أعتراف وزيرة في حكومة علاوي

 مشكاة المؤمن

وزيرة البيئة العراقيه السابقه

 

لقد كنت دائما اخجل من الحديث عن نفسي ولا زلت، ولكني اجدني مضطرة لتقديم اعترافي. ولعلي اريد هذا الاعتراف ان يكون امام الشعب العراقي الشعب الذي عشت عمري كله كاحد افراده عانيت ما عنى وعشته ما عشاه وربما يكون هذا سر ارتباطي بهذا الشعب.

 كان هذا منطلقي في عملي كتدريسة في جامعة بغداد اولا وكوزيرة للبيئة ثانيا. لم اقسو على طلابي يوميا كنت افهم ماذا تعني الدراسة على ضوء اللالة في حر تموز، وكنت فهم ماذا يعني ركوب المواصلات العامة للوصول الى قاعة الدرس.

وكنت كوزيرة افهم ماذا يعني عدم توافر المياه في حر تموز وسط مدنية يصل عدد نفوسها الى ثلاثة ملايين نسمة. مدنية عانت من الاهمال وسؤء الخدمات فترة طويلة، مدنية تقوم الامهات فيها بخلط حليب الاطفال ان وجد بالماء المقطر. انها مدنية الصدر.

و قمت بحملة توزيع المياه مياه معدنية صالحة الاستعمال البشري بحيث كل فرد يستحق ستة قناني سعة لتر ونصف وكان التوزيع على اساس البطاقة التمونية. وكتب على كل قنية عبارة توعية بيئية . انها اموال الشعب فالتصرف عليه وتم اشراك المدنية بشيوخ عشائرها وومجلسها البلدي في عملية التوزيع وكانت هناك حملة ثانية وثالثة .

و لم يتقصر الامر على مدنية الصدر بل شمل مدنية النجف الآشرف، مدنية الفلوجة ومنطقة الاهوار.

لقد كنت اشعر ان هذا مال الشعب وهو احق به لم اشتر منه سيارات مصفحة وغير مصحفة ولم اشتر منه قصرا محصنا ولم اقم بهذا المال حفلات ومناسبات.كنت اقضي وقتي كله بدء من السادسة صباحا وحتى السادسة مساءا في عملي وعلى مكتبي.

كان طموحي هو مساندة مدينة الصدر والنهوض بها وبدات حملة توعية بيئية شملت تدريب مدرسي ومدرسات المتوسطة والاعدادية حول افضل السبل لتدريس بعض المواد البيئة في المنهاج، توزيع ستة الالف حقبية بيئة مع دفاتر والوان على طلبة الابتدائية في المدنية

واخيرا وقمت بحملة التوعية البيئة الاسلامية في اول يوم عيد الاضحى المبارك شملت تثقيف وارشاد جموع المصلين حول العلاقة بين البيئة والاسلامية وتوضيح الايات الكريمة الدالة على ذلك وتم في الختام توزيع المصحف الشريف على جموع المصلين.

ترى هل هذا كثير على الشعب العراقي ؟ اليس هذا استحاقه اولعله اقل من استحاقه في الحقيقة . ولكن هذا ما استطعته في عملي هذا لم اخرق قانونا ان التخصيص موجود في مزانية الوزارة وتم الصرف بموافقة كل الجهات المالية والادارية في الوزارة فانا لم انفرد بالقرار. ولكن لماذا اذكر ذلك؟ لاني اريد ان اعترف وامام الشعب. هذا ما فعلته ولا اخجل منه. ولم اسع لتحقيق مكاسب سياسية من وراء عملي كنت استطيع ان اضع اسمي في مقدمة كثير من القوائم الانتخابية ولم افعل. كانت الحملة باسم الوزارة ولصالحها ولم يذكر فيها اسمي من بعيد ولامن قريب

لم اسع لتحقيق كسب انتخابي في معركة الانتخابات فلم يصدر عني تصريح وحديث ومؤتمر انسب في هذا الحملة لنفسي.

ورغم ذلك يبدو ان هناك جهات تجد في عملي هذا هدرا لاموال الدولة ترى كيف تفسر هذه الجهات قيام منظمة الصحة الدولية وعلى اثر نشاط الوزراة في مدنية الصدر بتخصيص مبلغ مائة الف دولار لتصرف على التوعية في مدنية الصدر؟ هذا الاموال لم تخصص لي بل خصصت للوزارة.

شيى اخير احب ان اكمل به اعترافي انا لا انتمي لاي حزب وحركة سياسية وليس لدي شخصية سياسية تدعمني فانا كنت مستقلة وسابقى مستقلة. هذا جزء مما قمت به كوزيرة في حكومة علاوي

  

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com