سجن الجادرية .. اخاف ما طاح الصنم؟!

 

علي الصخني

Ali_alsukhni@hotmail.com

 

الذي حدث في الجادرية شئ لايجوز ان نمر عليه مرور الكرام ,لان هكذا مرور سوف يسمح للمتصيدين بالماء العكر وحتى الصافي بالمرور عليه مرور اللئام وقد فعلوا ويفعلون.

حوالي  173  سجين في سرداب (قبو) تابع لوزارة الداخلية , يقول الامريكان انهم عثروا عليه (بالصدفة)!! هؤلاء السجناء تعرضوا لانواع  التعذيب والحرمان من الطعام والشراب لمدة طويله.

بكل مقاييس الحكم والاحتكام يعتبر هذا الفعل ليس خطا فقط بل خطيئة يجب محاسبة فاعليها.

السجين يجب ان ينال حقوقه التي له, وهذا هو الحال في كل عرف ادمي ودين, والدين لم ياتي الا من اجل ادم وبنيه. وكذالك هذا حال دستورنا العراقي الذي لم ينشف حبر كتابته على ورقه بعد,والذي ينص على احترام الانسان وصيانة حقوقه.

هذه المبادئ التي نحن اولى بحملها لايوجد مبرر لانتهاكها بحجة ان السجناء ارهابيين  قاموا بقتل الابرياء وسفك دماء الاطفال, فانا وان كنت شخصيا  اظن ان سجناء الجادرية-خصوصا العرب منهم- قد قاموا باكثر مما قال عنهم وزير الداخلية , وهم قد يستحقون الكثير مما يمكن ان يفعل بهم بالحسابات العاطفية المنفعلة ولكن نحن  لسنا بصدد الانتقام بل بصدد احقاق الحق وتثبيت العدالة, وللعدالة مكانها الواحد والوحيد وهو القضاء, والمشكلة ان القضاء العراقي لحد الان ليس بمستوى المسؤولية ولابمستوى الاحداث ,والدليل على ذلك  تلك الاحكام المرتبكة والهزيلة بحق اكثر الارهابيين بشاعة والدليل الاهم هو تفاصيل محاكمة اعتى طاغية من المفروض ان يراد لها ان تكون محاكمة العصر.

لم يعارض المعارضون ولم يكافح المكافحون صدام ونظامه لانه قتل الشيعة وملء الارض منهم ومن نسائهم واطفالهم مقابر جماعية وقد فعلها, ولا لانه اباد الاكراد في حلبجة والانفال وقد فعلها ايظا , وان كان طائفيا  وعنصريا في مافعل, بل عارضه المعارض-الانسان لانه قتل الانسان واستلب حقوقه وصادر حرياته كانسان وان قد كان ذلك الانسان شيعيا وكرديا,ولذلك كله يجب ان يكون الموقف واحد من كل فعل يسيء للانسان وانسانيته.

لم يكن صدام مصداق للجريمة فقط بل كان فكرة ومفهوم والذي حاربه الناس هو تلك الفكرة وذالك المفهوم.

وبعد...يقولون من الممكن ان من فعل كل تلك الممارسات بحق السجناء هم البعثيون الذين احتضنهم علاوي وبارك بقائهم الامريكان, ايمكن للبعثي - بعد الذي جرى في عهد البعث-  ان يرفع راسه فضلا من ان يشارك في الحكم مرة اخرى؟!! مضى صدام وهوى صنمه, ولكني اتسائل مرعوبا كما تساءل شاعر البصرة الحبيبة ....(اخاف ماطاح الصنم.....طاح لو بعده الصنم ؟!!).