اللبوني والدولة السورية … بين المس بالهيبة ومشاعر الخيبة!

ياسر سعد / كندا

yassersaed1@yahoo.ca

 

القت السلطات السورية كما هو معلوم القبض على المعارض السوري الدكتور كمال اللبوني وأحالته للمحكمة بتهمة المس بهيبة الدولة. لقد كان حريا بالحكومة السورية والتي اتعبتنا بشعارات الصمود والتصدي وارهقتنا بطروحاتها الاعلامية من قبيل عدم الانجرار الى معارك لم تحدد هي زمانها ومكانها ان تعرّف لنا وتعرفنا عن معنى الهيبة وما هو المقصود منها وبها؟ فما الذي يبقى ويتبقى من الهيبة تحت أي تعريف والقوات الاسرائيلية تقصف عين الصاحب وتغتال في وضح النهار شخصية سياسية في العاصمة السورية؟ وأية هيبة تلك للنظام السوري وقد انسحب جيشه مقهورا من لبنان منصاعا للاوامر الدولية خلال اسبوعين بعد ان كان النظام يدعي ان ذلك الانسحاب يستلزم ستة اشهر على الاقل من الناحية اللوجستية؟ وعندما اجتمع وليام بيرنز مع الرئيس السوري بشار الاسد خرج من الاجتماع ملقيا على مسامع وسائل الاعلام وامام كاميراتها الاوامر والطلبات التي يتوجب على النظام السوري القيام بها. وما الذي يتبقى من الكرامة والهيبة وبشار الاسد يرجو مراسل التايم الامريكية ان ينقل رسالته للامريكيين بأنه ليس مثل صدام حسين وانه مستعد للتعاون التام. لقد سجل النظام السوري سابقة في تاريخ الصراع العربي-الاسرائيلي وهو يعلن إستعداده للدخول في مفاوضات مع الدولة العبرية دونما شروط مسبقة فيأتيه الجواب من شارون بالرفض والاعراض.

وما الذي يتبقى من مقومات الهيبة والسيادة والسجون السورية تُفتح على مصراعيها فيما خبراتها في التعذيب والتحقيق تمارس بلا هوادة في إجراء التحقيقات مع الموقوفين السوريين وغيرهم في ما يسمى بالحرب على الارهاب كما الحال مع ماهر عرار وعبد الله المالكي والمعاطي ونور الدين وغيرهم ممن انقذهم وخلصهم من وحشية اجهزة النظام السورية جنسيتهم الكندية. ولعل هيبة النظام وسطوته وكرامته تتجلى تماما مع القاضي الالماني ميليس والذي ترتعد منه فرائص جنرالات النظام ورجالاته الذين أرعدوا وأخافوا وأرهبوا اعدادا غفيرة من المواطنين الابرياء. يستطيع قاضي التخقيق ميليس لقاء الرئيس السوري ومقابلته - كما افاد اكثر من مصدر سوري - وهو قادر على ان يقابل أرفع مسؤول في النظام اين ما شاء ما عدا بيروت حسب الرجاء السوري فيقابل ميليس ذلك بالرفض ويصر على إقتياد رجالات النظام الى بيروت للتحقيق فيها وهي التي حكموها بالظلم والقهر والتجاوزات. ويطوف وليد المعلم وكيل الخارجية السوري مبعوثا عن الاسد على دول الخليج فلا يجد الا إعراضا وصدودا وتذكيرا بمواقف سورية الابتزازية ومن بعد ذلك يهاجم سلطان الحطاب الصحفي الاردني القريب من دوائر الحكم الاردنية في صحيفة الرأي النظام السوري لتجاوزه الاردن في زيارات الرجاء والاستعطاف فما يكون من الحكومة السورية الا استدراك الامر وعلى وجه السرعة وإرسال مبعوثها الى عمان. قبلها زار بشار الاسد الرياض واجتمع مع العاهل السعودي فاستمع الى التقريع والتعنيف والذي سُرب الى وسائل الاعلام والصحافة. وكان المشهد الاكثر إثارة للبؤس والمهانة قد تجلى في  إلغاء بشار الاسد زيارته المزمعة الى نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العمومية, واحسب ان رأس النظام السوري اصبح عاجزا عن الخروج ومغادرة الاراضي السورية في الوقت الراهن على الاقل.

إذا كان اللبوني قد مس بهيبة الدولة بزعم النظام فإن النظام السوري قد دمر تلك الهيبة واطاح بها ومن زمن بعيد مثل ما انتهك كرامة المواطن وقزم الدولة السورية ومكانتها وهاهو ينتقل بنا وبها  ومن جراء سياساته البائسة من مرحلة الدولة البوليسية والتي تحكمها عصابات المافيا الى الوصاية الدولية وعصر الانتداب. لعل الكثيرين ممن أحسنوا الظن بالرئيس الشاب ومزاعمه في الاصلاح قد تملكتهم مشاعر السخط والخيبة من نظام ليس له من الرصيد الا الجعجعات الاعلامية الفارغة وقبضة حديدية مع المواطن وداخل الوطن وجبهه حريرية في مواجهة الخصوم وخارج حدود الوطن. جبهة مرغتها مواقف النظام وتجاوزاته واخلاقياته في اوحال السياسة الدولية.

 

العودة الى الصفحة الرئيسية 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com