ادعاءات حقوق الانسان

فرات علي / الدنمارك

 forat@hotmail.com

 

بعد الحرب الاوربية الثانية, والتي سميت زورا بالحرب العالمية الثانية,تشكلت في الغرب جمعيات ومؤسسات ومنظمات لرعاية حقوق الانسان والدفاع عنها,ولكنها بمرور الوقت وتغير المصالح اصبحت هذه المؤسسات جزءا من  ادوات حكوات الاستكبار الغربي ومكملة لمصالح استراتيجية غربية للهيمنة على شعوب الارض,ومحاربة اية عقيدة او حركة تقف في هذا الطريق. ولهذا تقف هذه المنظمات والمؤسسات موقف المتفرج تارة وموقف المتغافل تارة اخرى ازاء خروقات حقوق الانسان اذا ما اقتضت ذلك مصالح دولهم, سواء كانت هذه الخروقات في بلدانهم او عند الطواغيت التابعين لهم في دول العالم الثالث والدول الاسلامية خاصة.

 ان الوحدة والتمازج بين حكومات الغرب وهذه المؤسسات التابعة لها, سواء الاعلامية او الاقتصادية او السياسية , وحتى ما تسمى بالمؤسسات الانسانية المستقلة,لهو  واضح تماما لكل من له بصيرة ...فقد اتفقت جميعها للعمل سوية وبادوار مكملة لتحقيق مآرب الاستعمارالغربي في السيطرة على الشعوب ,وسلب حرياتها السياسية والاقتصادية والفكرية والاجتماعية.

 وهناك ادلة جمة على هذا القول وكيف ان حكومات الغرب لعبت دورا تخريبيا مدمرا ولا زالت في شتى انحاء العالم . ولعل ما يخصنا منها هو الدعم اللامحدود الذي حصل عليه حزب ميشيل عفلق, ثم طاغية العراق البائد المجرم صدام التكريتي من ائمة الكفر في الغرب والمؤسسات العسكرية والاعلامية والسياسية التابعة لها , بالاضافة الى أدواتهم من حكام العرب وما يمتلكونه من وسائل دعاية ومال وجبروت على شعوبهم.

 اما المنظمات الانسانية فهي الاخرى لعبت ادوارا مختلفة مكملة للظلم بعدم الجدية والفاعلية مرة  , والتجاهل والتسترعلى جرائم عصابة صدام مرة اخرى, لان صداما هو ( جوهرة ) الغرب, ولا يجدون مثيلا له ولو فتشوا لالف سنة....فصدام صار لقطة لبريطانيا وامريكا وكل معسكر الشرالذي يدور في فلكهم  ,حيث استخدم  لمحاربة الاسلام والصحوة الاسلامية ولتدمير العراق واهله .ولقد لعب هذا الجرم المسخ لعبته باتقان , ونفذ جرائمه ومخططات بني صهيون بحذافيرها  الى ان سلم مفاتيح بغداد للغزاة لكي ينجو بحياته, ولم يقاوم هذا المجرم الخائن ولو بطلقة واحدة ..لا هو ولا أي مجرم مسخ خا ئن اخر من عصابته .

 سكت الغرب عن صدام وجرائمه البشعة التي لايمكن وصفها ولا حتى ادراكها, وسكت بقية  العالم ايضا تبعا للغرب وسكت الاعراب بالتبعية ايضا , ويا ليتهم سكتوا فحسب, بل شاركوه في كل جريمة بكل انواع الدعم , وهم الذين يدعون نشر الحريات للعالم, وانهم حماة لحقوق الانسان , بلا والله انهم حماة لحقوق المجرمين امثال صدام والكيمياوي وبرزان والجزراوي, وامثال اتباع الزرقاوي ( هذا ان كان وجود فعلي للزرقاوي).اما ابناء العراق من المدنيين من الاطفال والنساء, والسياسيين ورجال الدين والجيش والشرطة, فهم ليسوا اصدقاءا, لذا فقتلهم بالجملة في الشوارع والاسواق الشعبية والمساحد هو مما يفرح المحتلين, لانه يديم سبب بقائهم في العراق ,ويشيع  الخوف والارهاب والحرب النفسية ويحطم القدرات والقابليات العراقية الكامنة التي يحتملون نهوضها لانقاذ البلد في هذا الظرف العصيب من تاريخ العراق.

 نعم انهم يدافعون عن حقوق المجرمين امثالهم , من البهائم البشرية والشياطين الانسية حيث ان هناك سنخية بين الطرفين, حيث لا ضمير ولا ذمة ولا رحمة ولا دين يمنعهم من هذه الاعمال الاجرامية لقتل وارهاب شعب العراق ...

اليس من الاولى بالسفارة الامريكية في بغداد ان تصمت حيال الاخبار الاعلامية ومزاعم تعذيب السجناء في معتقل الجادرية , لان المحتل في الحقيقة هو  سبب الارهاب وادامته.ودليل هذا القول: عندما اعطي الارهابيون في الفلوجة ( مهلة ) للخروج من الفلوجة , ولكي يتوجهوا الى بغداد للتخريب والقتل والارهاب..ثم تكرر ذلك في المدائن حيث خرج الارهابيون منها بعد اكرامهم بممر آمن هدية لهم من القوات المحتلة ومروحياتهم  ...ثم تكرر ذات المشهد في تلعفر من خلال مكبرات الصوت للجنود الامريكان مناشدين قطعانهم من القتلة الفجرة اخلاء المدينة تحت جنح الليل!!!!!! فهل من مدكر؟؟؟ وهل يعني هذا الا الدعم للارهابيين وتخليصهم من قبضة العراقيين المخلصين.؟!..لماذا هذا التدخل السافر في شؤون عراقية خاصة ؟؟ اين كان ( جاك سترو ) عندما ولى جنوده من اللطيفية الى البصرة بعد اسبوع واحد فقط من( المناورات ) ليتركوا الارهابيين القتلة يسرحون ويمرحون ويقتلون من شاؤوا من رجال العراق المخلصين في هذه البؤرة الارهابية المفتعلة المتكونة من مربع صغير ( صعب ) على اعتى قوة عسكرية في الارض في عصرنا الراهن!!!...ما هذا اللعب بمصير الشعوب وقتل الابرياء؟؟ اليس منكم رجل رشيد يمنع هذا الطغيان والبغي ومكر السوء؟؟؟!!!

 ثم نسمع ( صيحة ) اخرى من منظمة الامم المتحدة والتي جعلتها دول الاستكبار مظلة قانونية لشرعنة مصالحهم ولوبابادة الشعوب...صيحة لاجراء تحقيق دولي حول مزاعم الجادرية!!!!! عجيب غريب امر هؤلاء  ,, بالامس القريب وفي وزارة النقيب استشهد عدد من مجاهدي بدر تحت التعذيب في بغداد واخرون من التيار الصدري في الحلة ولم نسمع نعيقا لاحد!!! لماذا ؟؟ لان هؤلاء الشهداء هم من خيرة المخلصين من ابناء العراق والملتزمين بدينهم الحنيف والمدافعين عن الشعب الجريح..فهؤلاء يجوز تعذيبهم لحد الموت و يجوز قتلهم!!!! هذا ما سطر في كتب الاشرار وقواميس حقوق الانسان عندهم...لقد انقلبت عند هؤلاء الاوغاد الموازين و المباديء الفطرية الانسانية بحيث اصبح القاتل الارهابي الذي يعيث في الارض فسادا وترويعا , انسانا ضحية يجب الدفاع عن حقه !!!! اما الذي يامره دينه بالاستقامة والاخلاص والدفاع عن الحق فليست لديه حقوق الانسان فيجب ان يحاسب ويعذب حتى الموت!!!!

 تبا لكم يا وحوش العصر الاغبياء ولدفاعكم عن ادواتكم من المجرمين القتلة واولهم صدامكم النتن وبرزانكم الوضيع يا مجرمين....و ما تتبجحون به من الدفاع عن حقوق الانسان هو كذب وافتراء بين لكل من له لب و ضمير انساني , لانكم انتم الذين يجب محاكمتكم لخروقات حقوق الانسان والشعوب المستضعفة , حيث تسحقون الشعوب وبلا رادع من ضمير او مبدأ او فطرة بشرية سليمة ...لقد اصبحتم بهائم وحشية كاسرة من كثرة ولوجكم بالباطل والظلم والبغي  وترفعون شعار الدفاع عن حقوق الانسان ظلما وزورا يا قتلة الشعوب والامم !, وما منظماتكم التي تدعي الانسانية الا ادوات مكملة لجرائمكم الشاملة !, وما انتم الا تكذبون.... اما اهل العراق المقهورون فيبتهلون الى الله تعالى ان يعجل في تحقيق آياته الكبرى , كما تحققت آية سقوط عصابة صدام من قبل ... ننتظر هلاك وخزي وهزيمة اعداء الحق والعدالة كما فعل باشياعهم من قبل حيث يقول جل من قائل في سورة الحشر المباركة , الاية الكريمة 2 ( هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لاول الحشر, ما ظننتم ان يخرجوا , وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا , وقذف في قلوبهم الرعب , يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الالباب ) صدق الله العلي العظيم.

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com