مأزق مداحي  ورسامي صدام بعد سقوطه..رؤية فقهية

حيدر بهية / النجف الاشرف

طالب في الحوزة العلمية

 haderbahia@yahoo.com.au

نعيش من مخلفات الحكم الدكتاتوري حالة لم يتم التعاطي معها كما يجب وفق رؤية فقهية نابعة من مذهب آل البيت عليهم السلام.

اعني بها حالة مداحي ورسامي صدام الذين كانوا يطبلون له ويكتبون عنه او يرسمونه وخصوصا من قبض تكريمات مالية مباشرة من الصنم الساقط.

لدينا أمثلة عن قتل الشاعر هادي العكاشي من قبل المجاهدين في مدينة النجف الاشرف وقتل ثوار انتفاضة شعبان للشاعر الثاني فلاح عسكر والتمثيل بجثته.

وبعد سقوط الصنم تم قتل المطرب داود القيسي.

المثلان الاولان يبرران بان المجاهدين والثوار كانوا في حالة مقاومة ضد الطغيان ورموزه. لكن المثل الثالث لايبرر لان الصنم قد سقط وان على المحاكم والقضاء والشرع ان تتولى الحل لا أي تصرف فردي.

كثير مثل هؤلاء المقبورين يعيشون بيننا ايها الاخوة كما تعلمون وتحت ضغط حالتهم السابقة النفسي تراهم يتحدثون عن بطولات وهمية للتغطية على تاريخهم السابق.

في مقال الاخ العزيز حمزة الخفاجي الموسوم دفاعا عن عشائر خفاجة . رد على الرسام كمال خريش الخفاجي نصادف مثلا في غاية التطرف في الكذب من قبل الرسام كمال خريش الخفاجي الذي كان يرسم صدام حتى كرمه صدام بمبالغ مالية لكنه بدلا من السعي للتعرف عن حكم الشرع في حالته فانه يدعي ان عشيرته خفاجة كلها كانت مع صدام واحبطت الانتفاضة مما استدعى الرد الفوري والمؤلم من قبل الاخ حمزة للدفاع عن عشيرته وشهداء عشيرته.

يقول الاخوة الكرام من مدينة الناصرية هنا انهم قرأوا عن حالة كمال خريش الخفاجي في صفحة الكترونية تابعة لمدينة الناصرية وانه يعيش في خارج العراق ولا يزور مدينته تحت وطأة الضغط النفسي لما تمثله رسوماته من استفزاز لذوي ضحايا النظام وما اكثرهم في مدينة الناصرية المجاهدة.

وان بعضهم في هذه الصفحة الالكترونية حاول الخوض فقهيا بشكل مبتديء في حالة هذا الرسام.

ولأنني من مقلدي المرجع الديني الاعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) فانني ساتعامل فقهيا من خلال مايراه سماحته في قضايا قريبة من حالة مداحي ورسامي صدام

ولنأخذ منها جانب المال فهم كلهم مدحوا الصنم او رسموه رغبة في الحصول على المال وان كان مالا حراما مسلوبا من شهداء الامة.

سئل سماحته هذا السؤال : ما حكم المال (الفائدة) من وضع وديعة في بنك ربوي بغرض الإدّخار؟ وما حكم من يتعامل مع هذه البنوك؟

فكان جوابه دام ظله الوارف : يجوز بدون شرط الفائدة ويجوز أخذ الزيادة حينئذ ولكن لو كان البنك حكومياّ وجب التصدّق بنصف الزيادة علی فقير متديّن.

 هذه القضية مشروعة في المصارف وربما تبدو لاعلاقة لها بامر الرسام خريش الخفاجي او زملائه المداحين والرسامين الاخرين المقتولين او الاحياء لكن لننتبه لمايقوله المرجع اذا كان البنك حكوميا وجب التصدق بنصف الزيادة على فقير متدين.

طيب ماذا لو ان المبلغ المعطي للرسام كله حرام. هل هو هنا سرقة من مال الامة؟ نعم لكننا قلنا باننا لا نريد أن نتشدد بعد سقوط الصنم واننا نحاول ان نتساهل معهم فقهيا من اجل ايجاد حل لهم حتى يندمجوا مجددا في الامة.

سأل اخ مؤمن  سماحة السيد هذا السؤال : (حصلت علی اموال من بيوت احد الطغاة عند سقوط النظام ومصوغات ذهبية ولسوء الحالة المادّية تمّ التصرف بها لاغراض المعيشة فما حكم ذلك ؟ )

فأجابه دام ظله الوارف ( ما كان من الأموال الخاصة لابدّ من ارجاعها إلی صاحبها ومع التلف لابدّ من تعويضها عنها وأما ما كان من الأموال العامة فيتصدّق بها أو ببدلها علی الفقراء المتديّنين)

قد يكون الحل قد توضح لنا ايها الاخوة فبعد ان يعود مداحو ورسامو صدام الى ما هي عليه الامة الان فان ماقبضوه من الصنم الساقط ينبغي ان يوزع على الفقراء المتدينين.

أما باي عملة يدفعون ما هو مترتب عليهم ؟

يسال اخ مؤمن سماحة السيد هذا السؤال :(  السؤال : بذمّتي دين بالعملة العراقيّة السابقة الذي اسقط لاحقاً وحلّ محلّه العملة الجديدة التي تختلف من حيث القيمة، فاذا اردت اداء ذلك الدين الآن هل يجوز ان ادفع قيمة مقدار ذلك الدين بالدولار قبل سقوط العملة السابقة؟)

فيجيبه دام ظله الوارف: (نعم يجوز بل الواجب عليك هو قيمة ذلك الدينار في زمان رواجه.)

هذا اجتهاد فقهي مني  انا الفقير الى ربه وانا لست من العلماء بل طالب تحت رعايتهم ولكنني احببت ان اساهم في حل هذه المعضلة التي تؤرق  مداحي ورسامي الطاغية لكي نقول ماقاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين دخل مكة اذهبوا فانتم الطلقاء

وليكونوا طلقاء بيننا بعد ان يؤدوا ما اخذوه من مال حرام هو من مال بيت المسلمين في القاموس الفقهي بنفس القدر وقيمة الدينار العراقي في زمان رواجه وبعد ان يكونوا مستعدين للتوبة كما نصت عليها تعاليم ديننا الحنيف.

  

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com