|
قراءة في الإرهاب والمقاومة شوقي العيسى
عند الدخول الى هذين المصطلحين فبدايةً يجب أن ندرك أن كلا المصطلحين يعني العنف ، والعنف سواء كان من ناحية العمل المسلح أو من ناحية الإضطهاد وعندما ندخل في سياق مفهوم الإضطهاد فهناك عدة أنواع لهذا العنف منها أضطهاد جسدي كالتعذيب أو الإضطهاد الفكري كمصادرة حرية الآخرين بالدكتاتورية أو الاَضطهاد السياسي أو الأقتصادي .........................الخ. أما بالنسبة الى مفهوم الإرهاب والذي عرف حديثاً في عالمنا الحاضر كمصطلح والذي يمثل العنف بكافة أنواعه ولو أردنا أن ندخل مفهوم المقاومة فسوف يكون أحد ركائز الإرهاب بالفعل والتقدير . وللإرهاب أوجه كثيرة منها القتل والدمار والسرقة ومحاربة الآخرين وإقصاء الرأي الآخر وفرض مفاهيم على المجتمعات يجب العمل بها سواء كانت لائقه أو غير لائقه وهو بالتالي مفهوم يجعل الآخرين يهابون ويخشون هذه الفئه أو تلك الجماعة بأعتمادهم أساليب قمعية إجرامية وحشية بحته في تفننهم بأبتداع المادة الإجرامية وحتى يكون هناك تصور لدى العامة للخشية من الوقوع تحت تأثيرات الذين يعاديهم الإرهابيون تسعى الجهات الإرهابية المجرمة بتشكيل لجان أو هيئات خاصة بالتفنن والأبتداع لكل ماهو مخيف ومريب على الساحة لتحقيق مآربهم الإجرامية ومخططاتهم الساذجة . أما المقاومة فهو كل شيء يضد الآخر سواء بالفكر أو بالتجربة أو بالمنطلق والمقاومة إما تكون مسلحة أو تكون فكرية والذي ينحى منحى المقاومة المسلحة فهناك لابد من شيء شرعي وتحقيق أصولي لهذه المقاومة . أما المقاومة الفكرية فهذه من أبدع المفاهيم التي يجب أن تتجلى في عالمنا الحاضر فعندما تحارب الآخر فكرياً سوف تتغلب عليه لأن المعركة إذا كانت من هذا النوع فهناك طرفان الأول يكون مسلح والثاني يكون مفكر وبطبيعة الحال للمسلح يكون على درجة عالية من التوتر وأنعدام الرؤيا الفكرية أمامة فلا يرى سوى البندقية والرصاص ، أما المقاوم الآخر فيكون قد عد العدة لهذا المسلح بوضع خطط وبرامج للتغلب عليه وهو في ذروة التفاعل الفكري فالنتيجة الأنتصار للفكر المقاوم. ولو ترجمنا هذه النظرية على الواقع العراقي لرأينا أن هناك عدة أطراف تشملها هذه النظرية ، هناك من يدعي المقاومة بالعراق ضد المحتل وهذا طرف في المعادلة ، وهناك قوات متعددة الجنسيات التي تدخل في مرحلة المحتل ، وهناك حكومة عراقية منتخبة أنتخبها الشعب العراقي في 30 كانون الثاني /2005 وهناك الشعب العراقي وهو الطرف الأثقل بهذه المعادلة، وعودة أخرى الى رؤية الشارع العراقي ومجريات الأحداث . قتل ودمار وأختطاف وقهر وتفخيخ سيارات وتفجير مساجد للمسلمين وكنائس للمسيحيـين وحسينيات للمسلمين الشيعة ومراقد مقدسة وأستهداف قادة ومدنيـين وأنتهاك حرمة الأعراض والتعدي على ممتلكات الشعب العراقي فهل هذا كله يدخل ضمن دائرة مسمى المقاومة؟؟؟؟؟؟ طبعاً وقطعاً وجزماً كلا والف كلا فبطبيعة الحال هذا معنى ومفهوم الإرهاب . ولو أدخلنا القوات المتعددة الجنسيات في طرف المعادلة فهل قتل جندي من هذه القوات هو مقاومة ؟؟؟ طبعاً هناك أختلافات في الرأي فمنهم من يقول نعم مقاومة ومنهم من يقول لا أرهاب فلو عدنا أدراجنا الى حكم نظام صدام وشاهدنا القهر والقتل والتعذيب والإضطهاد والمقابر الجماعية التي حصلت في جنوب وشمال العراق من عربه وأكراده من آشورييه وكلدانه ودخول قوات متعددة الجنسيات للعراق وتخليص العراق من طاغية العراق لقلنا إذن هذا إرهاب من يقتل جندي من جنود متعددة الجنسيات . ولو أدرجنا الحكومة العراقية في هذه المعادلة لرأينا أنها الوحيدة التي لديها شرعية المقاومة بما تمتلكه من صوت الشعب العراقي فهي بيدها أن تجيز لهذه القوات البقاء أو الرحيل وحسب منطلق المصلحة للشعب العراقي . وأن الذي هدر وقتل جندي من متعددة الجنسيات أو القوات العراقية من الشرطة والحرس الوطني أو من وزارة الدفاع فهذا هو منطق الإرهاب وهذا هو من نطق بعقليته الفردية وهؤلاء هم من مستفيدي نظام صدام وإلا لماذا أنخرطت فئة قليلة معينة للمجموعات الإرهابية والتكفيرية إن كانوا لم يوالو نظام صدام والبعثية وهذا بحد ذاته هو إرهاب على عقلية الشعب العراقي وتفكيره فكيف يمكن لفئة قليلة أن تفرض رأيها على عموم المجتمع وهي لا تمتلك حرية الكلمة من الشعب العراقي فهناك طرق متعددة للتكلم بأسم الشعب العراقي إما الدخول في العملية السياسية وتصبح حركة أو حزب معين ولك جمهورك تعلن صوته من خلال صناديق الأقتراع التي تحصل عليها لتمثلك في الدولة وإلا فكله هباء منثورا.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |