مؤتمر القاهرة للمصالحة الوطنية أم لعودة البعثيين والعمالة المصرية!؟
طارق حربي
tarikharbi@chello.no
*لنسلم أولا بأن معضلة استقرار العراق أصبحت إقليمية أكثر مما هي محلية، فالإرهاب عربي جاء إلى العراق وليس العكس كما يدعي البعض، وله دول عربية تدعمه هي وأجهزة مخابراتها، بالمواقف السياسية والإعلامية والأموال ومعسكرات التدريب، مايعني ضغطا هائلا على العراق الخارج توا عن أسوأ عصوره الدموية، إنهم ببساطة يريدون تدمير العملية السياسية، والعودة بعجلة التأريخ إلى الوراء!!
*لايعقد مؤتمر القاهرة في (19/ نوفمبر تشرين الثاني الحالي) أي بعد غد، من أجل عيون الشعب العراقي ومستقبله، لكن لأمرين أراهما متلازمين : هما المصالحة مع العمالة المصرية و(البزنس) من جهة، وعودة البعثيين إلى السلطة من جهة ثانية!!
* يبدو العراقيون اليوم متصالحين مع أنفسهم ومع العملية السياسية في بلدهم، هم الذين أسقطوا نظام صدام القومي الوحشي بمساعدة الولايات المتحدة، مهما كان رأينا في سياستها!!، وهاهم يقفون صفا واحدا ضد الإرهاب بكل أشكاله ومن أين اتى!؟.. فأية مصالحة هذه التي يطلبها عمرو موسى والنظام المصري وديناصوره البائد حسني مبارك!!؟
* لقد حصل مؤتمر القاهرة على دعم محلي من السيد السيستاني، ودعم عربي حيث من المؤمل حضور وزراء خارجية مصر والسعودية والجزائر والكويت وسوريا والأردن والبحرين، وربما يحضر الديناصوران المصري والجزائري!، وحصل كذلك على دعم - وربما حضور وفد- من الاتحاد الأوروبي، وأخيرا دعم من الولايات المتحدة نفسها، جاء ذلك على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك حيث قال :«انه – أي المؤتمر- تطور ايجابي» مذكراً بأن الولايات المتحدة دعت الدول العربية مرات عدة كي تدعم الحكومة العراقية.
وأضاف «نعتقد أن القيام به في الوقت الراهن أمر مهم من خلال الإعلان عنه ولكن أيضا بحضورهم على الأرض». وأوضح «إننا نشجع الجامعة العربية وكذلك الدول الأعضاء على التفكير بإجراءات أخرى يمكن أن تتخذ من اجل دعم الشعب العراقي ولكنها بداية جيدة».
*من جهة ثانية فإنني أعتقد بأن مؤتمر القاهرة، هو أولى الولادات المشوهة للمحاصصة الطائفية في تقاسم الحكم في العراق، تلك التي أوصلتنا، بعد أكثر من سنتين ونصف على سقوط النظام البائد، إلى تعثر العملية السياسية برمتها، والنتيجة هي أننا سلمنا مفاتيح العراق المستقبلية، لأيدي عمرو موسى ومصر، بعدما سعت إليهما (سعيا على الوجه أومشيا على الراسِ!) بعض الأطراف المحسوبة على الشعب العراقي، والمافيا الجديدة التي وقفت بدعم ومساندة وتحريض الأنظمة العربية والجامعة ضد التغيير، الأطراف التي يمثلها أشخاص مافيويون : صالح المطلك والضواري والضباط البعثيون الكبار ذراع النظام الساقط وماشابه، ممن فقدوا امتيازاتهم، وكانوا في الماضي استحوذوا عليها بغير وجه حق طوال عشرات السنين!، ماكان سببا كافيا لتطابق خطاب تلك الأطراف مع خطاب عمروموسى والجامعة العربية!
في نفس السياق أيضا، ألقيت مفاتيح العراق المستقبيلة في يد مصر، باعتبارها أكبر حاضنة لماينتج عن تدمير أي خطاب قومجي وعروبي، من طراز خطاب صدام الدموي، الذي صمتت عن وحشيته ضد الشعب العراقي مصر نفسها، ولنفس الأسباب، طوال 35 عاما!!؟
* وفي منقلبات السياسة في الشرق الأوسط ومفاجآتها التقت المصلحة الأمريكية بمصلحة الجامعة العربية، فهلت بشاير عمرو موسى الباحث عن فرصة في السياسة والفضائيات، فالخسائر الفادحة (المصورة!) بأرواح الجنود الأمريكيين، أصبحت تشكل ضغوطا متزايدة على إدارة الرئيس بوش، ماأوصل شعبيته إلى نسب تبدو - نوعا ما - متدنية قياسا ببداية حربه على العراق (أليس لكل رئيس أمريكي حربه هي مقولة أمريكية بامتياز!؟)، وفي الجهة الثانية هناك القلق العربي المتزايد عن انسداد جميع الآفاق في العراق، والخلل في التركيبة السياسية ماينتج عدم التوازن الداخلي، كما يدعون!
* نقطة أخرى جديرة بالانتباه أن مؤتمر القاهرة سيطرح وبقوة إعادة صياغة للحكم العراقي الجديد (اللافتة الفضفاضة لعودة البعثيين إلى السلطة)،الحكم الذي تآلف معه العرب منذ تشكيل الدولة العراقية حتى اليوم، المتماهي مع مقولات النظام العربي الرسمي، الذي وبسهولة تامة يمكن أن يسحق من خلال أيديولوجيته الفاشية الشعب العراقي زحفا إلى حروب فلسطين في جحافل، أو دفاعاعن بوابة جمال الغيطاني الشرقية في فيالق، أو مبددا الثروات النفطية في كوبونات، ربما ماكشف عنه حتى اليوم هو مجرد بداية متواضعة لسلسلة من النهب المنظم لسرقة قوت شعب، قد يعدها المؤرخون غدا : أكبر سرقة في التأريخ!!
وحسبما يرى عرابو الجامعة والأنظمة العربية الفاسدة، فلاينبغي ترك الحكم في العراق هكذا دون إدخال الفعاليات السياسية والشخصيات وبقايا البعث فيه، أي التطعيم بما ينسجم خطابهم مع الخطاب العروبي القومجي، وهي - أي الشخصيات - موجودة و(على قفا من يشيل)!، وأبرز شخصية سياسية اليوم مهيأة لهذا الدور هو علاوي، الذي يبدو لي أكثر المستفيدين من مؤتمر القاهرة، لتطابق خطابه البعثي مع ماسيصدر عن مؤتمر القاهرة من قرارات وتوصيات!
ثم تأتي بقية الجوقة من عيار أيهم السامرائي وماشابه من الضباع!
* وتبقى هوية العراق العربي في الدستور الجديد شغلا شاغلا للجامعة والأنظمة العربية، وليس عجيبا أنهم لايطيقون مفهوم الأمة العراقية، ولاتطربهم نغمة الوطن الفيدرالي المتعدد الديمقراطي الموحد، لأنهم بكل بساطة لايصدقون مبدأ خروج العراق (بعد حصول الشيعة فيه على فرصة لإدارة بلدهم وهم الأغلبية في العراق) من المنظومة العربية التي كبلته عشرات السنين، وساهمت في ذبح شعبنا في حروب بهلوانية، أثبت التأريخ زيفها وبطلانها، ناهيك بالسجون والتعذيب والمقابر الجماعية التي صمت عنها العرب والجامعة صمت القبور.
من هنا فلابد أن ينتزع العرب في مؤتمر القاهرة، تطمينات عروبة العراق في الدستور، الذي رفض مرات وخضع لتجاذبات بقايا البعث في العراق،البقايا المدعومة بقوة من الجامعة والأنظمة العربية نفسها، إلى أن تمت الموافقة على الدستور شعبيا وصادقت عليه الجمعية الوطنية، ولن يهدأ للعربان الجربان بال حتى يضع العراقيون بين أيديهم صكوك التطمينات، حول طبيعة السياسة التي ستنتهجها الحكومة العراقية، ليس بعد الانتخابات القادمة حسب بل في المستقبل!
* لقد ذكرت في مقال سابق بأن العراق الذي ينهبه الأردن (الشقيق!) بنسبة 5 بالمئة : سواء في حروب العراق أو في فترات السلام فيه، (بالمناسبة هل عقدت الحكومة مع الأردن مؤخرا معاهدات سرية حصل بموجبها على تطمينات نفطية!؟) يبدو أن هذه النسبة تضاعفتْ لتشمل مصر هذه المرة!، صحيح أن مصر حصلت على امتيازات من النظام البائد، لكن - وهي التي غالبا مايسيل لعابها أمام المشاريع والثروات النفطية – تطمع بالمزيد!!، إفهموها بقه!!!!
*ستقررمصر في هذا المؤتمر قرارا ملزما توافق عليه الحكومة العراقية راضية مرضية، وهو إضافة إلى إرسال العمالة المصرية إلى العراق (لاأدري ماذا يقول جياع العراق والعاطلون عن العمل فيه عن هذه الصفاقة السياسية!!؟) الحصول كذلك على امتيازات لصناعة الأدوية والصناعات القطنية وإرسال الخبراء وكذلك بيع معدات واسلحة ومشاريع غيرها تدر على مصر أموالا طائلة من ضرع العراق!، وبدأت مصر فعلا من الجنوب العراقي هذه المرة على عناد إيران!!، فهذا هو محافظ البصرة يصل إلى القاهرة قبل إسبوع، وتدق له الطبول والصنوج فيجتمع عند قدميه كل محافظي مصر القريبين والبعيدين للسلام عليه والحفاوة به!!
* معلوم أنه لايهم مصر ولاموسى ولاجامعته الكسيحة، مايجري في العراق من إرهاب، إلا بالاستثمار السياسي والمالي لتلك الأحداث، أي مصالحهم الشخصية أولا، ثم بالدرجة الثانية مصلحة مصر كنظام يجب أن يعيش على آلام الشعوب، تلك التي تعيش هي الأخرى على النفط بالإسم فقط، لكنها في الواقع محرومة من عائداته وفوائده، وتقضي في مقابر جماعية مثل الشعب العراقي بشيعته وأكراده، ثم مصلحة أن تستمر الجامعة بأموال النفط لاغيرها ويعرف القراء الكرام، كم وقف عمرو موسى على أبواب الملوك والرؤساء يشحذ، لاسيما في مؤتمرات القمة العربية!
إن مؤتمر القاهرة يقدم فرصة سياسية (بزنسية) لامثيل لها، باعتباره بابا مفتوحا للكسب الحرام، مابقي المفتاح بعيدا عن متناول أيدي العراقيين، أعني طالما رضخت الحكومة لمطالب بقايا البعث في العراق وهم :
- إياد علاوي .. لحد اليوم طالب عضو في الجمعية الوطنية بضرورة استدعاء علاوي لمعرفة مصير 2,8 مليار دولار اختفت خلال رئاسته للوزارة الأولى!!!
- أيهم السامرائي، (وزير الكهرباء في حكومة علاوي ومتهم باختلاس 120 مليون دولار!!)، وصرح بلسانه أكثر من مرة بدون خوف ولاخجل، بانه مفوض من قبل 7 من الفصائل المسلحة، وهو يعني طبعا الفصائل الإرهابية!
- وفد هيئة علماء المسلمين وأسماؤهم معروفة، وعلى صلة بالإرهابيين ويعرفون أماكن تواجدهم وتجمعاتهم، بل حتى الورش التي يعدون فيها المفخخات المجرمة لذبح الشعب العراقي البرىء!!
* ولابد من التأكيد على ان الجامعة والأنطمة العربية وجدوا أنفسهم في محنة حقيقية بعد سقوط النظام البائد، حينما سقطت بسقوطه : مشاريع ستراتيجية وغسيل أموال وتبادل منافع وتخادم ومنح وهبات مخابرات واستقدام عمالة مصرية وكوبونات نفطية ورشاوى شملت حتى الرؤساء والملوك والوزراء وشخصيات وسيطة (قومسيونية) على طريقة العلاسة العراقية للأسف وغيرها، وخرج من اللعب المافيوي أحد أكبر الأنظمة الممولة، التي نهبت ثروات شعبنا وحطمت حياة أجياله ومستقبله، وكتحصيل حاصل بعد السقوط فقد خفت صوت الخطاب القومي في العراق ولهجة التحدي المزيفة للولايات المتحدة والمشروع الغربي برمته، أليس هو الخطاب الذي يطيل في عمر الأنظمة الفاشية القمعية!؟
*وإذا كان لابد من تشكيل ونهوض طبقة اقتصادية عراقية، تحاكي مثيلاتها في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان لغرض إعادة إعمار العراق، والتبادل التجاري والمعلوماتي وفي شتى الميادين في العراق الجديد، فإن الخطاب العروبي وأدواته في الشرق الأوسط وعلى راسها موسى وجامعته ومصر بثقلها السياسي ومؤخرات الراقصات في علبها الليلية!، كل هؤلاء يحاولون إيجاد موطىء قدم في العراق مهما كلف الثمن، والعراق ليس صَلْدَ اليد والتعبير للجاحظ في البخلاء يريد به السخاء والكرم ضد البخل والتقتير، فكم ألح موسى ومايزال بضرورة إقامة مكتب للجامعة في بغداد!؟، وكم دفعت مصر بجيوش العاطلين عن العمل، على طاولات الحوار مع المسؤولين العراقيين، في أية زيارة يقومون بها إلى القاهرة!؟،
انتظر عزيزي القارىء قليلا حتى ينفض سامر مؤتمر القاهرة للألعاب البهلوانية، وسترى جيوش العاطلين وخريجي السجون المصريين وهم يزحفون زحف الجراد على العراق، لاختطاف لقمة العيش من أفواه العاطلين عن العمل من العراقيين وأطفالهم ومستقبلهم!
* إن الحكومة العراقية ضعيفة حتى قبل أن تفلت الأمور من يديها!، لكن يضعفها أكثر خروجها إلى مؤتمر القاهرة، وهذه واحدة من دلالات ضعف الإرادة السياسية العراقية والتشرذم وتفرق الكلمة، ويقع وزر كل ذلك على عاتق الأحزاب والقوى السياسية العراقية التي لاترى أبعد من انفها، ولايهمها إلا مصالحها الحزبية والفئوية الأنانية الضيقة، والدليل هو وصول العملية السياسية إلى الأفق المسدود.
بالمقابل فإن الذي ساعد على الوصول إلى هذا الأفق هم العرب أنفسهم، في لاباليتهم وسياساتهم التآمرية العدوانية تجاه شعب العراق، وإرسال الإرهابيين لذبحهم، ونهيق فضائياتهم ليل نهار ومؤامراتهم في الخفاء والعلن، فبدلا من إيجاد حلول داخل العراق بالدعوة إلى مؤتمر وطني يضم الأطياف السياسية والوطنية لوضع الحلول والخروج من المأزق السياسي، مؤتمر على غرار مؤتمر المصالحة الوطنية الأفغاني قبل سنتين، يطير الطاقم السياسي العراقي والشخصيات ليجلسوا جنبا لجنب مع ممثلي الإرهابيين إلى القاهرة حيث ستفرض العديد من الإرادات ذات المرجعبات المتناقضة والمختلفة على طاولة البحث!!
*وسيذهب صوت رئيس الوزراء العراقي (هواء في شبك) وسط أصوات دهاقنة السياسة المصريين، فلاصوت يعلو على صوت موسى في عاصمة أم الدنيا، فطلعته ووقفته أمام الكاميرات نصر لمصر ليس لجهة مساعدة شعب يداوي جراح الماضي والحاضر، لكن بالميزان الذي اشترط فيه العرب على موسى (بالحذاقة السياسية أو فهلوة الأفلام المصرية) إعادة العراق إلى حضيرة الثيران العربية الناطحة للجيران والمخربة لحدائقهم، فيدور رأس المال في البنوك على حساب الفقراء المسحوقين من الشعب العراقي، ويعاد رسم الخريطة السياسية للمنطقة حسب مبيعات الأسلحة وتصريفات السياسة الشريرة!
* أما الشروط التي وافقت عليها الحكومة العراقية لحضور المؤتمر، فهي إن لم تتضاءل ويقل مقدارها لدى الجيران والمضيف، فإن أحدا منهم لم يعرها وسط طنين الصفقات والمؤامرات آذانا صاغية، بل يمكن القول بأنها - أي الشروط - خفضت إلى أكثر من النصف قبل وصول الوفود إلى القاهرة، لابل أكثر من هذا : هاهو أبو الغيط وزير خارجية مصر يرد (باستياء!) على الدكتور الجعفري، الذي أبدى امتعاضة من وصول وزير خارجية العراق السابق(الحديثي) إلى القاهرة في هذا الوقت بالذات!، وزاد أبو الغيط بخبث : أن مصر لاتمانع من اشتراك وزير نفط عراقي سابق في المؤتمر، أو سفير او فنان عراقي..أو بقية الزبالة
* فموسى وهو (راكل كسّيب وإبن حلال كمان!!) لايخفي تحالفاته المشبوهة مع كل من كان يستقبلهم في مكتبه باعتبارهم يمثلون العراق، واقصد هيئة علماء البعثيين وشخصيات كانت محسوبة على النظام البائد، وهذه التحالفات لابد وأن تدعمها مصالح مشتركة مع هؤلاء : فإعادة عدد من البعثيين إلى واجهة السلطة، أصبح في متناول اليد، مع بعض التحسينات والتلميعات واللعب بالألفاظ على شاكلة : ممن لم تتلوث أيديهم بدماء الشعب العراقي!، فقط بالبويا والبنتلايت!!!!
وكذلك عودة العسكريين الكبار وهو ماتناقش به المطلك مع رايس في زيارتها الأخيرة إلى الموصل!
* وإجتمعت رايس كذلك ببعثيين وضباط ومحسوبين على النظام البائد، ووضعوا في أذنها أن لاإستقرار للعراق بدون عودة الضباط الكبار السابقين، طبعا مثل هذا الطلب هناك ألف من يحمله إلى مؤتمر القاهرة، وسيلقى دعما من موسى ومصر، وسترضخ الحكومة العراقية له، ولابد أن هؤلاء الضباط قد نسوا أو تناسوا أن زمن الانقلابات العسكرية قد ولى إلى الأبد، ويحضره الدستور العراقي بشدة، وكذلك قانون مكافحة الإرهاب الذي تمت المصادقة عليه مؤخرا من قبل الجمعية الوطنية.
* سيفرض بعثيون من النظام البائد من أمثال ناجي الحديثي وزير خارجية صدام الساقط، وربما يفاجأ المؤتمرون بخطبة للصحاف حول (أهمية العلوج عندما يصلخونه على وجهه الكريه بالبابوج!!)
* الخلاصة أن هذا ليس مؤتمرا وطنيا عراقيا للمصالحة برعاية أكبر دولة عربية وجامعتها ودهاقنتها، بل هو مؤتمر مصالحة مع الأيدي العاملة المصرية، بعد سنوات طويلة من خروجها من العراق الذي جففت ضروعه الكثيرة الخيرة : الحروب والمؤامرات والحصار والعمليات اإرهابية وتفجير أنابيب النفط وغيرها، وهو مؤتمر لفرض رموز البعث والضباط الكبار وكسر أنف الحكومة العراقية الضعيفة، كما أنه درس ولاأقسى منه للمستقبل : بأن أي مجموعة إرهابية تريد أن تفرض شروطها على الشعب العراقي، فلاأسهل عليها من ذلك غدا، فقد أصبحت لديها مرجعية الجامعة العربية التي هي بديل غير معلن عن مجلس قيادة الثورة الساقط، وعمرو موسى تعويضا عن المرذول صدام وبديلا له، وأبا روحيا للإرهابيين وملهما!!
وهو درس كذلك للشعب العراقي : وطني ومستقبلي في أن يملك قراره وإرادته السياسية بيديه ويحزم أمره، فالأيام القادمة حبلى بالمفاجآت!!