|
القائد المؤسس !! حمزة الشمخي
إعتادت الأنظمة الدكتاتورية والإستبدادية أن تجعل من الشعوب رهينة نتيجة لسياساتها الطائشة ، وأن تعرض البلدان لكل أشكال المخاطر الداخلية والخارجية على حد سواء وهذا ما فعله نظام صدام الدموي في العراق ، طيلة فترة حكمه الدكتاتوري ، ولكن للأسف الشديد لازالت بعض الأنظمة تمارس ذات الإسلوب في التعامل مع شعوبها ، وكأن هذه الشعوب تعيش في مقاطعات هؤلاء الحكام ، وأن أصواتهم مهما إرتفعت لا تسمع ، لأن مصير حاضر ومستقبل هذه الشعوب بيد مثل هذه الأنظمة وحكامها، الذين يقدمون مصالحهم الشخصية على حساب مصالح الشعوب والأوطان حيث أن أخطاء الحكام القاتله وهي كثيرة ومغامراتهم العدوانية ، يجب أن تتحمل نتائجها المدمرة والمأساوية الشعوب وليس الحكام وأعوانهم ، والأمثلة كثيرة على ذلك ولا زالت مستمرة وتتكرر في أكثر من بلد عربي . وأتذكر هنا ما حدث فو منتصف سبعينيات القرن الماضي ، عندما إنقطعت العلاقات بين العراق وسورية وتأزم الوضع بين قطبي حزب البعث العراقي والسوري ، وكان قائدهم المؤسس ميشيل عفلق في العراق ، وهو المطلوب للسلطات السورية ومحكوم عليه بالإعدام من قبلهم حيث أقدمت السلطات السورية على محاولة أعاقت ضخ الماء عبر أراضيها الى العراق ، مما جعل أن هناك أزمة حقيقية في شحة الماء الى العراق ، وهذا أثر تأثيرا كبيرا على الحياة وخاصة في مجال الزراعة والري . فكثرت الشكاوي وإرتفعت الأصوات لمعالجة هذه المسألة الحساسة جدا ، فتحرك نظام صدام من أجل إقناع الناس المتضررين من هذه الخطوة السورية الغير مسبوقة . فقامت بعض منظمات البعث ، بعقد إجتماعات وندوات من أجل توضيح الأسباب والدوافع التي جعلت من سورية أن تخطو مثل هذه الخطوة إتجاه العراق ، وخاصة في هذه المرحلة التي تأزمت فيها العلاقات بين البلدين فقد قامت منظمة حزب البعث في أحد أرياف المدن العراقية ، ندوة للفلاحين من أجل إقناعهم ، بأن ما حصل هو نتيجة لمطالبة السلطات السورية المستمرة لتسليمها قائدهم المؤسس ميشيل عفلق مقابل ضخ الماء بشكل طبيعي للعراق ، وقال المسؤول البعثي ، أن هذا لا يمكن أن يحدث ، كيف نسلم القائد المؤسس مقابل مجرد ضخ الماء، فهل تقبلون أنتم بذلك ؟. فقام أحد الحضور وهو رجل كبير السن وطلب الكلام ، فقال بصوت واضح ومسموع للجميع إذا كان هذا هو السبب ( عمي سلموه وخلصونا من هذه المصيبة ). هذا حال بعض أنظمتنا وحكامنا ، لا يهمهم شيئ إلا السلطة والمصالح الذاتية ، حتى لو تعرضت الشعوب للهلاك والأوطان للدمار والعدوان
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |