حسنا تفعل وزارة الدفاع العراقية، بدعوتها خريجات الدراسة الثانوية بمختلف فروعها، للتطوع في صفوف الجيش العراقي الجديد، الذي نأمل
أن يكون جيشا لعراق ديمقراطي، في خدمة الوطن، والوطن فقط، لاجيشا صداميا أو صدريا أو حكيميا، أو جبوريا...الخ
إنها خطوة جريئة تساهم في كسر حاجز فصل المرأة عن الرجل، وخطوة متقدمة في مشاركة المرأة زميلها الرجل في خدمة العراق، وفي الدفاع عن مكتسبات العراق الحالية واللاحقة.
إنها خطوة تساهم مساهمة فعالة، إذا إحسن إستعمالها، أي بإنتقاء العناصر الكفوءة والمخلصة، والمؤمنة بحقوق الانسان، وخاصة حقوق المرأة، تلك الحقوق التي تحاول الاوساط الدينية المتخلفة حرمانها منها، وتطبقها في مناطق نفوذها وبالسوط أحيانا، تحت شعار التخلف والتعصب الاعمى شعار " الامر بالمعروف والنهي عن المنكر " وكأن لهم فرمانا من السماء ! مكلفين بموجبه الاشراف على أخلاق الناس، متناسين أن فاقد الشيئ لايهبه ! ووفق تفسيرهم الرجعي للاخلاق ذلك التفسير الذي مر عليه عشرات القرون ! الزمان الذي كانت المرأة تباع وتشترى بسوق النخاسة، كجاريات، وقد ضرب الخليفة العباسي المتوكل بالله رقما قياسيا بإقتناء الجواري، إضافة الى الغلمان وجاء في " تاريخ الخلفاء " للسيوطي ص 349/ 350 :
بأن الخليفة المذكور كان له [ أربعة الاف سرية أي جارية !!!] وأن أحد الخلفاء إشترى جارية بأربعة آلاف دينار من مال المسلمين ليضيفها الى جيش الجواري الذي كان يملكه !! إضافة الى إعتبار المراة في تلك الثقافة الدينية المتخلفة، ناقصة العقل، ناقصة الاهلية، وناقصة الايمان..!!.
كذلك إن تجنيد المراة يساهم في كسر حاجز، عبودية المراة في الاوساط العشائرية حيث تكون طول عمرها مغلفة بل مكفّنة بالسواد، وتُعطى هدية رخيصة لحل النزاعات بين العشائر وتزويجها خلافا لارادتها، كأنالزواج شيئ لا يخصها.
وحسنا تفعل الوزارة إذا تدربهن تدريبا ثقافيا سياسية واعيا، يقوم به أساتذة في القانون وحقوق الانسان والاخلاق الديمقراطية، التي لاتفرق بين القريب والغريب، وإنما التفريق يكون بين المحق والمذنب، وبين الصحيح والخطأ، وأن يكون لهن الجراة لقول الحقيقة كلما تطلّب ذلك، والاحتفاظ بها إذا كان يخدم الصالح العام، طبعا كل هذا بالاضافة الى الدروس والاخلاق العسكرية.
إن صدام حسين كان يستخدم بائعات الضمير وحتى بائعات الهوى. والطيور على أشكالها تقع، يغريهن بالمال الحرام، للوشاية بالوطنين الاحرار حدثني طبيب جراح في مستشفى كربلاء - لاداع لذكر إسمه - أن إحدى العاملات في المستشفى،سببت في إعدام طبيبين إثنين عن طريق الوشاية بهما ربما نكتة قالاها أوقيلت بحضورهما !على السيد الرئيس أو تعليقا ما، أو إنتقاد الحزب القائد، قائد الدولة والمجتمع !، منهن كن يحملن مسجلات صوت تسجلن كل حديث أو تعليق الذي كان يؤدي الى موت قائله.
أما الان فيجب أن يكون عنصر الاغراء رفاهية الشعب، سعادة أطفالها وماذا أكثر للمراة من ضمان مستقبل أطفالها، أشقائها كرامتها وكرامة زوجها وحصولها على حقوقها، وتخليصها من الاستغلال والعبودية، وخدمة الوطن وطن الجميع، إضافة الى كل هذا حصولها على دخل محترم تشعر بإنسانيتها حيث لا تشعر أنها تابع وعالة على زوجها، أو يمنّ عليها زوجها عندما يعطيها أو تطلب ما تحتاجه من المال لها ولاطفالها، عند ذلك فقط تشعر بحقيقة المساوات بينها وبين الرجل ويزيد الاحترام المتبادل بينهما.
ويمكن للمرأة العراقية النبيلة المخلصة أن تقدم خدمة لا تعوض لبلدها العراق وذلك بإنخراطها في سلك المخابرات والاستخبارات، وطبيعي أن يكون هذا الاسم ممقوت ومكروه للشعب العراقي، لأن من تأسيس الدولة العراقية كان رجال هذين السلكين في خدمة الحكام وضد الاحرار والمخلصين، وكانوا السبب في ملء السجون بما فيه الاعتداءات والتعذيب، كل هذه الصور يجب أن تتبدل في العراق الجديد، إذا طبق النظام الديمقراطي بأمانة وإخلاص، ولا أحد يتوقع أن يحدث هذا في أيام واشهر ولا حتى في سنة وسنتين، ولم يتحقق نهائيا إذا لم تساهم مختلف قطاعات الشعب بما فيهم المراة بجهود متواصلة مخلصة، وترك التفرج بالاحداث، كالكرة التي تتدحرج من مرتفع ويكون مصيرها مجهول، أما مصير العراق في حالة الاهمال يؤول الى الفوضة ثم عودة الكتاتورية البغيضة، سواء دكتاتورية النجوم والتيجان أو دكتاتورية العمامات السوداء والبيضاء بزعامة فلان وفلان !.