|
هل المقاومة في العراق مزيفة ..؟؟!!! وهل نضالها زيف....؟؟؟!!! (الحلقة السادسة) وهل تفخيخ السيارات وتفجيرها وسط الابرياءوالمصلين في المساجد والكنائس جهاد...؟؟؟!!! وهل تكفيرالمسلمين دين ...؟؟؟!!! وهل قطع الرؤوس من سنة سيدالمرسلين...؟؟؟!!!
هلال آل فخرالدين
علماً بأن للمصدر الثاني للتشريع، هو سنة المصطفى(ص)، ألذي لاينطق عن الهوى و كان خلقه(ص) القران، في الحض على الخلق الكريم والسلوك القويم والحث على الموادعة و الحب و عمل الخير و كان يؤكد بقوله(ص) (خير الناس من نفع الناس) و قوله (المسلم من سلم الناس من لسانه ويده) و من وصية لرسول الله(ص) إلى المسلمين يرويها الصحابي بريدة الأسلمي قال (ص): (الأيمان قيد الفتك) و المسلم لايعتدي، أي أن معيار أيمان المسلم هو عدم الفتك بأحد مهما كان و هذا معيار أيمان المسلمين، فمن لا أيمان لهم، ممن وصفهم القرآن ب(الأعراب) لايتورعوا عن محارم الله و سفك الدماء و حرق البشر و تهديم البيوت و المدارس و المستشفيات و رياض الأطفال على رؤوس العزل و المستضعفـين و المحروميـن و الصابريـن من ابناء العراق الممتحن. و يؤكد هذا الحديث ما جاء في الذكر الحكيم (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولو أسلمنا و لما يدخل الأيمان في قلوبكم). وتبقى الشريعة مبناها وأساسها الحكم على مصالح العباد في المعاش و المعاد و هي عدل كلها و رحمة كلها و مصالح كلها و حكمة كلها، فكل مسألة خرجت من العدل إلى الجور و عن الرحمة إلى ضدها و عن المصلحة إلى المفسدة و عن الحكمة إلى العبث، فليست من الشريعة و هذا الذي يقع ليس من الشريعة ابداً في شىء. نؤصل لشبابنا هذا و واقع الأمة لا يغيب ابداً عن جوانبنا، إذ لا يجوز للعالم أن يفتي في أي مسالة إلا بعلمين، الأول فهم الواقع و الثاني فهم الأدلة الشرعية التي تنسحب على هذا الواقع. فقد يتجراء بعض شبابنا على الفتاوى في المسائل الخطيرة و النوازل الكبيرة، التي لو عرضت على عمر ابن الخطاب، لجمع لها أهل بدر من أصحاب رسول الله (ص). ومن هذه المسائل (الدماء)، فالدماء لها حرمة عظيمة عند الله، لان الله هو واهب الحياة و لا يحل ابداً لأحد أن ينتهك حرمة هذا الحق أو أن يستبيح حماة!!! قال تعالى(ومن قتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه و اعد له عذاباً عظيماً ) و ايضاً قول النبي (ص)(المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده). و في صحيح البخاري، عن إبن عمر أن النبي (ص) قال (لن يزال المؤمن في فسحه من دينه مالم يصب دماً حراماً) وكان ابن عمر يقول: ان من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها، سفك الدم الحرام بغير حلة) و في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد و أبو داود والنسائي عن النبي (ص) قال (كل ذنب عسى الله إن يغفره الا من مات مشركاً او قتل مؤمناً متعمداً ) و في الحديث الصحيح الذي رواه النسائي من حديث بريدة أن النبي (ص) قال (قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا). من أجل ذلك كانت الدماء أول ما يقضي الله فيه يوم القيامة، كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي (ص) قال:(أول ما يقضى فيه بين الناس يوم القيامة في الدماء) أن هذه الحرمة لاتعني فقط دماء المسلمين بل البشر. الى ماهنالك من الاحاديث الصحيحة الشريفة في هذا المجال. هذا هو حكم النصوص المقدسة الصحيحة والثابتة والقاطعة، ألتي لايمكن الخروج عليها في الحض على منع المسلم الذي يتعمد قتل اخيه المسلم. و في سيرة النبي(ص) العطرة، فكان يغزوا الناس بهدى القرآن ورسالته الانسانية السمحة للأحياء والقبائل، قبل غزو العساكر، كما هو واضح في بيعة العقبة و إرسال مصعب بن عمير إلى يثرب للتبيغ و الدعوة للرسالة الجديدة و بعث القرآء من الصحابة إلى آفاق الجزيرة، دعاة ومبلغين وناشرين. لأن البلاغ عن الله و رسوله (ص) واجب على كل مسلم، يقول (ص) (بلغوا عني ولو آيه) و يقول (ص) (نظر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها فبلغها كما سمعها). كما أمرنا القرآن بان نبلغ بالحكمة والموعضة الحسنة ( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن )وكذلك قول ائمة اهل البيت (كونوا لنا دعاة صامتين)اي دعاة الى رسالة المصطفى وذلك في السيره الحسنه والقدوه الصالحه وهنا سؤال مهم وخطير وهو: ألم يدخل المسلمون غزاة عساكر وجيوش إلى شبه جزيرة ابيريا الاندلس(اسبانيا) وبعد ذلك خرجوا منها كما دخلوها من قبل؟ الذي دخل الى(الاندلس) ليس جوهر الإسلام وهدى الرسالة و روح(القرآن) و انما دخلها جند و عساكر و مظاهر الإسلام، لا روحه و مبادئه و نهجه، و لو دخلها الإسلام عقيدتاً وحياة لإستحال أن يقتلع و يخرج منها! وبالامس القريب غزة جيوش ألخلافة(العثمانية) الاتراك و فتحت اقاليم أوربا و دخلت فيالق عساكرها و ارتال جيوشها أمم الغرب حتى قرعت مدافعها أبواب حصون(فينا) عاصمة الامبراطورية النمساوية زمن السلطان سليمان القانوني و إمتدت إلى حدود بولندا و بقت جحافلها و جنودها غازية و فاتحة للغرب عدة قرون. كما اتجهة شرقاً صوب الكرج(كرجستان) وارمينيا و وصلت الى تخوم روسيا. و بعدها تقهقرت عنها جيوشها راجعة و لكن بقت اوربا كما هي مسيحية العقيدة و الولاء كما كانت من قبل، فان صليل السيوف وصهيل الخيول او قرقعة المدافع و دوي المتفجرات و عنف الجيوش، تفقد العقل السليم ميزته و التفكير الرصين سجيته و تصم الآذان و يحول الدخان دون الرؤية الثاقبة. وقد حدث العكس حين ننظر دخول الإسلام بروحه و شفافيته و منطقه وأسلوبه ألذي تهفوا له القلوب. الم يدخل الإسلام إلى أمم و شعوب و بلدان من غير غزو و لا عساكر، بل من خلال الهدى القراني و الأسلوب النبوي في التعامل بلتي هي احسن والأسوة الحسنه للدعاة و المبلغين الرسالين الواعين، فهطل على الشعوب الصادية، فارتشفته فتجذر في نفوسها الإسلام وتفيء به الناس، فهشوا إليه و لمسوا سمو مباديئه و ملائمته للطباع و النفوس، لا يبغون عنه حولاً، فتنامى فيها الإسلام شامخاً رغم كل عوادي الزمن امثال (اندونيسيا و ماليزيا و ودول افريقية كثيرة) و إستقر بها و لم تزعزعه الزعازع و انتشر و غزا الآفاق بغزوه العقلي و حكمته و رسالته قبل غزو الجياد و السيوف. ولكن أمراء(الجماعات) وزعماء(الإرهاب)، حتى يتفادوا هذه الأحكام الصارمة، التي علموا بها حتماً إذ قرأوا تلك النصوص لا محالة، ولكن جحدوها و استيقنتها أنفسهم لذلك تراهم يحرفون الكلام عن مواضعه ويتحايلون عليها، شأنهم في ذلك، شأن أسلافهم من مرتزقة المعممين، الذين كانوا يحللون بفتاواهم للسلاطين و الأمراء، قتل المسلمين وإستباحتهم بدعوى الخروج عن الدين و إطفاء نار الفتنه و يضفون عليها الشرعيـة بختمها زوراً بأختام الدين. جاء في الذكر الحكيــم (أفرأيت من إتخذ إلهه هواه و أضله الله على علم و ختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون)الجاثية 23. علماً بأن لكل إمام، إجتهاد، سواء كان من الخلفاء أو من أئمة المذاهب. و في هذا المجال في إحتياجهم للغير و تعلمهم و أخذهم من الغير وإقتصارهم على آفاق محدودة من العلوم والمعارف مهما بلغت درجاتهم ومنازلهم. يؤكد د. حسين علي حمد في قاموس المذاهب والأديان ص 32 (ولذلك نجد أولئك الأئمة الاربعة لا يدعون أنهم وصلوا إلى الحق المبين و لا يحتمون على أتباعهم الأخذ بما قالوا إلا بعد تفكر و تشوف). يؤكد الإمام مالك -المتوفي سنه 90- بقوله الى اصحابه إذا إستنبط حكماً من الأحكام (أنظروا فيه فإنه دين و ما من أحد إلا و مأخوذ من كلامه و مردود عليه إلا صاحب هذه الروضة) و يقصد رسول الله(ص) و يجب التنبه والتمعن إلى كلمته الخطيرة هذه (ما أعرف شيئاً مما كان على عهد الرسول). هذه العبارة من الإمام مالك في غاية الخطورة و هي تعنى معاني خطيرة كثيرة ملخصها (الإنقلاب على الأعقاب) و يعتبر الإمام مالك، إمام النقل و إمام النصوص. وإن الجمود يتحول إلى الإكتفاء بالنقل عن الأوائل، ثم يتحول مع إغفال العقل إلى التعصب. قال إبن الجوزي أحد كبار علماء الحنابلة: في التقليد إبطال لمنفعة العقل لأنه إنما خلق للتدبر و التأمل و قبيح بمن أعطى شمعة يستضيئ بها أن يطفئها ويمشي في الظلام. و رفض الإمام محمد عبده مبداء (التقليد) ألذي دعى إليه السلفيون و مازالوا يدعون إليه و قد أكد إن الإسلام لا يمكنه أن يرسخ أقدامه عبر الزمان، أذا ما إستمر معتمداً على التقليد و أكد (و إنه بدون إستخدام العقل سوف يتعذر على المسلمين تحقيق أي تقدم أو تطور) لمزيد من التفاصيل راجع رشيد رضا - تاريخ الأستاذ الإمام. وكان الحل في علاج الفجوة بين حقائق الإسلام والقرآن، بإختراع دين موازى يحمل إسم الإسلام فقط ولكن يناقضه و متفقاً مع الأوضاع السائدة. والحق يقال، إن ذلك التزييف والتضليل والإختراع تبلور فى الفتنة الكبرى زمن عثمان و إن كانت بدايته قبل ذلك، حيث عزز الحزب الأموي في صراعه و إرهابه بالسيف من جهه، و مواقفته بأحاديث منسوبة للنبى تدعمه من جهه ثانيه تتناسب وطبيعته الإرهابية. يعترف د. هيكل بوضوح قائلاً عن تلك الإختلافات في كتاب حياة محمد (أضافت إلى الدين أشياء كثيرة لا يرضاها الله ورسوله و اعتبروها من صلب الدين و رمي من ينكرها بالزندقة). وكان السبق بذلك النهج الى أبوهريرة وسمرة بن جندب وامثالهم من مفتى البلاط الاموي المتحالفين مع الأمويين، ثم إتسع الزيف شيئاً فشيئاً فى الدولة الأموية عن طريق القصاصين أو رواة الأساطير فى المساجد، ولكن ظل جهدهم شفهياً، أتيح له فى الدولة العباسية الكهنوتية، أن يتم تدوينه. و من العصرالعباسى ورثنا ذلك الدين العباسى البشرى المزيف المناقض للإسلام و الذى تم شرحه و تفصيله فى العصر المملوكى في مصر وغيرها و من ثم أصبح هذا الإسلام المزور، السمة الغالبة للإسلام في جنبيه التشريعي (الفقهي) والعقائدي. يؤكد د. محمد حسين هيكل انه يجب النظر الدقيق في عملية تمحيص الأحاديث و تنقيتها تحتاج إلى باع طويل في علوم الحديث و إلى ملكة عقلية كبيرة قائلاً (المسلمين قد بلغ اختلافهم بعد وفاة النبي حداً دعى الدعاة فيهم إلى إختلاق آلالف المؤلفة من الأحاديث والروايات) حياة محمد ص 56 ومع الأسف الشديد، من عدم أخذنا بالهدي القرآني في الدعوة و التبليغ، و كذلك وسائل اعلامنا هي صورة واقعية عن طبيعة تلك التنظيمات و الإجماعات المتأسلمه الإرهابية، إذاً لم نقل هي صورة لعملة واحدة. فان أسلوب الفضائيات الناطقه بالعربية (و الغير عربية) النابعة أفكارها من إمتداد إستبداد الأمراء أو الأنظمة الشمولية و التي تتناحر فيما بينها كما لو كانت تخوض حرباً نفسية، تعمل على تمزيق وجدان المشاهد العربي، بدلاً من التعاون و التنسيق في أطار خطة إعلامية هادفة، تعيد لهذا المشاهد هويته الحقيقية و بناءه بصورة أفضل و تعوضه عن كل تلك الفترات المظلمة و ظهور(عدم توازن المعلومات) و التي كان سببها الأساسي هو عدم وجود صحافة حرة في منطقتنا و أن شعوبنا لم تكن مطلقاً على دراية بالحالة الفعلية والحقيقية المزرية التي عليها بلداننا. وفي هذا الأطار، يكون المطلوب هو القراءة الصحيحة للحدث والرؤية الواضحة للواقع و التقدير الصائب للأبعاد و المرامي للأهداف و هذا ليس سهلاً لكنه ايضاً ليس مستحيلاً رغم إختلاط الأوراق و تشابك الخيوط و تزايد المزاعم وكثرة الإدعاءات و إرتفاع أصوات الباطل هنا وهناك.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |