|
الأحزاب الدينية الشيعية .. ظواهر سلبية-2
د.باسم المظفر
أن احترام التقاليد الثقافية للمجموعات التي ترغب في إشباع تطلعاتها الىالهوية الثقافية وخصوصا للتي عانت من حرمان شديد من ممارستها لفترات طويلة , لا خلاف علية ....لكن استغلال هذه التقاليد والإلحاح في تحويل كل مناسبة مهما كانت صغيره إلى مناسبة لممارسة الطقوس الحسينية و تسير مجموعات اللطم وضرب السلاسل وضرب القامات وإسالة الدماء وخصوصا أمام كاميرات تلفزيونية لقنوات فضائية تواقة لإظهار الجانب الدموي للطقوس الحسينية وتصويرها بشكل بشع ومقارنتها( بشكل غير مباشر ) مع الممارسات الدموية للمجموعات التكفيرية ( هنالك من يقتل الآخرين وهنا من يعذب ويقتل نفسه,,,) لهو تلاعبا و استغلالا انتهازيا لمشاعر الملاين من الناس في صراع على النفوذ والسيطرة واستعراض القوة مابين الأحزاب نفسها ومابين الأحزاب ككتلة مع الكتل الأخرى. و بدلا من ممارسة الدور التاريخي و الأخلاقي المفترض والمأمول في تهذيب الممارسات الخاطئة لممارسي الطقوس الحسينية من بكاء ونحيب وتعذيب للذات لا ينتهي وتوجيه الطاقات الشابة الهائلة لممارسي هذه الطقوس نحو بناء مجتمع جديد بدلا عن ذالك يتم الإصرار على شد المجتمع العراقي كله إلى الماضي وأغراه في الطقوسية وعلى أبقاء الفكرة الأخلاقية الإنسانية العظيمة لاستشهاد الحسين(ع) إبقائها مجرد طقوس حزينة ,, وتحويل مظلومة الشيعة التي استمرت قرونا إلى مجرد ( جوعا شديدا) لممارسة هذه الطقوس , وإهمال المطالب الأخرى الأكثر إلحاحا التي تتعلق بالحياة والمعاناة اليومية للناس,,,,واستخدام هذه الطقوس كوسيلة ممتازة لتجميع الناس وقيادتهم . وبدلا من إن تمارس هذه الأحزاب الدور الصحيح في بناء المجتمع الجديد القائم على التعددية واحترام الرأي والرأي المضاد, استخدمت أسلوبا, في تهيج الغرائز العدوانية والرعاعيه للجماهير ,, وقد تجلت هذه الطريقة بقوة من قبل التيار الصدري الذي وجهة الطاقات الهائلة لجماهير الأحياء الفقيرة توجيها عنيفا مبرزا فيهم وبقوة غريزة العنف ,, حيث تجلت بأقسى صورها في معركة النجف ( السنة الماضية ) حين دخل مئات الشباب الفقير ( والمظلوم حد العظم ) في معركة عبثية أدت إلى تهديم المركز التجاري لمدينة النجف والى قتل المئات من الأبرياء,,,,لتنتهي المعركة وليبقى مسببوها يتبخترون كزعماء أو كمسئولين في الدولة أو أعضاء في الجمعية الوطنية وكأن شياءا لم يكن,,,, أو أخذت شكل أخر وذالك بدفع الناس نحو التجمهر رغم المخاطر الأمنية لتحدث مأساة أخرى تمثلت بمقتل المئات خلال ساعات معدودة ( جسر الأمة ),,,,ليتم التعامل مع هذه الكارثة بأسلوب الطقوس الحسينية أيضا,,,فالكل تتباكى على الشهداء ولكن لم يظهر من يتحمل المسؤولية,,, بل استغلتها الأحزاب نفسها في مهاجمة يعظها الأخر بأسلوب نفاقي يرمي مسؤولية الكارثة على الأخر,,,,,, أو بالسماح إلى مجموعات من الشباب الأمي لممارسة إرهابا أخر يسمى ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) حين أطلقوا طاقاتهم العدوانية الغريزية ضد الرموز المتحضرة ( مهاجمة طلبة الجامعات ,, أو مكاتب التسجيلات الموسيقية ,,,,)في محاولة لفرض وصاية ظلاميه على مجتمع يعتبر من الأفضل تعلما وثقافة في المنطقة. وكان لهذا الأسلوب في تهيج الغرائز العدوانية والرعاعية للجماهير أيضا نتيجة سلبية أخرى تمثل في خلق استقطابا طائفيا شديدا ( بوعي أو بدون وعي ) فالجماهير التي تطلق لغرائزها العنان بالتأكيد ستهيج المجموعات المعاكسة لها فكر أو دينا أو قوميا ,,,,,,, لينعكس هذا الفعل بشدة نحو الطائفة الاخرىالتي( بالاظافة إلى أسباب كثيرة أخرى ) شكلت استقطابا أخر أصبح موردا مهما للمتطوعين في الحركات الإرهابية إذا هل هذه الممارسات لهذه الأحزاب تمثل الأمل المنتظر لملايين المظلومين؟؟؟؟؟؟, وهل احتلت دورا رائدا في توجيه وتهذيب الفكر السياسي الذي تشوه من طول فترة الطغيان حين تحول من ممارسة فكر وثقافة إلى ممارسة عنف وقتل وتهديم,,, ,أم أنها الآن تلعب نفس لعبة الطغيان السابقة القائمة على استغلال المشاعر الأنسانيه الصافية النية لدى أغلبية الجماهير وتوجيهها نحو طريق أدى بالنهاية إلى أن تتحول هذه الجماهير نفسها إلى قوة حامية للطغيان نفسه وليصبح الظلم حلقة لانهاية لها الجماهير هنا ليس أكثر من وسيلة لتحقيق هدف ,,سيصب في النهاية في خدمة النخبة ( والعائلات المختارة)
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |