التنمية البشرية أساس الناخب للتمييز بين الأئتلافات

المهندس صارم الفيلي

ماجستير هندسة توليد طاقة
 sarimrs@hotmail.com

sarimrs@tele2.com

 تجري الأنتخابات البرلمانية في العراق، كما هو معروف للجميع بعد ثلاثة أسابيع، في ظروف لا تختلف فقط عن الأنتخابات السابقة، وانما عن الأستفتاء على الدستور أيضا، مما يجعل أمام الناخب أختيارات متعددة، وهذا يفرض على المرشحين أختيار لغة تخاطب مع الناخبين مغايره تماما للغة " بتشديد اللام الثانية" التي ألفوها في الأنتخابات السابقة .

 أصبح الواقع الداخلي والخارجي الذي أتصل به الناخب العراقي اتصالا مباشرا يجعل تلقيه للخطاب السياسي للمرشحين خاضعا لتأثيرات لم توجد من قبل، ناتجة من أستخلاص العبر والدروس من تجربة العلاقة السابقة بين المواطن وبين من أختاره للبرلمان وما أنبثقت عنه من وزارة .

 هذه العلاقة تتصل بحياة المواطن اليومية، وهموم المواطن اليومية.

 أصبح العراقي يطابق القول والوعود التي قطعت مع الفعل والتنفيذ على واقع الأرض .

 اصبح يتطلع الى الأئتلاف الذي يضم الحزب والتنظيم الذي يريد بناء الأنسان والوطن، لا الى الحزب الذي يريد بناء قاعدته الشعبية على حساب المواطن والدولة، بتسخيره لأمكانيتها لخدمة أضيق الدوائر .

 وبالتالي لم يعد الخطاب السياسي للمرشحين مقنعا أذا لم يتضمن منهاجا كاملا وشاملا وتفصيليا يتصدى مباشرة للمشالكل التي يعاني منها العراقي، فيما يتصل بظروف معيشته وأمنه وأستغلال أمثل لثرواته .

 يبحث عن قائمة متجانسة تضمن وسائل أستمرار برامجها دون أن تتعثر، أو ربما تنهار في خضم المصالح المتعارضة لأحزابها المؤتلفة، ليضيع صوت الناخب وتهدر فرصته التي لن تتكرر الا بعد أربعة أعوام .

 من الأمور التي يمكن تميزها بين القوائم الأنتخابية، هي درجة تضمنها وتعاملها مع قضية التنمية البشرية، بأعتبارها التحدي الأكبر في أطار التقدم والرفاه المجتمعي، وهذه تتضمن نقاط كثيرة أود هنا أن أشير الى جزءا منها : -العمل على دعم التعليم بكافة مراحله، والتمييز بين مستوياته فيما يتعلق بالبحث العلمي بكل مجالاته .

 - السعي الى ضمان تكاقؤ الفرص في العمل والوظيفة بعيدا عن المحسوبية والمنسوبية والنظرة الحزبية الضيقة التي تلون وزارة ما أو قطاعا خدميا أو مؤسسة حكومية بطابعها وعلى جميع المستويات الهيكلية .

 ولاننسى في هذا السياق توفير الفرص للعاطلين عن العمل بمن فيهم حملة الشهادات والعمال والعسكريين .

 -ويشمل هذا أيضا السعي الى تحسين الخدمات في أقصى حدودها الممكنة من أمن وصحة وتعليم ومواصلات واتصالات .

 -كما يشمل زيادة دخل كل المواطنين، بتأمين الضمان الأجتماعي، بالسعي الى توزيع عادل لثروات العراق على العراقيين وفق برنامج " حصتي من ثروتي ".

 - ولا ننسى في هذا الأطار حماية الكفاءات العلمية وتوفير المستلزمات العلمية المناسبة لأستثمارها، والسعي لعودة الكوادر التقنية والعلمية من أجل الأسراع في العملية التنموية القائمة على أسس متطورة، في طريق سعينا لنهضة حضارية شاملة .

 - المواطن يبحث كذلك على الأئتلاف الذي يسعى الى قيام دولة العدل، ويتضمن برنامجه فيما يتضمن بهذا الخصوص، أعادة حقوق المضطهدين السياسيين والمهجرين والمهاجرين، بالعمل على المطالبة القانونية لأعادتها، والسعي لتعويضهم ماديا ومعنويا، وخصوصا السجناء السياسيين وابناء الأنتفاضة الشعبانية والكورد الفيلية .

 علينا ان نختار الأئتلاف الذي يضع في قمة أولوياته مقاييس للبرلماني الناجح،والوزير الناجح الذي يتوفر على معايير راقية وفي مقدمتها المعرفة وهي ضرورة مهمة لصناعة القرار، وتشمل ليس فقط المعرفة المهنية، رغم أهميتها القصوى، بل تتجاوزها الى المعرفة السياسية الواسعة والشاملة، كي يستوعب من يمتلك هذه الملكات جميعها، كل أبعاد التغييرات داخل الوطن وفي العالم، كي يتخذ القرارات السليمة على ضوئها الكاشف، فكل شئ في عالمنا يجري بسرعة، السياسة الخارجية، مفهوم الأمن القومي، الصحة والصناعة، الأسكان وغيرها .

 على الناخب المحترم أن يختار الأئتلاف الذي يضم بين أعضائة بالأضافة لبرنامجه، أكبر عدد من أصحاب الكلمة الصادقة والمؤمنة والشجاعة التي تستمد قوتها بأنتسابها الى السماء، لأن التاريخ يشهد لها بالأدوار العظيمة التي لعبتها تلك الكلمة الحرة منقذة شعوبا من الضياع .

 لأنها كانت سلاحا للمحرومين وقوة للمستضعفين ونارا أحرقت الطغاة والمستكبرين .

 يعبر عنها القرآن الكريم " ألم تر كيف ضرب اللة مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أوكلهاكل حين بأذن ربها.."

اجد هنا بالمقابل أن أحذر من القوائم التي تحتوي على عكس ماذكرته أعلاه، أي تجنب أخي العراقي وتجنبي أختي العراقية القوائم التي تحوي أصحاب الكلمة الخبيثة لأنها كالشجرة الخبيثة لاتثمر الا نكدا، تلك الكلمة التي هي مصداق ودليل لضعف الشخصية، وهي قيد على الحرية، وطريق للمذلة والخنوع، ومن اهم اسباب القلق النفسي .  فأذا عانت منه أمة، سيصابها التخبط .  لأنها كلمة مثبطة للعزيمة، مفسدة للمجتمع، لاتعبر الا عن ضمائرة ميتة، وقلوب مجذبة .  في صدور أصحابها أغلفة تحجب نور الأبصار، لتوقع المجتمع ضحية لعدوانها وفسادها .  واكتفي بهذا الآن.

 العودة الى الصفحة الرئيسية

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com