- عبد السلام الكبيسي

8- مثنى الضاري نجل حارث الضاري الملقب بالأصفر

9- عز الدين المجيد أحد أقارب رئيس النظام المنهار، ويدير شبكة من فلول النظام البعثي الساقط في مدن تكريت وقريتها العوجة، وسامراء، وقضاء الحويجة وكركوك والموصل وبعض القرى الأخرى التي مازال بعض سكانها يدينون بالولاء للرئيس المخلوع.

كما أن هناك العديد من القادة المحليين يرتبطون بشكل أو بآخر بالأشخاص الذين ذكرت أسماؤهم آنفا. حالها حل بقية التنظيمات المسلحة لا ناطق لها، ولا برنامج معلن لها .

10- رغد ابنة المجرم صدام

11- فلول البعث الناشطة على الأراضي السورية والأردنية

12- حسين الفلوجي عضو "شورى المجاهدين في الفلوجة"

13- مهدي الصميدعي الزعيم الروحي لوهابية المثلث

 ومن خلال متابعة ما ارتكبته هذه التنظيمات المسلحة على أرض العراق من أعمال إرهابية دموية ضد الآمنين في مختلف المدن العراقية يتضح دون شك أن هذه التنظيمات قد ألحقت الضرر البليغ بالوحدة الوطنية العراقية القائمة على احترام التعددية واختلاف القوميات في عراق وطني واحد يحتضن مختلف طوائفه وأعراقه وانتماءاته.

 إن التنظيمات المسلحة هذه التي هددت وحدة التراب الوطني وما زالت تهددها بأعمالها الإجرامية، مهدت الأرضية الخصبة لتقسيم العراق وتجزئته على أساس طائفي. فالتنظيمات المسلحة المذكورة لعبت دورا خطيرا في تمزيق وحدة الشعب العراقي من خلال ارتكابها لعمليات قتل طائفية. لقد بدأت هذه التنظيمات أول عمليات التطهير المذهبي الطائفي في المدن التي تنشط فيها، فقد منعت من دخول المسلمين الشيعة إلى مدينتي الفلوجة والقائم، بل وقتلت شبان منهم ليكون تحذيرا لغيرهم من أن المدن الطائفية مغلقة عليهم، وهذه أول بوادر على تجزئة العراق تتم على يد التنظيمات المسلحة الطائفية.

إنهم على قاب قوسين أو أدنى من إشعال نار حرب أهلية طاحنة لا تبقي ولا تذر وسيكونون هم الأخسرون قطعا. إن ممارساتهم الإجرامية ستكون هي الشرارة التي ستشعل الحرب الطائفية في العراق كما حصل في لبنان عام 1975 عندما بدأت ميليشيات الموارنة الطائفية بأعمال خطف وقتل للمواطنين بناءً على هوياتهم ومذاهبهم وانتماءاتهم وأدت بالتالي إلى حرب أهلية وتقسيم البلاد لعقدين من الزمن.

 لقد مارست هذه التنظيمات سياسة التطهير العرقي أيضا بحق المسلمين السنة الأكراد، وبفضل سياسة القتل والتهديد التي تمارسها التنظيمات الإرهابية ضد المواطنين العراقيين من مختلف القوميات فقد منعت مواطنين أكراد في كركوك من العودة إلى ديارهم التي أجبروا على النزوح منها سابقا.

 كما إن التنظيمات المسلحة في المدن المثلث لعبت دورا كريها من خلال حث بعض وعاظ مساجد السلفيين من الوهابيين في مدن المثلث على إثارة النعرات الطائفية المقيتة فانجر هؤلاء ورائهم وأخذوا يزينون لهم سوءة أعمالهم فأوغلوا في القتل والتخريب وقتل علماء الدين وضرب مصالح الناس وقطع روؤس الآمنين وحرق آبار البترول مصدر رزق العراقيين، وتهديد الطرق والقيام بأعمال السلب والنهب والتفجير والتخريب وخطف المواطنين الآمنين والمطالبة بفدية وممارسة أعمال الغدر وذبح الأبرياء.

 إن التنظيمات المذكورة لا شك تتخذ من الإسلام غطاءاً لتبرير أعمالها الإجرامية، بالضبط كما يتخذ بن لادن وسادييه من أتباعه في السعودية غطاء "الجهاد" لارتكاب جرائم وحشية بحق الآمنين وقد رأينا كيف أن كبار علماء المملكة العربية السعودية أعلنوا خروج إرهابيي القاعدة عن الإسلام ومروقهم عن الدين وسموهم "الفئة الضالة" فهم بحق الفئة الضالة وقد صموا آذان المسلمين طيلة سنين ماضية بأنهم هم "الفئة الناجية" وإذا بعلمائهم وأساتذتهم ومشايخهم يعترفون اليوم ويصرخون أن القاعدة هي "الفئة الضالة" ولا أحد غيرها. لقد مرق هؤلاء المجرمين على الإسلام كما مرق الخوارج على الخليفة الراشدي الرابع الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، فحكموا على الناس بالكفر والشرك وقتلوهم وما زالوا يسرفون في القتل والتدمير.

 وعلى ضوء ما ارتكبته التنظيمات الإرهابية البعثسلفية انطلاقا من مدن المثلث من جرائم بحق العراقيين يندى له جبين البشرية وتصفيق العرب لهؤلاء البرابرة واعتبارهم "مجاهدين" نرى اليوم أن النار التي أذكاها بني يعرب وصلت إلى عقر دارهم وأحرقتهم.. فجريمة التفجيرات المتتالية في فنادق العاصمة عمان لن تكون الأخيرة مادامت الشعوب العربية تصفق لهؤلاء التتار الساديين الجدد ومادام الإعلام العربي الأعمى يحرض على المزيد من قتل الأبرياء في العراق بحجة مقاومة المحتل..!!

وعلى قاعدة الأقربون أولى بالمعروف نقول أن تشجيع الشعب الأردني ومؤسسات دولته للإرهابيين السفلة  وللإرهاب التكفيري في العراق طيلة السنين الماضية قد أتى أوكله وحان وقت حصاده.. ولذلك نقول لهم.. الذين يشجعون على الإرهاب هم أنفسهم أولى بالإرهاب.. وإن كانوا يرون أن الإرهاب عمل بطولي معروف، فإذا هم أولى بهذا العمل البطولي المعروف ومبروك عليهم هذا "الجهاد" الذي وصلت شرارتها إليهم وجعل الشعب الأردني مرتدا على عقبيه ومنكبا على وجهه.

 فإلى أنظار العالم وأسماعه.. نقول ذكرنا لكم منابع الإرهاب والعناصر التي تدعمها في المثلث السني بغرب العراق.. فمتى يتم تجفيف هذه المنابع..؟؟ فالإرهاب كان من أروع صادرات محافظة الأنبار إلى جيرانهم العرب وخصوصا الأردنيين الذين يمقتون الشيعة والتشيع.. فمحافظة الأنبار التي دعمتها الأردن وسوريا ومصر والسعودية باتت اليوم تصدر الإرهاب المفخخ النسائي منه والرجالي على حد سواء ومحطة عمان كانت أول الغيث للعرب.. فمن يسمون اليوم بـ "العراقيين العرب" كرفاق دربهم بالأمس "الأفغان العرب" قادمون، والمنطقة ستكون على كف عفريت.. وقد أعذر من أنذر.!!!

 

 العودة الى الصفحة الرئيسية 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com