|
يوم في بغداد عهود الهيمص
في كل يوم نسمع هنا وهناك تفجر سيارة ملغومة وتمر بشكل عادي واصبحت في وضع مستمرفي حياة المواطن العراقي والان احب اتكلم عن هذه السيارة الملغومة اؤ المفخخة التي شاهدتها امام عيني وماذا عملت بهؤلاء الناس الابرياء في صباح هذا اليوم ذهبنا انا وزوجي لشراء بطاقة السفر وكنا في شارع السعدون في شركة الخطوط العراقية وفي المكتب يوجد تلفزيون نقل مباشرانفجارسيارة ملغومة قرب المسرح الوطني وانهم اعلنوا البحث عن ثلاث سيارات ملغومة وكانت حسرة في قلبي مهمومة كنت اتوقع سوف يحدث شيء ما في ذلك اليوم الرهيب وذهبنا الى بيت خالتي لحمل حقاءبنا لنذهب الى الحله ليرى زوجي اهله وكانت خالتي معارضة ان نذهب الى الحلة وذهبنا الى كراج العلاوي وكان في الكراج حراسة مشددة بحيث نزل الجيش العرافي الى الشارع ووضع خطير جدا وقالوا لنا في الكراج ان هذا اليوم صعب السفر فيه ولكننا كنا مصيرين على السفر الى الحلة وكانت جميع الابواب مغلقة وفجاءة فتحت الباب الخلفية للكراج وخرجت سيارتنا وعلى بعد مائة متر كان ازدحام السيارات وكنت خائفة طوال الوقت وخلال فترة الكلام مع زوجي ان نرجع الى البيت في رمشة عين واذا بالزجاج ينهال فجأة فوق راسي وراس زوجي الذي كان جالسا في الامام بجانب السايق وانا جالسة خلف السايق واذا بسيارتنا تترتفع وتهبط الى الارض ومفعد السايق هبط على قدمي صرخ زوجي انفجرت سيارة مفخخة اخرجي وسحب يدي واذا بقدمي تحت المقعد ونسيت المها خرجت من السيارة وانفجرت سيارة ثانيةرايت النار تلتهب وسحاب الدخان واجسام تتناثر هنا وهناك وزحفنا انا وزوجي على اقدامنا وايدينا واذا الرصاص ينهال بطريقه عشوائيه واختبئنا خلف الحواجز الاسمنتية وانا فقدت الوعي كنت اصرخ وابكي على هؤلاء الناس المحترقه اجسادهم وجاء ذلك الرجل الكبير في العمر الذي لا اقدر ان انساه ابدا ويقول ساعدوني لان جسده كان محترقا ولااستطيع ان امد يدي له جلده المحروق ينهال على الارض اخاف ان اؤذيه اكثر وجاؤا لنا رجال مسلحين وهم حماية لعمارة مقابل محطة القطار بغداد وهي مقر الاسعافات ولكن خفت منهم تصورتهم انهم ارهابين ينادون علينا تعالوا لا تخافوا انه مكان خطيرصرخ احدهم وذهبنا معهم ودخلنا مقر الاسعافات الاولية ويا ليتني ما دخلت الى ذلك المكان الذي رايت فيه ما لم اره في حياتي ابدا ناس يبكون فقدوا اولادهم وناس جرحى فهذا الذي فقد يده واخر فقد عينه والاكثر بشاعة عندما رايت طفلة في سن العاشرة من العمر تبكي وتصرخ لان صديقتها ماتت بجانبها لان الحادث وقع وقت خروج الطلاب من المدارس وجلست على الكرسي وانا ابكي واصرخ ماذا فعل هؤلاء الابرياء الذين ماتوا بهذه الطريقة الوحشية الا يكفي ايها القتلة لنصرخ جميعا في وجه القتلة كفى اغتصبوا بلادي بقلم عهود الهيمص
ناديت لماذا تغتصبون بلدي جئتك في يوم زفافك وانت ترتدين الثوب الابيض وفرحت بيوم زفافك يوم سقوط النظام الاكثر دمويه في العالم نظام المجرم صدام لكن هؤلاء القتلة الارهاربين قد مزقوا ثوبك الجميل ولطخوه بالدماء بكيت عليك وقلت لماذا تغتصبون بلدي جئتك لكي افرح بك في يوم زفافك انهم لايريدون الفرح لك ناديت باعلى صوتي اين انت يابغداد ياعروسة دجلة والفرات هذا بلدي الذي ضاع لماذا تغتصبون بلدي جاءوا لينقذوك من محرقة الطاغيه لكن القتله يواصلون حرقك عماره عماره وشارعا شارعا
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |