|
ماذا سنسلم نحن لاجيالنا القادمة؟ شبعاد جبار / كاتبة وناشطة بيئية البيئة هذا المصطلح الذي يتردد كثيرا في الاوساط العلمية اصبح شائع الاستعمال بين عموم الناس في الوقت الحاضر وان كانت البيئة في السابق عبارة عن بحوث ودراسات اصبحت الان سياسات واستراتيجيات تعقد من اجلها القمم ويتداولها الرؤساء ولاعجب فالبيئة هي المحيط الذي يعيش فيه الانسان ويؤثر ويتأثر ايضا به وهو الاطار الذي يمارس فيه انشطته المختلفة. ان موجة التمدن السريع والنمو الاقتصادي وهجرة الفلاحين الى المدن والاثار التخريبية للحروب وغياب الرقابة والتخطيط على صعيد ادارة النفايات وتصريف المياه وتلوث الهواء وتآكل التربة والتوسع العمراني والتصحر كل هذه الفعاليات وغيرها كثير ادى الى تدهور سريع في الوضع البيئي وظهور مشاكل بيئية لاحصر لها على نطاق محلي وعالمي..ولعلاج هذه المشاكل ظهرت القوانين والتشريعات البيئية التي تنظم العلاقة بين الانسان وبيئته التي يعيش فيها وكذلك ظهرت الحاجة الى مؤسسات بيئية لكي تقوم بدورها وتعمل باتجاه المحافظة على البيئة ولكن الاعتماد فقط على دورهذه المؤسسات والحكومة في معالجة وحل هذه المشاكل يؤدي الى تكاليف باهضة واموال مهدورة اذا لم يرافقها اثارة الوعي البيئي لدى افراد المجتمع لان الانسان يبقى دائما العامل المؤثر والفعال في البيئة وكما هو مؤثرا فيها يكون ايضا متأثرا منها ان اصابها الخلل والانحطاط او التدهور. والوعي البيئي يختلف عن المعرفة البيئية فهو ليس المام الانسان ومعرفته بما يحيط حوله من هواء وماء وتربة وليس ادراكه لما يحصل من مشاكل بيئية ناتجة عن الاخلال بالتوازن الطبيعي بل يجب ان يرافق كل هذا وذاك شعور الانسان بمسؤوليته في المشاركةبحماية البيئة وتحسينها والاكثر من ذلك تجنب الاخلال بها والعمل على اماطة الاذى عنها فهو اذن سلوك ينظم فينا قيمنا واخلاقنا وتصرفاتنا اليومية ويحفزنا لاكتساب الخبرة والمهارة عن طريق التعليم البيئي والعودة الى تعاليم ديننا الحنيف حيث يحث على تحمل الانسان لمسؤليته في البئية والارض حينما قال تعالى:بسم الله الرحمن الرحيم\"وهو انشأكم في الارض واستعمركم فيها\".ويمنعنا من الاسراف وتخريب الموارد الطبيعية بقوله تعالى\"ولاتفسدوا في الارض بعد اصلاحها\". ولهذا يقال ان البيئة امانة في عنق جيل يسلمها الى الجيل الذي يليه ومن الاجدر ان نصون هذه الامانه ونحميها..ترى ماذا سنسلم نحن الى اجيالنا القادمة ان بقينا على هذا الصمت وعدم الاكتراث لما يحل بالامانة التي بين ايدينا!!
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |