في أجواء الأنتخابات .. الفرق بين أدارة , حكومة و مؤسسة خيرية

المهندس صارم الفيلي

ماجستير هندسة توليد طاقة
 sarimrs@hotmail.com

sarimrs@tele2.com

   في مقالة سابقة أنتهيت بسؤال , "ماذا يفعل الناخب أن وجد اصحاب الصفات النفسية  والمواقف العملية المتباينة في قائمة واحدة ؟ " .

 ربما يطرح من قبل الكثيرين وخاصة الشيعة العراقيون , ولكي لا أجعل كل الشيعة في  مركب واحد , أوسيفنة نجاة واحدة , لأني أعلم أن البعض ذو ميول أخرى , بعيدة عن  ما يحلو للبعض أن يطلق عليهم مصطلح " الأسلام السياسي " , رغم قربي الكبير من  الكثير من الأحزاب الأسلامية , نتيجة ثقافتي الشيعية , الا انني أود ان أذكر  الآخرين بأن برامج الأئتلافات الشيعية المختلفة لا يختلف عن برامج الآخرين  الأنتخابية , فعند الكل تجد عبارات تتكرر مثل الرفاه الأقتصادي, الأمن , الصحة  , التعليم ومكافحة الفساد بكل أنواعه , الحفاظ على الوحدة الوطنية وغيرها .

 لكن التفاصيل , كيفية تفعيل هذه البرامج , مدى صدق وعمق أيمان المتبنين لها ,  في ما يخص نقلها الى الواقع الملموس , والزمن اللازم لذلك , فهو بعد يختزن قيمة  كما أشرنا له سابقا .

 ليس المهم أن أقول أنني سأخدم المحرومين ,انصف المظلومين  وأعيد الأملاك والأموال المغتصبة , بل علينا أن ندرس سلوك المتصدين , وماضي  المتصدين , على صعيد الموقف والفعل .

 لنصل الى مايمكن أن يلامس حالة الأطمئنان  عند الناخب الحيران في هذا الوقت .

  طبعا هناك قوائم أسلامية شيعية متعددة , قد نزلت هذه الأنتخابات .

 هناك أعداد  كبيرة من الأعضاء في كل قائمة من هذه القوائم , وعندما أقول أسلامية شيعية , لا  استثني بأي حال من الأحوال غير المنتمين الى الأحزاب والتنظيمات الشيعية .

 بل تشمل كل شيعي يعي خطورة المرحلة وتاريخيتها , وحجم التحدييات التي أشرنا لها  في سلاسل لمقالات سابقة , وهنا أريد أن أشير الى المنتمين للتشيع أجتماعيا أيضا  , بأستثناء البعثيين القدماء والجدد ذوي القوائم الأنتخابية المعروفة .

  علينا أن نبحث على القوائم الأكثر عملا على الصعيد الأجتماعي , ضمن حجم  امكانياتها السابقة والحالية .

 كي نتجاوز العناوين التي ربما تكون بعضها كبيرة  , مع بقائها في الأطار العنواني الحزبي , الذي هو رهن الأوراق الرسمية , أكثر  بعدا من ملكة الأبتكار والمبادرة , وأدنى قربا من ثقافة الكتائب الأدارية  والبيروقراطية .

 ثم على الناخب النبيه وهذه صفة العراقيين أن شاء اللة , ان  يميز بين القوائم الأنتخابية فيما يتعلق بالهوامش المتاحة للمتنافسين , كي  يظهروا , بكامل المساواة كل ما يمتلكونه , وما تتوفر عليه قوائمهم المختلفة .

  وان يمعن ناخبنا العراقي المحترم بشكل عام والشيعي المظلوم لحد هذه اللحظة خاصة  , جيدا الى زمن ما بعد فوز قائمته المختارة , ليتأمل قليلا , ويطرح على نفسه  السؤال المصيري .

 هل سيفي الفائزون بما طرحوه من وعود أنتخابية؟ وهل سيضمن مجلس  النواب المنتخب تفعيل هذه البرامج والوعود .

 للناخب تجربة أنتخابية لم تتعدى  عمرها سنة واحدة .

 هي ليست بالطويلة بمقاييس نمو ونهوض المجتمعات .

 في الوقت ذاته هي ليست قصيرة فيما يلزم المواطن كي يشخص سلوك من أنتخبهم سابقا  , وما قدموه فردا فردا الى العراقي البسيط الذي كان يرجو من البعض ان يكونوا  بمستوى أفضل على الصعيد السياسي والخدمي ومكافحة الأرهاب وتوأمه الفساد وغيرها  من الملفات .

  لقد تعلم العراقي , خلال الفترة التي تلت سقوط الطاغية الكثير , وأستطاع ان  يحرق المراحل التي قطعتها الأمم المتقدمة أقتصاديا وتقنيا .

 تعلم كشف فنون  التسويف , السياسة المطبوخة , من قبل بعض الذي يجيد ثفافة المعارضة وربما الوعظ  دون الخروج منها الى أفق الأدارة المؤسساتية , ليرسم سياسات عامة أقتصادية  وأجتماعية تضمن بأقصى قدر ممكن زيادة فرص التوظف , وفرص حصول الأنسان على  الوظائف تبعا للمؤهلات والأمكانيات والخبرات التي يتوفر عليها , دون الوساطة  الحزبية والفئوية " وهي من مصاديق الفساد الأداري" التي تدمر النظام العام  وتهدر مبدأ تكافؤ الفرص , ومبدأ حكم القانون .

  اني هنا لا أقوم بدور تسقيطي أبدا لأننا كلنا في سفينه واحدة , أتيحت لنا فرصة  تاريخية , يجب عدم التفريط بها أبدا , وأن كان الثمن تشخيص وابعاد من كان غير  كفؤا وان أنتمى الى دائرة مظلومية الأغلبية المستضعفة , وكان ورعا متعبدا , وان  كانت هذه الصغة لا تحبس " بضم التاء" على سلوك الفرد المتصدي في أرفع المناصب .

  بل تمتد لأختيارات أشخاصه , ومساعديه ودائرته الضيقة , واستغلال منصبه  وأمكانيات الدولة , خدمة لحزبه أو رفاقه المختارين من قبله لعوامل ربما لاتكون  الكفاءة في مقدمتها .

 نحن بصدد قيادة دولة أو حكومة أو أدارة وزارة , لا مؤسسات  خيرية ضيقة كما هي حال الكثير من العراقيين في دول المهجر البعيدة .

 فالناجح في  الأخيرة , ليس من الضرورة أن ينجح في الأولى .

  لقد توفر الناخب العراقي على أمكانيات تحميه من ثقافة تسويق الضحك على الذقون ,  بخلق عناوين الأحجام الكبيرة الوهمية , ذات المحتويات الكتلية غير الثقيلة  بأنجازاتها , وربما بحجم واقعها الحقيقي , الذي أريد تضخيمه من قبل بعض  المطبلين من ذوي الثقافة الحزبية الضيقة , التي لم تسع حتى رفاق دربهم ,  ليتشظوا الى عناوين مختلفة , ومتنافسة مع بعضها , تارة في العلن وكثيرا في  الخفاء .

 كيف لشخص كهذا أن ينفتح على كل الواقع العراقي , رغم فشله في لم شمل  رفاقه القدماء؟ .

  الناخب العراقي سيترك ثقافة الأبيض والأسود , لينتقل الى ثقافة النقد والتحليل  والتمحيص وسنن المدافعة وسنن المداولة .

 وهي التي نحتاج الى التربي على  ممارستها كي نتكامل لنصل الى المجتمع الرسالي الذي نطمح له .

  السؤال ماهي مقاييس الواجبة أخذها في نظر الأعتبار من قبل الناخب لأختيار  الأئتلاف المرشح؟ ذلك يكمن في نقاط عديدة .

 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com