|
الفلوس اجيب العروس (2 ـ 3) محمد حسن الموسوي حقا ً الفلوس (اجيب) العروس والدليل القاطع والبرهان الساطع على هذا الادعاء هو زواج صديقي الذي ضٌرب كما ذكرت لكم (دبة) ثم أُشفعت بـ (بوري ابو الطواطة) لينتهي به المطاف وقد تحول الى (خردة) بعد هاتين الضربتين الموجعتين من والدي زوجته المتدينيين حد النخاع . انتهى زواج صديقي بالفراق قبل ان يلج الميل بالمكحلة ولم يستطع ان يحظى بالعروس لانه يفتقر للفلوس اللازمة لتامين (مهر الزهرة) الذي اشترطته عائلة العروس عليه. ويبدو ان الاختلاف المناطقي بين صديقي القادم من اعماق الجنوب العراقي اي من مناطق المعدان وبين اهل العروس كان السبب في سوء الفهم للمقصود بـ (مهر الزهرة) رغم انتمائهم جميعا ً لمذهب واحد . فبينما قدح في بال صاحبي ان المراد من (مهر الزهرة) هو الحد الادنى من المهر اي المتواضع والزهيد الذي تزوجت به السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام وهو التصور الذي يتبادر الى ذهن كل مؤمن بمنهج الزهراء وسنة ابيها، بيد ان الامر ليس كذلك عند ذوي العروس فـ (مهر الزهرة) الذي يعنوه يختلف اختلافا كليا عن المتعارف لدى عوام الناس ومنهم المعدان حيت يتحدر (العريس) فكانت نتيجة هذا الاختلاف هو فشل مشروع زواج صديقي والذي يخيل الي انه أ ُخذ على حين غرة فوقع الطلاق قبل ان تُرفع الساق وفقد العروس بسبب الفلوس واليكم القصة كاملة رغم نهايتها الحزينة. (عريس او ربعه ايزفونه) هذه هي الاهزوجة التي راح يٌرددها بعدما تقدم لخطبتها ووافق اهلها وهو الذي ذاب بها جوى. تعرف اليها حينما كان في السنة الرابعة من دراسته للطب وهي طالبة في السنة الاولى هندسة جمعتهم الصدفة (سبحان الصدفة) في حفلة جامعية كان ذلك قبل عام وكان من المفترض ان احضر تلك الحفلة ايضا غير ان حظه العاثر حال دون حضوري اذ كنت مدعوا للقاء تلفازي عن العراق ومن هنا كانت بداية ورطته اذ لو كنت موجودا لما تجرء وسمح لقلبه ان يتعلق بها (او يتبهذل هذي البهذلة) المهم جائني تلك الليلة وهو يكاد يطير من الفرح ويصرخ بأعلى صوته (وجدتها وجدتها) . في البداية تصورت انه وجد ضالته في بنك (HSBC) الشهير حيث كان يتوقع ان يحصل على منحة (Grant) حينها شعرت بالسعادة ايضا لانني اعتقدت ان باب الفرج قد فتح بعد شدة الافلاس والديون غير انه فاجأني بانه تعرف الى فتاة احلامه في المملكة (بوياه اشلونها سمرة ابسمار نجوى كرم او رشاقة ولا عبالك هيفاء وهبي او زوج عيون ولا عيون ساندريلا الجزيرة ايمان عايد او حجاب عراقي مضبوط) هذه كلماته وهو يصفها بلهجته الشروكية، ولا يفوتني هنا ان اذّكر بالحجاب المضبوط الذي تحدث عنه صاحبي ويعني به الحجاب الذي لا يجسد مفاتن المرأة كما هو السائد الان بين الفتيات والمعروف بـ (حجاب ابو الدوعبلة) وسنأتي عليه في فرصة قادمة. اذا هوالحب، والحب يدحل القلوب بلا استئذان وبلارحمة وتعيس الحظ من يعشق في هذه الدنيا فلا ليله ليل ولا نهاره نهار على ان سحر العشق ينتهي ليلة الزفاف وبعد الافاقة من سكرة النكاح ليجد الواحد نفسه وجها لوجه مع الواقع بعد ان تتطاير كل احلام اليقظة . (لازم ازوجها) بعفوية ابن الجنوب ونقاء قلبه اتخذ قراره المصيري . فالزواج قضية مصيرية وخطيرة خصوصا في بلاد الشتات اذ من الصعب ان يجد المرء ضالته وهو الامر الذي اعتقد صاحبي المسكين انه وجده لذا جائني يصرخ (وجدتها وجدتها) . بعد سنة من التحري والتقصي عنها وبعد التعرف عليها عن قرب وبعد ان راحت تبادله ذات الشعور اعني الحب وبعد مئات الرسائل الغرامية بطريقة (Text messages) وبعد صولات وجولات من (الزعل) والرضى بينهما على طريقة العاشقين قرر ان يتقدم لخطبتها بعد الحاحها الشديد . سألني ماذا اصنع؟ واضاف انجدني بدهائك السياسي. قلت اخبر اهلها عند الخطوبة عن وضعك الاقتصادي، اخبرهم انك طالب ووضع الطالب معروف يعني (عايش بالقدرة الالهية). واردفت قل لهم انك طالب في السنة الاخيرة من الطب اي انك طبيب مع وقف التنفيذ ومعنى ذلك انك رأس مال مجمد وستٌستثمر بعد عام من الان وبهذه الطريقة سيكون موقفك اقوى وبأعتبار ان اهلها مضى على وجودهم في المملكة ردح طويل اي منذ زمن الملكة فيكتوريا وهم على احتكاك دائم بعيادات الاطباء فسيقدرون ذلك. اقتنع صاحبي بما قلت له وتقدم لخطوبتها بعد ان أخذ كل مستلزمات وعدة الخطوبة من رجال دين معممين ومن وجهاء معروفين وبعد ان اطلق لحيته وتختم باليمين وذهب وبعدها جائني مبتهج الاسارير منشرح الصدر تعلو وجهه بشائر الفوز ووقف امام منزلي ورايح يدبج على طريقة اسلافه في الاهوار (نشكر من عمها وبوها نشكر من كال اخذوها) سارت الامور بشكل طبيعي بالنسبة اليه الى ان حان موعد عقد القران حيث سيٌسئل عن المهر المطلوب دفعه، وثانية طلب مني المساعدة في ايجاد حل لهذه المعضلة: ( أمروتك محمد حسن جا اني مو اخيك كلي اشلون اطلع من جرخها؟ جا انت مو سياسي او كظيت عمرك تتفاوض ابمؤتمرات المعارضة او من ربعا للجلبي الي يكلون ورطها لامريكا او شالت صدام جا ما اشوفلي صورة حل؟) الملعون عرف من اين تُؤكل الكتف ومن اين يدخل لي. تقصد ان يطلب مني العون بلهجة جنوبية ونال فعلا ما اراد اذ استنهض عزيمتي بعد ان رأني مُحجما ً عن مساعدته في الزواج لان كل القرائن التي لدي تقول ان زواجه لن يقع واذا وقع فلن يستمر وهذا ما حصل فعلا. كلماته بلغتنا الام كانت اشارة واضحة منه مفادها انني واياه من انحدار مناطقي وطبقي واحد يستلزم ان اقف الى جانبه في الملمات ولو ان اهل الجنوب او كما يسميهم ابناء الجاليات والمستعرقين بالمعدان وقفوا لبعضهم البعض لما تسلط عليهم كائنا ً من يكون. فكرت حينها كيف احل له قضية المهر؟ انها مشكلة وورطة عويصة ان تتعامل مع ابن جالية بقضية مادية فالواحد منهم يحسب للباون الف حساب فكيف اذا كانت القضية مهر ابنته؟ ولكن لكل معضلة حل فانتظروا الحل اذ مايزال للحديث تتمة.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |