|
ثقافة الأنشاء لا تبني الأوطان بل تصنع الأصنام من سخرية القدر ابتلاء البعض بمرض مزمن أعراضه الأستسلام لما يمكن أن نطلق عليه ثقافة الأنشاء. هذه الثقافة أستصحبت وللأسف الشديد من ماضينا القريب والبعيد. لدرجة لم يستطع حتى بعض المتعلمين وحملة الشهادات الجامعية أن يخرجوا من أسرها. رغم ان البعض من هذا البعض قد أتيحت أمامه فرصة الأطلاع على الثقافات والحضارات المختلفة في سنين طوال عاشها في دول المهاجر البعيدة. أن بعضنا يقيس نجاح سياسي في مؤتمر , ببلاغة خطبته , لا يرى أبعد من ذلك ,تاريخ هذا الشخص وهو في المقدمة. هل سمع لهذا الأنشائي جهره قولا مؤيدا بالعمل فيما يتعلق بالبعث الصدامي ,كي نزمر ونطبل له ولنجاحه الباهرإإ , لكلمة القاها علنا ربما كدعاية أنتخابية, لا يرى بعض أصاحبنا كم هي حجم التنازلات التي قدمت منه ثمنا لكلمته , التي لا تتعدى فقاعة تتلاشى حين أطلاقها. تاركة للمزمرين والمطبلين أدامة زخمها جعجعة كلامية ودعاية أنتخابية بدائية لاتليق أن تستمع من قبل شعبنا العراقي الصابر في معاناته اليومية. نقول لهؤلاء ابتعدوا رجاءا عن ثقافة صناعة الأصنام السياسية , يقول قائلهم يمدحه "كان الرجل مسترسلا فى حديثه استرسال المقتدر لم يستعن بورقه مكتوبه ومعده سلفا لم يتلكىء ولو بكلمه مع العلم خطابه كان ارتجاليا " ويقول آخر انتخب الأئتلاف المعروف لأن الأنشائي فيه. مختزلا كل الباقين به. أذا قال صدام قال العراق , هل تتذكروها ؟ باللة عليكم هل تبنى الأوطان بالكلام الأنشائي غير المدعوم بالفعل الصادق الجاد والأرادة الصلبة القوية , التي لا تجامل على حساب المظلومين , ولا تتنازل عن حقوق الضحايا. هل تبنى الأوطان بخطاب أنشائي يلقى من الذي كان معارضا لأرادة التغيير , متفقا مع الشوفينيين ضد الأغلبية المستضعفة , واقفا بعيدا على التل , ينتظر الفرصة المناسبة , ماسكا العصا من المنتصف ,مراقبا للأحداث. لتجده في مقدمة من جنى ثمار أسقاط الطاغية , متسلقا على شعبية بقية الأحزاب. محتكرا لأسم حزب عريق تشظى بسببه وبسبب انانية امثاله , ليستلوي على جهود المجاهدين ويجير دماء الشهداء الى أوراق تفاوضية في القاهرة تضمن له البقاء في المنصب , حسب تقديره , ليقدم المزيد المزيد من التنازلات على حساب الأغلبية المستضعفة. من مصدايق فقاعية خطاب هذا الشخص انه أيد في القاهرة المقاومة ضد الأحتلال , في نفس الوقت سوف يستدعى من قبل البرلمان لتصرف " يعتبرونه أنفرادي منه " بطلبه من القوات الأمريكية تمديد أمد بقائها. أن هذا مصداق لأزدواجية صاحب ثقافة الأنشاء. كيف للشعب ان يطمأن لصاحب هذه الأزدواجية ولا أقول.... هذا الشعب الواعي الذي علم الكثير بعد سقوط الصنم , بأنفتاحه على كل ماهو متنوع من الفكر مرورا بأساليب الأداء وانتهاءا بالأذواق المتباينة. وقد كانت له فرصة ليميز بين الشعار والواقع. بين من يستخدم كل ما في جعبته من ما أكتسبه في سنين عمره الطوال ليستحضرها كمصطلحات أنيقة , واستعارات بلاغية , تكون صالحة في مؤتمر تنافسي يعقد لمتبارين في ثقافة الأنشاء عندما ينصلح حال البلاد. ويستتب الأمن الداخلي , وتعود السكينه الى النفوس القلقة , ويستفاد العراقي لأول مرة وبالشكل الأمثل من ثرواته الطبيعية والبشرية , دون أسراف وتفريط بها , حين تضغط الحكومة الى أبعد الحدود من أنفاقها بخفص مصاريف التنقل , أو الهبات لهذه الدولة أوتلك , وعند أنتهاء الفساد بكل أنواعه , المالي, الأداري , الأعلامي , المنسوبية ,المحسوبية والحزبية الضيقة والمنغلقة. أو تتقلص كل تلك السلبيات الى اقصى الحدود. نقول لهؤلاء ابتعدوا رجاءا عن ثقافة صناعة الأصنام السياسية , بانشاءات لاتفرق بين المثل الهلامي , الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك , دون ان يحدد طبيعة مفردات هذا الوقت. ووحدات قياسة , هل هي فصول السنة أو دورات اليوم ؟ بعيدا عن القيمة المختزنة فيه حيث تقاس الأجور بساعات عمل العامل ورئيس الوزراء الأسبوعية في الدول المتقدمة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |