|
في عراق اليوم، تنتهك حقوق الإنسان حمزة الشمخي
في التاسع من نيسان عام 2003، هكذا قلنا جميعا، لقد إنتهى زمن القهر والحروب والإرهاب، ولكن يبدو أن هناك من يريد أن يعود بنا الى زمن حكم دكتاتورية الموت مرة ثانية، هذه الدكتاتورية الظالمة التي مارست أبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي بحق أبناء الشعب العراقي، وتجاوزت بإجرامها الأسود هذا، حتى الى الجيران ومنهم الشعب الكويتي الشقيق ولا يمكن الحديث اليوم عن العراق الجديد، عراق ما بعد الدكتاتورية، ولا زالت حقوق الإنسان وحرياته مغيبة ومهدورة ويتعرض للإعتقال الكيفي والتعذيب الهمجي، من قبل بعض الأجهزة الأمنية الحكومية والمليشيات الحزبية التي تعتبر أصلا إنها من المجاميع الخارجة عن القانون والنظام في العراق الجديد . أن معتقل الجادرية السري أو غيره من المعتقلات والسجون السرية، مرفوضة ومدانة في عراق اليوم، أما السجون العلنية منها، فيجب أن تكون مكانا للإصلاح والتأهيل، بدلا من أن تكون سراديبا تمارس فيها كل أشكال الأضطهاد والعسف بحق الإنسان مهما كانت تهمته أو جريمته ويجب أن تسود دولة العدالة والقانون، تحت إشراف قضاء عراقي عادل يحكم بين العراقيين وفق القوانين المنصوص عليها في الدستور، وليس وفق شريعة الغاب، كما حصل ويحصل الآن في الأقبية السرية ومنها سجن الجادرية السري الذي تعرض فيه بعض المعتقلين والسجناء للأهانة والتعذيب من قبل سجانيه السريين أيضا من المسؤول عن هذه الممارسات القمعية التي تذكرنا بالممارسات الصدامية البشعة ؟، ومن سيحاسب هؤلاء السجانين ومرؤسيهم على أفعالهم الإجرامية هذه ؟، وهل ستشهد الأيام القريبة القادمة فضح هؤلاء ومحاسبتهم من قبل الحكومة العراقية الحالية وبشكل علني لكي يكونوا عبرة للآخرين ؟ لأن من المفروض في عراق ما بعد صدام، لا مكان لمثل هؤلاء الذين لا يعرفون غير المطاردة والإعتقال والتعذيب والقتل طريقا لهم في الحياة، من أجل الوصول الى أهدافهم المعادية للإنسان والحرية والعدالة والمساواة فإذا لم تبادر الحكومة العراقية وبالسرعة الممكنة، بكشف كل الأقبية والسجون السرية، وفضح كل من يقف وراءها من المسؤولين العراقيين، فأن شعب العراق سيعاقب هؤلاء على أفعالهم الإستبدادية المتوحشة، كما فعل مع دكتاتورية صدام وأعوانه المجرمين .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |