|
أهل اليسار .. حبل السرة الذي لم يتحول إلى مشنقة كامل السعدون أوسلو في ال13 من ت2-2005 كنت على مسافة قريبة منهم ولم اتأدلج ، بل نفرت حين وجدتهم يصافحون باليمنى يد الفاشست في أكبر خطيئة ، وسبحان من لم يرتكب خطيئة ...! دخلت وأياهم في نقاشات حادة قبل التحرير وقلت لهم لا تعيدوا إرتكاب ذات الخطيئة ثانية ..! تريدون إسقاط الطاغية ..صافحوا الأمريكان وسيروا مع الآخرين في موكب التحرير ، وكانوا يعترضون بقوة ويشتمون أمريكا بأقذع الشتائم .. ولكنهم تنبهوا إلى أن لا مناص من الموالاة للأمريكان ولو إلى حين . وتحرر العراق وقلت وقال غيري ، أحسنوا الموالاة للأمريكان ...! حذار من النفاق فلا زال هؤلاء يملكون كل الاوراق ...! تريدون إشتراكية علمية أو إشتراكية ديموقراطية على النمط الإسكندنافي ...لا مناص من نهوض عمراني ورأسمالية منضبطة لربع قرن على الأقل حتى ينهض الوعي العراقي مجددا من كبوته ويعود متألقا كما كان أيام فهد وسلام عادل والجادرجي وأبو التمن وجماعة الأهالي والجواهري الكبير ...! البعض دخل مع الأمريكان ، وآخرون خرجوا من الجحور لإستقبال الدبابة الأمريكية ولو بأيادٍ مضمومة إلى بعضها ، وحين اطمئنوا إلى جدية مسار الدبابة صوب قصر الطاغية ، رفعوا اليد لا للإعمار أو تنظيف شوارع العراق ، بل لسرقة العراق . وليس أقل بشاعة في عمليات إغتصاب العراق من تغيير أسماء مدنه ومستشفياته وشوارعه ... مدينة الصدر وشارع الصدر ومستشفى الصدر وجيش المهدي ومقبرة شهيد المحراب ومسجد إبن تيميه و..و...و...الخ . أهل اليسار لم يسرقوا ولا أغتصبوا شارعا أو عمارة أو قرية . أهل اليسار والعلمانية كانوا الأكثر هدوءً وإسترخاء وبساطة في التعامل وإنخفاض في النبرة . لم يصدروا صكوك غفران ، لم ينبشوا في القبور عن بقايا ألف مقدس ومقدس ليعيدوا تصويرهم وتكحيل عيونهم ورفع أشلائهم الباقية على نواصي الشوارع ...! أهل العلمانية وحدهم من قالوا لنطوي صفحة الماضي ونشرع بالبناء بيد ومقارعة القتلة البعثيين والسلفيين باليد الأخرى ووحدهم من جاهد في مد اليد للآخرين من أجل تشكيل الجبهات العريضة لحماية العراق من التشرذم السرطاني . حين كان العراق الوطني يحبو في ثلاثينيات القرن الفائت ، كان أهل اليسار والعقل والعلم ، حبل السرة الذي غذا العراق الرضيع بأوكسجين نقي ودم نظيف ووجوه طيبة بارة وشهداء تواصلوا في الصعود إلى دكات المشانق ليشدوا الحبال بأيديهم وهم يهتفون لمجد العراق وحرية وسعادة أهل العراق ...كل أهله ...! نساءٌ ورجال ..بنات ثانوية وجامعة ...مسيحيات ويهوديات وصابئيات .... ورجال عراقيون حقا وصدقا وإلى الجد الألف ...فهد وحازم والحيدري والأوقاتي والجميل قاسم ...! نظيفون حد الدهشة وعذبون حد الإفراط ... يدعّون المادية والإلحاد وهم أكثر مثالية وإيمانا من كل فقهاء السلاطين وتجار الدين . أطفالٌ هم بثياب رجال ونساء ...! أطفال هم ...وكل أطفال الله ملائكة أبرياء ...! لست شيوعيا ولن أكون ... لكني أهنئهم من القلب على حسن الأختيار بالإنضمام إلى قائمة السيد علاوي ...! -2- لست معاديا للإسلام ولن أكون ...لكني من خلال قراءتي لكل التاريخ السياسي للإسلام ، لم أجد صفحة مشرقة واحدة ...! شراذم شراذم شراذم..! محمد مات على سريره وليس عند رأسه غير إثنين أو ثلاثة من أهل بيته . وحين طلب دواة ليكتب لهم قالوا .. الرجل يهذي ...! حين مات إرتد العرب كلهم تقريبا ولولا بطش أبا بكر وخالد وطلحة والزبير ، لما أستمر الإسلام بعد دفن محمد ولا حتى يوم واحد ..! ثلاثة من الخلفاء ماتوا قتلا . ربع قرن هو كل عمر الإسلام السياسي المحمدي لا أكثر ، ربع قرن هو عمر الديموقراطية الهزيلة المسماة الشورى ، ونظام بيت المال ورعاية الفقراء والمعوزين . وكل ما عدا هذا الربع قرن حسب ...هو طغيان وإحتلال وفجور وفساد وجور . وإذا كنا نقول ربع قرن ، فإن أهلنا الشيعة لا يرون في دولة الإسلام ولا حتى ربع قرن بل سنوات علي التي لا تتجاوز الأربعة حسب ...ولا مزيد ...! لكن كم من الفتن خلقت تلك السنوات التي لا تتجاوز الربع قرن . الف وخمسمائة عام من الحروب والكراهية والتخلف والجور . الف وخمسمائة عام نصفها تقريبا كنا فيها محتلين من قبل الترك والفرس والألبان والمغول والصليبيون ونابليون والإنجليز وأخيرا الأمريكان منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية . ونصفها الآخر كنا فيه محتلين من قبل آل بيت محمد من القرشيون بفرعيهم الأمويون والعباسيون ، وليتهم كانوا بأخلاق محمد أو آل البيت الأولون . لكن يبقى في الإسلام أجمل نماذجه وأرقاها وأكثرها نبلا ...! الحسين وزيد والنفس الزكية و...و...و...! علي بجماله ومثاليته التي ترقى إلى مستوى الإلوهية ...! أبا الحسن الإصفهاني والف شيرازي وأصفهاني وسيستاني ، عاشوا في فقر مادي مطبق وثراء روحي عريض لا تخالط كياسته سياسة ...! الحلاج وأبن عربي والجنيد والجيلي والرفاعي ...! تلك النماذج المبهرة الجميلة التي ما كان أصحابها يملكون أكثر من ثوب عتيق ورغيف يابس ، وما أسرع ما كانوا يمنحون هذا الرغيف ويخلعون ذات الثوب لأول عارٍ أو جائع يطرق الباب ...! ولو شاءوا لملكوا الملايين في غمضة عين ...! تلك النماذج أعشقها ...! ومثل هذا الإسلام أحبه وأتمناه وأفرد له في القلب مكان الصدارة .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |