|
خطاب القاعدة وخطاب الحكومة الأردنية والأهداف المشتركة محمد الخضري خبير في شؤون الأمن والدفاع أن عملية الفنادق الأرهابية التي جرت في العاصمة الأردنية عمان تنم عن أنحطاط أخلاقي وتخلف أنساني ويأس و وحشية وليس هناك أي تبرير لهذا العمل الأجرامي الذي طال أفراد ليس لهم أي ذنب سوى أنهم من بني البشر وحتى قبل أن يعترف تنظيم القاعدة الأرهابي ويتبنى هذه العملية كان هناك أجماع على أن هذا التنطيم الأجرامي هو المسؤول عن هذه الجريمة النكراء لأن السمة الثابتة في جميع عملياتها هي مخالفة كل القواعد والأعراف و الشرائع الأنسانية والأخلاقية والبعد كل البعد عن الشرف والضمير وكل معاني الحياة . أن هذه العملية وبعيداً عن طبيعتها غير الأخلاقية لكن بالتأكيد أن المخططين لهذه العملية قد أختاروا هدفاً أرادوا من خلاله حصد نتائج أكبر من التي تم حصدها سواء على المستوى البشري أو المادي لأنهم يدركون أن الوضع الأقتصادي الأردني يعتمد ويرتكز بشكل أساسي على الوضع الأمني وأستقرار الأمن وضربة كهذه قد تكون لها تأثيرات كبيرة قد تستمر لفترة طويلة قبل أن تمحى آثارها وهذه هي أستراتيجية القاعدة التي تعمل عليها حالياً والغاية منها هو الحصول والوصول لبلد تنتشر فيه الفوضى حتى تكون مستقراً لأزلام القاعدة الذين بدؤا يخسرون قواعدهم في العراق بشكل متسارع وأصبحوا في مراحلهم الأخيرة من الرحيل من أرض العراق وهناك معلومات أستخباراتية تؤكد أن خليفة بن لادن في بلاد الشام الزرقاوي قد ترك الأراضي العراقية أو على وشك المغادرة وفي طريقه الى غزة لكثرة أنصاره هناك ومكانتهم على المستوى الأجتماعي والسياسي وكذلك أرادت القاعدة بعملها الأجرامي في الأردن ان توصل رسالة أعلامية مفادها أن القاعدة في العراق لازالت في قوتها والعراق وشعبه في قبضتها وأنها جعلت من العراق مكان لتصدير الأرهاب لدول الجوار وتريد بهذا قلب الحقائق والوقائع التي تشير على أرض الواقع أنها مهزومة لامحال في العراق وأنها في نزعات الموت الفعلي وتجر أذيال الخيبة والهزيمة وأدركت القاعدة ورجالها تماماً أن نهايتها قريبة وسبب هذا الأدراك هو أن الشعب العراقي قد بدء بالفعل بتكسير حاجز الخوف الذي بناه الأرهاب القاعدي الصدامي المتحالف وأن عشائر حصيبة والكرابلة خير دليل على هذا وعملية الستار الفولاذي أنما جاءت برغبة جماهيرية وتم بناء الخطط العسكرية بناء على المعلومات الدقيقة لأبناء هذه المدن والضربات الجوية المركزة التي أدت لمقتل ثلاثة من كبار مساعدي القاعدة والمسؤولين عن أدامة وأدارة وتموين الأرهاب في مناطق الحدود العراقية السورية والتي تعتبر الرافد الرئيسي للأرهاب داخل العراق هي دليل على أن أهالي هذه المناطق قد ضاقوا ذرعاً بهؤلاء المجرمين وليس هناك عندهم أي أستعداد على التستر على هؤلاء المجرمين وهذا هو ناقوس الخطر الذي أستوعبته تماماً القاعدة وأدركت أن أرض وشعب العراق قد بدء بلفظهم . أن رسالة القاعدة التي أرادت من أيصالها للعالم والتي مفادها أنها لازالت قوية في العراق وقادرة على تصدير الأرهاب الى الخارج قد جاءت متناغمة مع رغبات أغلب دول الجوار وخاصة السعودية وسوريا والأردن والتي تريد أن تثبت أنها آمنة من أوباش القاعدة وأن مجتماعتها هي أبعد مايكون عن أفكار القاعدة العدوانية المريضة لكن الوقائع والحقائق تشير على عكس هذا فالسعودية كانت ومازالت وستبقى لفترة طويلة المنتج الفعلي لجماعات التكفير والأرهاب والممون الرئيسي لأقتصاد القاعدة والحكومة السعودية لاتستطيع أن تخدع العالم بأن الأرهاب في السعودية سينتهي بألقاء القبض على المطلوبين في القوائم التي أصدرتها الأجهزة الأمنية السعودية لأن المجتمع السعودي مشبع بالأفكار الجهادية التكفيرية وتربت عليه أجيال من خلال المناهج الدراسية ومن خلال المساجد وعلمائها الذين يدعون بالسر والعلن ولا أحد يستطيع أن ينكر أن هناك شعبية جارفة لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن تفوق شعبية الملك والأمراء وكل الشخصيات سواء السعودية أو العربية او العالمية وهذا ما جعل الولايات المتحدة تشترط على السعودية أن تجري تغيرات جذرية على المناهج الدراسية لكل المراحل وهذا عين الصواب والحكومة السعودية كانت تريد هذا ولكنها كانت لاتتجرء على فعل شيء خشية من المصادمة مع أئمة وشيوخ الفكر الوهابي المتنفذين على المجتمع السعودي, والمدرسة الوهابية قد تخرج منها كبار أرهابي العالم, لذا أجد أن السعودية ستكون تحت تهديد الأرهاب لسنين طويلة وأذا تعاون العالم أجمع ضد الأرهاب فستكون آخر بقعة يتواجد عليها الأرهابيين هي أرض السعودية, أما بالنسبة لدولة المخابرات وأعني سوريا فأن التنسيق بين القاعدة والحكومة السورية وصل الى مرحلة توافق تام لأن الحكومة السورية تعتقد أن الطريق الوحيد لأستمرارها في سدة الحكم هو أفشال المشروع العراقي ومستقبله الواعد وجعل العراق ساحة حرب دائمية بين أمريكا والشعب العراقي من جهة والأرهابيين من الجهة الأخرى وحكومة المخابرات السورية تعلم علم اليقيين أن من يزرع سوف يحصد وأن أوباش القاعدة يتحينون الفرصة لتخريب سوريا وتدميرها للخلاص من العلويين الذين يحكمون ويتسلطون من فترة طويلة على البلاد والعباد أما بالنسبة للحكومة الأردنية فأنها تسخر كل شيء وحتى مصائبها لمصلحة الشعب الأردني ومعروف أن الأمن هو الركيزة الرئيسية وهذا من حقها لكن غير المسموح هو أن تجير الحكومة الأردنية المواقف لصالحها وعلى حساب دماء أو ثروات أو مشاعر الآخرين لكن للأسف أن أكثر مواقف الأردن هو على حساب وكاهل الآخرين وبالذات الشعب العراقي وما تصريحات وتحليلات وتحقيقات الحكومة الأردنية في أعقاب العملية الأرهابية في فنادق عمان والتي جاءت متناغمة جداً مع خطاب القاعدة ولاأريد هنا أن أقول أن هناك مؤامرة أو تنسيق بين الحكومة الأردنية والقاعدة لكن الأردنيين وجدوا في خطاب القاعدة وتوضيحه بأن الأرهابيين هم من العراقيين مايخدم المصلحة الأردنية لأن الحكومة الأردنية يهمها جداً قلب الحقائق التي أصبحت واضحة وضوح الشمس فلا يخفى على أحد أن مدينة الزرقاء اصبحت مساجدها أماكن تحريض وتطويع للأرهابيين وأرسالهم للعراق والفرح أو الكرنفال الذي أقامه الشعب الأردني بمناسبة العملية الأجرامية التي أقترفها الأرهابي المقبور رائد البنا في أحد أسواق مدينة الحلة دليل قوي على أن الشعب الأردني يؤمن بأفكار القاعدة وتوجهاتها لذا نرى أن الحكومة الأردنية أرادت أن تؤلف وتخرج مسرحية التحقيقات بما يجعلها تضرب عدة عصافير بحجر واحد فهي أرادت أن تقول للعالم أن الأردن آمن وأن الحادث عرضي ومستورد من أرض العراق والمنفذين عراقيين وليس هناك خلايا نائمة أو غيرها وأن الأجهزة الأمنية الأردنية بمستوى عالي يفوق حتى أقوى الأجهزة الأمنية في العالم ولاأدري كيف يصرح وزير الداخلية الأردني بعد أقل من ساعة بأنه ثبت بأن جميع المنفذين من غير الأردنيين ألا أذا كان قد أعتمد على بيان تنظيم القاعدة المضلل وأرادت بقولها أن منفذي هذه العملية من غير الأردنيين أن تقول أن الفرد والمجتمع الأردني بعيد كل البعد عن الفكر الأرهابي وأرادت القول كذلك أن لاوجود لتنظيم القاعدة على الأرض الأردنية وهذا مجافي للحقيقة لأن كبار القاعدة الكثير منهم هم من الجنسية الأردنية وهم لكثرتهم يتواجدون حتى في دول عديدة من العالم كما أن الحكومة الأردنية أرادت من مسرحية المتهمة العراقية وباقي المنفذين للعملية أن تجعل فجوة بين المجتمع الأردني وبين من يعشقهم من رعاع وأقزام القاعدة وزعمائها المجرمين المتخلفين بن لادن والزرقاوي والظواهري وغيرهم وتقول للمجتمع الأردني هذا هو الزرقاوي الذي تعشقوه يقتلكم بأيادي غريبة من أجل مصالحه ومصالح تنظيمه . وهكذا نرى ان الكل يجري وراء مصالحه وعلى حساب المصلحة والدماء والمستقبل العراقي وهذا درس بليغ لبعض العراقيين الذين سولت لهم أنفسهم أن يعتبروا الأردن وشعبه أقرب لهم من أبناء جلدتهم من العراقيين الذين لهم قومية أو دين أو طائفة أخرى وقد شاهدوا أن الأردنيين يضعون مصلحتهم الأردنية فوق كل أعتبار . وفي الختام نقول أن الاجهزة الأمنية الأردنية قد فشلت تماماً في أخراج مسرحية التحقيق وأن كان هذا ينطلي على البعض فأنه لاينطلي على الشعب العراقي أبداَ لأن الشعب العراقي أدرك أنه محاط بذئاب بشرية من بعض دول الجوار وهذه الذئاب على نوعين ذئاب حكومية وذئاب شعبية .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |