|
هل المقاومة في العراق مزيفة ..؟؟!!! وهل نضالها زيف....؟؟؟!!! وهل تفخيخ السيارات وتفجيرها وسط الابرياءوالمصلين في المساجد والكنائس جهاد...؟؟؟!!! وهل تكفيرالمسلمين دين ...؟؟؟!!! وهل قطع الرؤوس من سنة سيدالمرسلين...؟؟؟!!!
هلال آل فخرالدين
ولنستقراء المصـدر الأول و الأساسـي للتشريع (القرآن) و نستنطقه حيال ارتكاب تلك الوسائل القذرة(التفجير ات الانتحاريه ) التي تدعي زورا وكذبامستمده من نهجه في نشر و تبليغ الدعوة إلى الله و جهاد أعداء الله و تأصيل ما هو صحيح من التفسير و فرز ماهو دخيل و منحول من تلك الإجتهادات و الفتاوى. فقد قالوا بأن الآيات المكية التى تأمر بالصبر قد أبطلتها (أو نسختها) آيات القتال التى نزلت فى المدينة، وطبيعة الدعوة للإسلام التى نزلت فى القرآن تنفى ذلك ولا شأن لدين الإسلام بما يفعله المسلمون من اعمال منافية للنصوص المقدسة للرسالة ومجانبة للسنة النبوية ومحرفة للواقع ومتنكبة عن منهاج الاجتهاد الصحيح و ما هي في الحقيقة إلا بدعاً وزيفاً وضلال. علما بان البناء الإستراتيجي للدعوة و التبليغ في الرسالة الإسلامية تقوم على : اولاً: لا مجال للإكراه و العنف فى الدعوة للإسلام سواء كان المسلمون ضعافاً أو أقوياء. ففى السورة المكية يقول تعالى: (فَذَكّرْ إِنّمَآ أَنتَ مُذَكّرٌ* لّسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ) الغاشية12و22. و(نّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبّارٍ) ق 45. ويشير الذكر الحكيم مؤكداً على مفردة مهمة (عدم الإكراه) أي الجبر والقسر في موضوع البلاغ والدعوة لله و الله سبحانه يخاطب في هذه الآية الكريمة حبيبه المصطفى (ص) بقوله عز من قائل: (ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين )يونس 99 اي انه لا إكراه في الدين و إنما الحسنى في النقاش و اللين في البلاغ قال سبحانه (وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولاً ميسورا)الاسراء 28 وكذلك قوله سبحانه (وهدوا الى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد )الحج24 ويتكرر نفس المعنى فى المدينة حين كان المؤمنون أقوياء (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدّينِ قَد تّبَيّنَ الرّشْدُ مِنَ الْغَيّ )البقرة 256 إذن لا تعارض ولا نسخ. ثانيا: ولأن الدعوة للإسلام تقوم على السلم وغزو العقول والنفوس، قبل غزو الجياد والسيوف و أتباعها قليلون فى البداية فى مواجهة الطغاة، فلابد أن يعانى أتباعها من الاضطهاد، وهنا يكون الأمر بالصبر وارداً فى الآيات المكية (وَاصْبِرْ عَلَىَ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً)المزمل 10. ولكن نرى الصبر يأتى ضمن الأوامر فى الفترة المدنية (يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتّقُواْ اللّهَ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ)آل عمران 200. ثالثا: وحين تقوم لهم دولة فى محيط الشرك الذى يتآمر عليهم يتحتم عليهم الجهاد لحماية أنفسهم ولرد الاعتداء. وفى مصطلحات القرآن الكريم فالمشركون والكفار – فى مجال التعامل البشرى – هم المعتدون الظالمون المجرمون. أما المسلمون المكرمون فهم المسالمون الذين لايعتدون على أحد ولا اكراه عندهم فى الدين. وقد يفهم بعضنا أن الجهاد ورد فى الآيات المدنية فقط، ولكن نقرأ فى سورة الفرقان المكية قوله تعالى للنبى عن القرآن: (فَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبيراً)الفرقان 52. والتعليل واضح وبسيط و هو أن (الجهاد) يعنى الكفاح بالكلمة و بالدعوة و بالنفس و بالمال. فالجهاد أعم من القتال ولم يكن هناك قتال فى مكة ولكن هناك جهاد فى مكة وفى المدينة. وقوله عز من قائل (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) وهنا يجب التمعن في معنى مفردة (جاهد) لله وفي سبيل الله لإعلاء كلمة الله و نشر كلمة الله و تبليغ كلمة الله و المفرده الثانيه (هداية) الله وسبل الله اليست هي سبل السلام و سبل الصلاح و سبل المعروف؟ والمهم أن الصبر والجهاد وعدم الإكراه فى الدين يأتى فى السورة المكية والسورة المدنية إذن لا مجال للتناقض أو النسخ . والقائلون بالنسخ، يستدلون بالتدرج في التشريع على أنه يأتى تشريع جديد يلغى التشريع القديم أو على حد قولهم ينسخه. والتدرج فى التشريع له فى القرآن مظهران: أحدهما يخص العلاقات المتغيرة بين المسلمين وأعدائهم والآخر يختص بالإيجاز فى التشريع الذى يعقبه التفصيل. وهذا وذاك لا ينتج عنه إلغاء للأحكام أو نسخ. التدرج فى التشريع فى العلاقات المتغيرة: إن العلاقة بين المسلمين وأعدائهم تتذبذب بين الضعف والقوة والقرآن يضع التشريع المناسب لكل حالة. فإذا كان المسلمون أقلية مستضعفة مضطهدة فليس مطلوباً منهم أن يقاتلوا وإلا كان ذلك انتحاراً. و إذا كان المسلمون قوة فلا يجوز فى حقهم تحمل الاضطهاد و الأذى، بل عليهم أن يردوا العدوان بمثله وإذا كان المشركون يقاتلونهم كافة، فعليهم أن يردوا العدوان بمثله. وعلى المسلمين فى كل حالة أن ينفذوا التشريع الملائم لهم، وذلك لا يعنى بالطبع إلغاء التشريع الذى لا يتفق مع حالهم، فذلك التشريع فى محله تطبقه جماعة مسلمة أخرى إذا كانت فى الوضع المناسب لذلك التشريع. ان تشريع القرآن فيما يخص العلاقات بين المسلمين وأعدائهم فى أروع ما يكون التشريع إذ أن له ركائز ثابتة تتمثل فى المبادئ الأخلاقية الدائمة من حسن الخلق والتسامح والصبر على الأذى والاعراض عن الجاهلين و رد السيئة بالتى هى أحسن ورعاية الجوار و حفظ حق الجار والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وأن يقولوا للناس حسنا. ثم له قوانين متغيرة حسب الأحوال، فالمسلمون فى ضعفهم لا يجب عليهم القتال لدفع الاضطـهاد، وإنما عليهم الصبر و التحمـل والهجرة اذا أمكن. أما إذا كانت لهم دولة، فدولتهم الإسلامية تقوم أساسا على قيم الإسلام الكبرى من السلام و الحرية المطلقة للعقيدة وتحريم الإكراه فى الدين وتطبيق العدل الصارم والمساواة بين الناس جميعا من غير تغيب لطرف او إلغاء لأمة من الناس او طمساً للمعالم وتغيباً للحقائق والديمقراطية المباشرة وهى التوصيف الحقيقى للشورى الإسلامية. و رعاية حقوق العباد أو حقوق الإنسان. دولة بهذه المواصفات لا يمكن أن تعتدى على دولة أخرى بل تلجأ للحرب الدفاعية إذا هوجمت فقط. إذاً لم يكن هناك من سبيل آخر لتفادى الحرب، لأن الحرب فى تشريع القرآن هى مجرد استثناء. وحتى اعداد القوة القصوى (الانفال60) ليس للاعتداء وانما للردع وتخويف القوة الباغية من الهجوم على الدولة المسلمة(المسالمة). وبهذا الإستعداد الحربى يمكن إقرار السلام ومنع الحرب وحقن دماء العدو المتحفز للحرب والذى يغريه ضعف الآخر. هذا، إذاً كانوا فى دولة إسلامية عليها أن تتقوى لإرساء السلم ولتكون قادرة على الدفاع، ومحرم عليهم الإعتداء على الغير أو رد الاعتداء بأكثر منه. وطبيعى أنه لا توجد دولة مستضعفة للأبد كما لا توجد قوة مسيطرة إلى ما لا نهاية، وبذلك تظل تشريعات القرآن سارية فوق الزمان والمكان بجوانبها الأساسية الثابتة والقانونية المتغيرة. و قد اكتوة الامه في العصر الحديث بكوارث رهيبه من جراء التهويش بالعنف و الحرب على الاخر بالرغم من إرادة السلام (الحقبه الناصريه والحرب الاسرائيليه العربيه) في حين إن اسرائيل تريد الحرب و تهوش بالسلام و بذلك خدعت العالم وجعلت نفسها في صورة الامة الضعيفة المسالمة المهددة بعدوان مفروض و تجعجع بالحرب لتلقي بها في البحر. فمن يهوش بالسلام و يريد الحرب، يكسب الحرب و من يهوش بالحرب و يريد السلام يخسر الحرب و يخسر السلام و هكذا كان حالنا..!! ولم نكتفي بالهزائم و ما حل بنا من كوارث من شخب دمائنا ودمار جيوشنا وضياع ارضنا حتى زعقت الاناشيد و الابواق و ادعينا ونحن (الفريسه) وهتفنا انتصرنا انتصرنا انتصرنا. جدير بالذكر ان النبى محمد (ص) حين كان مع المسلمين فى مكة يعانى معهم اضطهاد المشركين المعتدين نفذ و معه المسلمون الأوائل كل التشريعات المناسبة للوضع القائم من الصبر على الأذى والتسامح مع المعتدين مع الثبات على الحق والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة. ثم بالهجرة وبتكوين أول و آخر دولة اسلامية حقيقية. قام النبى بتطبيق كل التشريعات القرآنية السالفة الذكر. ولكن بوفاته(ص)، بدأت الفجوة بين المسلمين و تشريعات القرآن و تطورت سريعا من اهمال الشورى الإسلامية بمعنى الديمقراطية المباشرة إلى حكم الأقلية القرشية فى عهد الخلفاء الراشدين، الى الفتوحات العربية وتكوين إمبراطورية وفق السائد فى العصور الوسطى بالقدر الذى يخالف تشريعات القرآن و ما نجم عن احتكار سادة قريش للسلطة و الثروة، من قيام الفتنة الكبرى، بل إن تلك (الثورة) الاسلامية على (عثمان)، كانت قد أدت مهمتها و لكن باستقرار (معاويه) في الحكم وتحوله الى نظام (الملك) و التى أدت بدورها الى إنهاء النظام شبه الديمقراطى للخلافة، ليحل محله تسلط الطغيان الأموي الوراثى الاستبدادى الظالم، ثم حل محله النظام العباسى الذى وقع على عاتقه تبرير الوضع السائد و تسويغه و إخراجه في سيناريوهات إسلام (كريكتيري) ولكن مهلهل النسيج، مرقع اللحمة. و لأنه وضع يناقض تشريعات الإسلام الصحيحة والسيرة الحقيقية للنبى و سنته الصحيحة، فمن المستحيل التوفيق بين النقيضين كما كان مستحيلاً تحريف القرآن ليجارى الوضع القائم و كان مستحيلا أيضا أن يتنازل الخليفة العباسى عن سلطاته المطلقة وملكيته المنفردة للبلاد واستعباده للعباد ليعيد العدل الإسلامى والشورى الإسلامية. علماً بأن للمصدر الثاني للتشريع وهي سنة المصطفى(ص) الذي لاينطق عن الهوى و سيرته العطرة و هي نصوص واضحه و قاطعه لا يمكن الخروج عليها في الدعوة و التبليغ حيث كان يرسل الصحابه القراء الى الاحياء والقبائل لتبليغ هدى الله و نشر الإسلام. فرسول الله(ص) حذر من القتل -قتل المسلم او غير المسلم- بداهةً بغير حق، و سماها (كبيرة ) او (موبقة ) اي مدمرة مهلكة فهي التي تؤدي بمرتكبها الى جهنم: 1-(اجتنبوا السبع الموبقات )ومنها (القتل ) رواه البخاري ومسلم والنسائي وابو داود 2-(لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا )رواه النسائي والبيهقي 3-(سباب المسلم فسق و قتله كفر )رواه البخاري 4- (لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)رواه البخاري وله روايات عديدة في كتب الصحاح و الحديث يبلغ حد التواتر 5-(من اعان على قتل مسلم بشطر كلمة لقي الله مكتوب بين عينيه ايس من رحمه الله تعالى )رواه احمد في مسنده و البيهقي و المنذري في(الترغيب والترهيب) ومعناه انه قانط وفاقد الأمل من رحمة الله ومغفرته. 6-(كل ذنب عسى الله ان يغفره الا الرجل يموت كافراً او الرجل يقتل مؤمنا متعمداً) اخرجه النسائي والحاكم في المستدرك. هذا الحديث سوى بين رجل يكفر بربه ورجل يقتل مؤمنا عمداً متعمداً وقطع بان هاتين الجريمتين لن يغفر الله لمن فعلهما . هذا هو حكم(النصوص المقدسة) الأصلية والثابتة في المسلم الذي يتعمد قتل أخيه المسلم و لكن امراء(الجماعات) و زعماء(الارهاب)، حتى يتفادوا هذه الأحكام الصارمة -التي علموا بها حتماً إذ قرأوا تلك النصوص لامحالة- و لكن جحدوها و استيقنتها انفسهم، لذلك تراهم يحرفون الكلام عن مواضعه ويتحايلون عليها، شأنهم في ذلك شأن أسلافهم من مرتزقة المعممين الذين كانوا يحللون بفتاواهم للسلاطين والأمراء قتل المسلمين واستباحتهم بدعوى الخروج عن الدين وإطفاء نار الفتنه و يضفون عليها الشرعية بختمها زوراً بأختام الدين. جاء في الذكر الحكيم (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه و اضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشوه فمن يهديه من بعد الله افلا تذكرون )الجاثيه 23.. وحيث كان خلقه (ص)القران في الحث على الخلق الكريم و السلوك القويم و الحث على الموادعة و الحب و عمل الخير(خير الناس من نفع الناس) وقوله(المسلم من سلم الناس من لسانه ويده) و (الاسلام قيد الفتك) إلى ما هنالك من الأحاديث الصحيحة الشريفة في هذا المجال. علماً بان لكل امام اجتهاد، سواء كان من الخلفاء أو من ائمة المذاهب و في هذا المجال في احتياجهم للغير و تعلمهم و اخذهم من الغير و اقتصارهم على آفاق محدودة من العلوم و المعارف مهما بلغت درجاتهم ومنازلهم. يؤكد د. حسين علي حمد في قاموس المذاهب والاديان ص 32 (ولذلك نجد اؤلئك الائمة الأربعة لا يدعون انهم وصلوا الى الحق المبين و لا يحتمون على اتباعهم الاخذ بما قالوا إلا بعد تفكر وتشوف). يؤكد الإمام أنس بن مالك -المتوفي سنه 90- بقوله الى اصحابه اذا استنبط حكماً من الاحكام (انظروا فيه فانه دين وما من أحد إلا و ماخوذ من كلامه و مردود عليه، إلا صاحب هذه الروضة) ويقصد رسول الله(ص). ويجب التنبه و التمعن الى كلمته الخطيره هذه (ما اعرف شيئا مما كان على عهد الرسول) هذه العبارة من الإمام مالك في غاية الخطورة و هي تعنى معاني خطيرة كثيرة ملخصها (الانقلاب على الاعقاب). و يعتبر الإمام (مالك) إمام النقل و إمام (النصوص). أرجع التقديرالسليم و الفهم الصحيح لك. وكان الحل في علاج الفجوة بين حقائق الإسلام والقرآن، بإختراع دين موازى يحمل إسم الإسلام فقط ولكن يناقضه و متفقاً مع الأوضاع السائدة. والحق يقال، إن ذلك التزييف والتضليل والإختراع تبلور فى الفتنة الكبرى زمن عثمان و إن كانت بدايته قبل ذلك، حيث عزز الحزب الأموي في صراعه و إرهابه بالسيف من جهه، و مواقفته بأحاديث منسوبة للنبى تدعمه من جهه ثانيه تتناسب وطبيعته الإرهابية. يعترف د. هيكل بوضوح قائلاً عن تلك الإختلافات في كتاب حياة محمد (أضافت إلى الدين أشياء كثيرة لا يرضاها الله ورسوله و اعتبروها من صلب الدين و رمي من ينكرها بالزندقة) و يبقى التطرف مدخلاً الى الإرهاب و الإرهاب هو التعبير عن التطرف في كافة اشكاله و لبوسه و من مختلف التنظيمات. و ملخص الكلام، إذا في يومنا هذا، السياسة تصنع الأحزاب و التكتلات، ففي تلك الايام، السياسة صنعت المذاهب المختلفة و إسلام آخر!!!!
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |