لماذا ياحكومتنا المنتخبة التساهل في مسألة الديون الكريهة؟

المهندس صارم الفيلي

ماجستير هندسة توليد طاقة
 sarimrs@hotmail.com

sarimrs@tele2.com

  تم الأتفاق على عقد مؤتمر الوفاق في نهاية شهر شباط من العام القادم، أي بعد أجراء الأنتخابات بأكثر من عشرة اسابيع.

 عندها تبحث الدول العربية مسألة الديون العراقية وأمكانية أسقاطها أو تخفيضها.

 ترى ماهو الثمن الواجب على شيعة العراق دفعه لتحقيق ذلك ؟.

 الجواب واضح وهو القبول بطائف عراقي يتجاوز الأستحقاق الأنتخابي المقبل، أذا لم تفرز ماتشتهيه الكثير من النظم العربية الطائفية.

 السؤال لماذا تقبل حكومة الدكتور الجعفري هذا الأبتزاز العربي في الوقت التي اسقطت كل الديون غير العربية على العراق ؟ السعودية تدعي بحوالي 30 مليار دولار كديون على العراق تسديده، بالأضافة لتعويضات غزو الكويت التي تقدر بأكثر من مئة مليار دولار.

هذا عدا ديون مصرية وأردنية وغيرها إإ علما أن معظم أن لم نقل كل هذه الديون غير شرعية، تدخل في باب الديون الكريهة، وهي حسب القانون الدولي، الأستحقاقات المالية التي تتراكم على نظام غير شرعي في بلد دون رضا وموافقة شعبه، لأسباب ليس منها الأنفاق على المواطنين.

 وبالتالي أي حكومة ديمقراطية تقوم بعد أنتخابات شعبية غير مسؤولة عن هذه الديون.

 ان أميركا كانت السباقة في الترويج لهذا المبدأ، ففي سنة 1898 رفضت تسديد كوبا لديون اسبانيا، وعزت الأسباب الى ان تلك الديون قد فرضت على شعب كوبا دون أستشارته، ولأنها لم تستعمل لفائدة شعب كوبا.

 وفي عام1921 رفض الأتحاد السوفيتي دفع ديون روسيا القيصرية وقال" ان الشعب غير ملزم بتسديد ديون كانت بمثابة أغلال قيد بها قرونا " والأمثلة كثيرة جدا.

 لماذا لم تحتج الحكومة العراقية المنتخبة بهذا المبدا؟ لماذا لم يذكر الدكتور الجعفري قول بريمر " بلد العراق فقير، ومطالب بدفع تعويضات الى بلدان أخرى يتجاوز متوسط دخلها الفردي السنوي عشر أضعاف دخل المواطن العراقي، رغم ان الديون كانت بسبب حرب كان العراقيون، وهم الآن في الحكومة ضدها " انتهى كلام بريمر.

 نعم لقدأنفق انفق صدام هذه الأموال على مؤسسته العسكرية في حرب أيران بمباركة السعودية وغيرها مثل الأردن المستفيد الأكبر من تلك الحرب التي خربت العراق، وبنت الأردن.

 وكذلك في تعزيز تلك المؤسسة بعد الحرب.

 ولنتذكر مثال واحد وهو كم كانت كلفة "المدفع العملاق مثلا ؟" - ماالذي جعل السعودية مثلا أن تقدم قروضا لصدام من أجل تعزيز أمكانيته، على حساب أرواح العراقيين في تلك الحرب العبثية التي خاضتها الزمرة العفلقية المجرمة نيابة عن السعودية والكثير من الدول الأجنبية؟ - هل كان حينها صدام يعتبر نفسه مديونا، أجيبوني يامنصفين.

 أم كان فارسا وحارسا " للبوابة الشرقية "؟ -لماذا لم تقل حكومة الدكتور الجعفري في القاهرة، انها كانت قروضا سياسية وشخصية، وفي معظمها عسكرية، دفع العراقي المسكين ثمنها حروبا وأنفالات ومقابر جماعية ؟.

 = انها ليست ديونا ملزمة، بل العكس صحيح كانت لأبقاء الدكتاتورية وتشغيل مصانع الأسلحة الغربية.

 -علينا ان لانطالب فقط بأسقاطها عربيا، بعد أن أسقطت دوليا.

 بل أيضا يجب ان نطالب بتعويض الشعب العراقي عن المأسي التي أجلبتها تلك الديون.

 تلك هي المسألة ياحكومتنا المنتخبة.  وأكتفي الآن بهذا.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com