د. ليث كبة يحمل فشل مؤتمر القاهرة على القوى السياسية!!!

المهندس صارم الفيلي

ماجستير هندسة توليد طاقة
 sarimrs@hotmail.com

sarimrs@tele2.com

 كما توقعنا لمؤتمر عمرو موسى بأنه لا يجدي نفعا فهو بمثابة مؤتمر لحوار الطرشان، وهذا ما لوحظ من خطاب حارث الضاري الذي يدل على أنهم قدموا الى المؤتمر، أستقواءا بعمقهم الطائفي، لتحقيق مكاسب على ارض العراق، وعلى الأقل في الصعيد الأعلامي.

 متحدثا عن الأقصاء لأسباب طائفية في العراق الجديد، وانتهاكات لحقوق الأنسان في العراق.

 افصح الضاري عن عدم جدوى العملية السياسية السابقة والقادمة.

 لنسأله كيف أذن نستطيع ان نصنع وطنا، ولا نقبل ولا نعترف بمفهوم التنوع العراقي الذي يؤسس له عبر المنفذ الأنتخابي؟.

 كيف نتقبل وحدة تغتنى بالفكر المتنوع والموقف المتنوع.

 مبتعدين عن العصبية الطائفية والشوفينية، المغلفة بشعارات لا تمتلك أساسا في الواقع، زيادة على ذلك حاول خلط الأوراق ليبتعد عن الأدانة الواضحة للتكفيريين الذين أستحلوا دماء الشيعة، متبعا منهج المزايدات الأعلامية بطرد الأحتلال أولا،واعادة جيش الأنفالات والأنقلابات، جيش المقابر الجماعية صاحب شعار وعقيدة "لا شيعة بعد اليوم " بأنه هو الجيش غير الطائفي وغير العنصري، وماسواه فغير مقبول وان كان متوازنا شاملا لكل العراقيين.

 نريد هنا أن نناقش هذا الخطاب الذي دمر العراق لحد هذه اللحظة بشكل نقاط محددة : أ- لماذا لم يعترض الضاري على أعادة العقارب البعثية الصدامية لأجهزة فلاح النقيب الطائفية، ومحاولاته في الوقت الضائع في تشكيل 24 فوجا من عتاة المجرمين، ليشكلوا أمرا واقعا، وأحصنة طروادة لعرقلة العملية السياسية والتحول الديمقراطي.

 ويرسموا خطوطا حمراء طائفية أمام من يريد أصلاح وتطهير الوزارة من هذه العناصر الخطرة.

 ب- أن النية السيئة للضاري كانت واضحة في أتباعه المنهج التسقيطي ضد الأغلبية العراقية الساحقة، بتهمة مناغمة الأحتلال، كعادة البعض من السنة العرب برمي الآخرين بكل ما عندهم من تشوهات مبدئية وخلقية وانسانية، لتبرير العقلية الجاهلية المنحطة المسيطرة عليهم كلعنة أبدية.

 نسأله هل نسيت تصريحات عدنان الدليمي مغازلا الأمريكان بقوله " ان أمريكا بدفاعها عن السنة العرب أنما تدافع عن مصالحها في المنطقة " محاولا أرسال رسالة لهم بأن مشاركة الشيعة في الحكم هو تحد لمصالح أمريكا في المنطقة.

 ولو انهم أكتفوا بأبعاد صدام عن الحكم مع الأبقاء على الهيمنة السنية عليه لأوقفوا كل عمليات القتل والخطف وعادوا الى أدوارهم وتحالفاتهم السابقة.

 وهذا يأتي في نفس سياق محاولات أبنه مثنى في بلاد الوهابية في عقد صفقات مع أسرائيل، وكتابته لوعود خطية لهم، بفتح العراق لأستثماراتهم والقيام بشراكة حقيقية معهم، كمقابل لدفع أسرائيل أمريكا للتأثير في الأنتخابات القادمة، ولو بتزويرها كوسيلة لتهميش الشيعة بكل أئتلافاتهم وقوائمهم الأنتخابية.

 ج-يمجد الضاري المقاومة، بقوله لقد أجبرنا قوات الأحتلال بالأعتراف بها.

 وهنا نريد ان نتوقف قليلا لنفكك ما يقصد به من مقاومة " رغم مروره سريعا في أدانة لفظية خالية من المحتوى لقتل المدنيين ".

 لماذا؟ نريد ان نسأل الضاري من قدم المأوى الى الأرهابين التكفيرين وخاصة القادمين من خارج الحدود، هؤلاء هم الذين يقومون في عمليات تفجير النفس كوسيلة للوصول الى الجنة، لأعتقادهم بأمتلاك الحقيقة المطلقة، لقد فتح القوم لهؤلاء التكفيريين بيوتهم ومساجدهم، بل زوجوهم بناتهم لينشروا سيارات الموت المفخخة في احياء الشيعة، لتتناثر الجثث وسط برك الدماء ".

 وما جريمة الحسينيتين في خانقين الا المثال الأخير لحد هذه اللحظة، لتعمدهم في أستهداف الكتل البشرية الشيعية حتى في أماكن تعبدهم.

 هل توجد قوات أمريكية في حسينيات مدينة خانقين مثلا ؟.

 لماذا تغطي أيها الضاري على الأرهابيين الذين يكفرون الشيعة، ليعتقدوا ان قتلهم وسيلة للتقرب الى اللة كما صور لهم اسلامهم المشوه، اسلام السلطة, "اسلام قطع الرؤوس "، هؤلاء يشعرون بسعادة وانسجام داخلي بأقدامهم على مثل هذه الجرائم الفظيعة، فقد صور لهم شياطين الأنس اعداء الأنسانية انها الطريق الأقصر للتمتع بملذات الحياة ما بعد الموت.

 من الذي أرسل اليهم قائلا : تداركوا امرنا وامركم بسرعة، فالشيعة بدأوا بترسيخ دعائم دولة تقوم على الديمقراطية التي لاتخدمنا ولا تتلائم مع تراثنا المبني على الأستخلاف ولو كان المستخلف " بفتح الام " فاجرا مجرما لا يهم مادام على مذهب " السلف الصالح"، بل بدأ العالم ولو ببطئ يتقبل الوضع الراهن، أو ربما سيتقبل ذلك ان لم تثبتوا لهم العكس ياأبناء ابن تيمية، والا يضيع مجدكم ومجدنا وتاريحنا المشترك الذي كتبناه بدماء الشيعة، وملكنا المبني على جماجم " الرافضة ".

 اما بخصوص مقاومتكم للأمريكان، فمهما شكننا في شئ، فلا نشك أبدا بمدى انحطاط وميكيافيلية البعثيين الصداميين والسلفيين " جنود حملة الجرذ اللا أيمانية " والباسهم الباطل ثوب الحق، وتبريرهم لكل فعل مشين يقومون به، منطقهم منطق المنافقين، الذين يجدون لكل باب مفتاحا، ولكل ليل مصباحا، ولكل مائل قائما.

 مهمها شككت فلا اشك بأنهم سوف يوقفون كل شئ حالا ويتخلون عن عهرهم المقاوم عندما يحصلون من الجانب الأميركي على كل مايريدون.

 علينا ان نعترف بنجاحهم لحد هذه اللحظة في اسدال الستار عن جرائمهم السابقة بحق الأغلبية المستضعفة، بقذف الخوف في قلوب الآمنين من خلال ارتكاب جرائم جديدة وبطرق مستحدثة، ليخترعوا شرعية جديدة يدخلوا بها كرقم صعب في معادلة اهل السنة الطائفية، وهي شرعية الأرهاب، فلنسمح لهم بتبوء المراكز الحساسة في الدولة لنحيد شرهم ونوقف ارهابهم, هذا لسان حال المهزومين في دواخلهم من العجزة المستسلمين، وللأسف تبدو انها سياسة اميركية ايضا تتناقض ومفهوم عدم مكافئة المعتدي الذي أسسوا له بعد انبثاق نظام القطب الواحد.

 ان أصرار الأدارة الأميركية لعقد مؤتمر القاهرة " لأننا نعرف معظم الدول العربية المشاركه فيه ليسوا الا بيادق بيد الأمريكان" لهو مؤشر خطير الى أن القوة العظمى ربما تكون قد أدركت بان استتباب الأمن شرطه الوحيد عودة القتلة الصداميين بنوعهم الطائفي المناطقي المعروف، وللحفاظ على دماء الجنود الأمريكان في ظل التكلفة المادية الهائلة لوجود هذا العدد الضخم منهم، مع تصاعد الأعتراضات في الكونغرس الأمريكي على بقاء القوات الأمريكية، أضافة الى حث الأنظمة العربية الطائفية المستمر لهذا التوجه " خوفا من حكم شيعي للعراق يخل بالتوازن الستراتيجي في المنطقة" وكأن الشيعة قد احتلوا اراضي الغير وقاموا بفضاعات كالمقابر الجماعية والتهجيرات وأنفلوا شعوب المنطقة واستخدموا الأسلحةالكيميائية ضدهم واستولوا على السلطة بالبطش وقطع الرؤوس لمئات سنين إإإ ".

 د- كان واضحا ان المؤتمر مقام لأعادة تسويق أقطاب النظام البائد، والسلفيين.

 والا هل من المعقول حضور رئيس دولة العراق ورئيس وزراء العراق، الذي هو رأس السلطة التنفيذية لمؤتمر سقف حاضريه لا يتعدى عمرو موسى وبعض وزراء الدول العربية المتهمة بدعم الأرهاب في العراق.

 ألم يجد رئيس الوزراء من يمثله، وحتى من اعضاء حزبه، وهم كثر.

 بدلا الحضور بشخصه، ليكون أمام الضاري وبقايا البعث الهاربه.

 وهو يمثل الأغلبية الشيعية في الحكومة.

 لماذا بعث السيد عبد العزيز الحكيم من ينوب عنه ولم يفعل السيد رئيس الوزراء الشئ نفسه.

 أما يؤثر ذلك على سمعة دولة كالعراق ظهرت أول حضارة أنسانية على أرضه.

 لنتخيل العكس، هل كان سيفعلها المجرم صدام، أو كان سيبعث أصغر مجرم لديه؟ وهل كانت الجامعة العربية ستعطي أذنا صاغية للمعارضة الشيعة حينها ؟ بل هل كانت تعطيهم فيزة مصر.

 لماذا هذا الأستخفاف بالعراق، وبتاريخ العراق.

 هل كل ذلك له علاقة بمصالح معينة تربط هذه الجهة وذلك الحزب بمصر، تدخل في مجال المزايدات مع أشخاص آخرين يتمتعون برضى عربي مثلا.

 هل الأمر له علاقة بأخذ صكوك الغفران العربية، لأبرازها لاحقا كبراءة ذمة تتيح لصاحبها منصب رئاسة الوزارة لمدة أربعة سنوات.

بعيدا عن الفيتو العربي.

 هل المنصب يتقدم على سمعة العراق وعلى مستقبل شيعة العراق؟.

 ما يزيد من شكوكنا لتلامس اليقين، بالأضافة لتاريخ البعض من الشيعة الذي رفض التغيير، لنجده قافزا في الصف الأول أيام مجلس الحكم، وحسب التسلسل الأبجدي للأسماء.

 أقول برغم هذا التاريخ القريب.

 هناك تصريح غريب للدكتور ليث كبة، الناطق بأسم الدكتور الجعفري، حيث قال ان الحكومة تدعم هذا الجهد الطيب، والباقي متروك للقوى السياسية إإ.

 لنسأل الدكتور ليث ومن ماذا تتكون الحكومة، ألا تتكون من مجموع القوى السياسية ؟ أم انك تريد ان تحمل فشل مؤتمر القاهرة على بقية القوى السياسية الشيعية، بأستثناء من تمثله، ليحفظ له لا حقا كعلامة أيجابية عند الأمريكان والعربان في صراعه المستقبلي للبقاء كرئيس للوزراء على حساب من قدم الأنفس والجهود الجبارة وكان في قلب الحدث العسكري والسياسي في سنوات الجهاد ضد الدكتاتورية ؟.

 تحية لكل المجاهدين من الشيعة سؤاء بالأنفس أوالجهد السياسي أو كليهما من الذين لم يحضروا بشخوصهم الى القاهرة وانما بعثوا بمندوبين عنهم.

 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com