|
عراقيـي المهجر.. الرقم المنسي في العملية السياسية
شوقي العيسى
لكل عملية هناك معادلة وقد تختلف هذه المعادلات من حدث لآخرولو تمعنا النظر في المعادلة السياسية في العراق لأثبتنا أن هناك أرقاماً قد دخلت العملية السياسية ضمن معادلتها وهناك أرقاماً قد فرقعت ومن ضمن هذه الأرقام التي نُسِيت هم عراقيـي المهجر فلو بدأنا المعادلة منذ بدايتها في العراق والأحداث التي مرت وعندما نبرمجها برمجة حقيقية بحته لأتضحت النتائج. فقبل دخول القوات الأمريكية وقوات التحالف للعراق لأسقاط صدام عقد في لندن مؤتمر المعارضة العراقية وذلك لوضع برمجة وآلية لأسقاط نظام صدام وذلك على إستناد أن قوى المعارضة العراقية تمتلك الأرضية الحقيقية والعدد والكم ممن هم خارج العراق كمعارضة وأن كل العراقيـين في المهجر هم القاعدة والركيزة الوحيدة لهذه المعارضة وحتى يتسنى العمل المشترك مابين الأحزاب العراقية لأسقاط صدام وكلٌ حسب قاعدته الجماهيرية خارج وداخل العراق ولا ننسى أن الرقم الحقيقي المعد من قبل المعارضة العراقية في الخارج هم أربعة ملايـين عراقي مهجر ومهاجر من العراق بسبب ممارسات نظام صدام المقبور .... إذن فقد أثبت مؤتمر لندن للوهلة الأولى أن عراقيـي الخارج هم الرقم الأول في المعادلة السياسية في العراق وعلى هذا الأساس أنطلقت جحافل القوى والأحزاب بخططها مع القوات الأمريكية لأسقاط صدام . دخلت القوات الأمريكية العراق ودخلت معها المعارضة العراقية وتمكنت المعارضة العراقية من العمل السياسي والتقني والتخطيط لمستقبل العراق رغم الظروف الصعبة التي يمر بها العراق من مخططات إرهابية شرسة تخطط لقتل العراقيـين الأبرياء وتواصلت القيادات السياسية بمعادلتها الرقمية وبدأت بالأعدادات الفنية لأدارة البلاد وضمن الخطى المدروسة والعملية لهذه القوى تمكنت شيئاً فشيئاً الأنتقال من مرحلة لآخرى أنتقال ناجح ومدروس ومحسوس .... وضمن سياق هذه المعادلة السياسية والرقمية كان هناك الرقم البارز هو الإدارة العراقية بعد أن كان عراقيـي الخارج ، فقد أحجم الرقم المنسي في هذه المعادلة لأشعار آخر ريثما يستقر الوضع السياسي والأمني في هذا البلد المفعم بالخطوط الجوهرية لساحة الأحداث . نجحت أنتخابات وتشكلت الجمعية الوطنية وهذه الجمعية الوطنية شكلت الحكومة الأنتقالية وهيئة كتابة الدستور الدائم للبلاد وكان الرقم المنسي قد تحرك قليلاً في المشاركة في هذه المعادلة السياسية وبعد نجاح الأستفتاء على الدستور بدأت المرحلة الجديدة لهذه المعادلة وهذه العملية السياسية ،مرحلة الأنتخابات وضمن سياق مرحلة الأنتخابات يجب أن يكون هناك برنامج سياسي لكل قائمة أو حركة أو أئتلاف وقد أبرزت أغلب القوائم برامجها السياسية للمرحلة المقبلة وكان كل برنامج عندما يقرأ يكون فيضاً كبيراً على العراقيـين للمرحلة المقبلة ولكن للأسف الشديد أن هذه القوائم قد نست وتناست الرقم الحقيقي للمعادلة ألا وهو عراقيـي الخارج الرقم الذي كانت تراهن علية آبان المعارضة العراقية فلن يكن هناك أي أشارة واضحة الى مصير هؤولاء الذين أجحف الزمن بحقهم وتناستهم القيادات التي وصلت الى ماوصلت اليه ولولا العراقيـين الذي رفضوا قمع وأستبداد نظام صدام ومقارعتهم إياه لما حصل قادتنا على هذه المكانة التي أردفت من تغربوا وشردوا من ديارهم وكما أوردت في مقالة سابقة متى يستفيد العراق من كوادر وطاقات عراقيـي المهجرالذين إذا أقحموا في العراق الجديد سوف يكونوا النواة الحقيقية لبناء العراق .... الرقم المنسي من المعادلة السياسية عانى ماعانى وقاسى ما قاسى ولم يكن بالأمر اليسر لدى عراقيـي المهجر بعثرت أوراقهم وعودتهم الى العراق وبعدها يقفون على أعتاب الوزارات للبحث عن عمل وظيفي في بلدهم فهم لديهم أستحقاقات وعلى الحكومة العراقية تلبية هذه الأستحقاقات وتعويضهم عما فاتهم وماسرق منهم من ضياع سني أعمارهم ولا يكفي أن تطلق تصريحات جزافاً لعراقيـي المهجر تدعو الى عودتهم الى العراق فيجب أن يكون هناك دراسة حقيقية لهذه الكوادر وهذه النخب وهذه الطاقات ودعوتها يجب أن تتم على أساس توفير كافة المستلزمات التي يطلبونها لا أن تبقى هذه الطاقات خارج العراق كقاعدة لما في الداخل من قيادات وقوائم وإئتلافات فزمن المعارضة قد ولى وهذا زمن البناء والإزدهار والرفاهية أدعو الحكومة العراقية والقيادات السياسية بأعادة النظر في برامجها السياسية وأدراج عراقيـي المهجر ضمن أولوياتهم وهذا حق عليهم وليس طلب لتحقيقة .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |