جريدة الرأي المقدسة

 

علي الشلاه

erde4uns@hotmail.com

استكتبت جريدة الرأي الصادرة في الأردن يوم (21/11/2005) أحدهم للرد على مداخلتي في الدفاع عن الأردن الشقيق ضد الأرهاب ومرتزقته في برنامج جسور عبر قناة الفيحاء العراقية المخصص لأبعاد الجريمة الارهابية التي أستشهد فيها  عشرات المواطنين الأبرياء في ثلاثة من فنادق عمان، وجاء الرد مدلساً كاذباً ومتجنياً جملة وتفصيلاً، واحتراماً للأردن البلد العربي العزيز ، وايضاحاً للحقيقة ولأن جريدة الرأي خافت من وصول الحقائق الى المسؤولين الأردنيين فلم تنشر ردي على صفحاتها وهو حق مكفول في الصحف المحترمة، لذا اجدني مضطراً للرد على جريدة الرأي في أماكن اخرى لتكون الأمور في نصابها وليس بيد نصابيها.                                  

يقوم برنامج جسور الذي يعده ويقدمه الزميل الدكتور هاشم العقابي باستضافة شخصيتين مختلفتين في الرأي حول موضوع معين ليجري سماع وجهتي النظر بطريقة حوارية محترمة بعيدة عن التهريج والشتائم كما يحصل في قنوات عربية اخرى معروفة، وقد كان ضيفا الحلقة المشار اليها هما الزميل صالح القلاب والسياسي العراقي مثال الآلوسي رئيس حزب الأمة، وبعد بداية الحوار بين الشخصيتين بدقائق انسحب الزميل القلاب، ولم يرد الزملاء في قناة الفيحاء ان تسود وجهة نظر واحدة فاتصلوا بي لمعرفتي الدقيقة بالمشهد الاعلامي الأردني ولأنني اول كاتب عربي  كتب ضد الجريمتين الارهابيتين في العقبة وعمان (وهو مالم ترد جريدة الرأي نشره في حينها فنشرته في صحف عربية عدة بينها السياسة الكويتية وعدد من الصحف العراقية أيضاً )، فوافقت سريعاً على الفكرة واشتركت في الحوارمبتدءً بالنص التالي ( انني ادين بكل عبارات الادانة وبلا لبس او تعمية أو اشكال هذه الجريمة الارهابية البشعة ومن قام بها وروج لفكرها) ثم شرحت عدداً هاماً من الاجراءات الرسمية الأردنية ضد الارهاب والخط السليم الذي اوضحه جلالة الملك عبد الله الثاني في الدفاع عن تسامح الاسلام وادانة الأرهاب، وميزت بين الأردن ومواقفه المبدئية وبين مواقف بعض الاعلاميين التي تنبع من مصالح شخصية وتسوق للارهاب بحسن نية وسوئها، وادنت دون لبس هؤلاء الكتاب المرتزقة وانا ادينهم هنا أيضاً، وهم لم يكونوا ضد العراق وسلامة شعبه فقط بل كانوا ضد الأردن ومصالحه أيضاً ، وقد شاهدناهم على شاشة الجزيرة بعد لحظات من الجريمة المروعة في عمان وهم يبررون الارهاب بطريقة وبأخرى ويحاولون والى اليوم - في بعض الصحف الأردنية -التشكيك بالرواية الرسمية التي اثبتت ضلوع الارهاب البعثزرقاوي فيها دون لبس،ويبدو ان جريدة الرأي قد تضررت من هذه الادانة لأنها وكما ذكرت في البرنامج اعلاه قد روجت كثيراً لهذا الفكر وما على الباحث عن دليل الا مراجعة اعداد جريدة الرأي منذ سقوط نظام صدام بيد موجديه الامريكان في 9/4/2003 وحتى يوم جريمة الفنادق الارهابية، ليلاحظ بجلاء الخط المساند للارهاب في مقالات بعض كتابها وفي طريقة تحرير الأخبار عن العراق وهي طريقة تحرير أقل مايقال عنها انها غير مهنية وغير موضوعية فمازال صدام رئيساً شرعياً للعراق حتى اليوم في كثير من زوايا ودهاليز جريدة الرأي، وكأنه جاء بانتخابات ديمقراطية ناصعة كانت تجري كل يوم في العراق قبل الأكل وبعده ولم تات به السفارة الأمريكية باعتراف زملائه في الانقلاب الأسود، وأن المقابر الجماعية التي راح ضحيتها في مدينة الحلة فقط أكثر من ثلاثة عشر الف شهيد كانت مكاسب وطنية قومية للشعب العراقي، في حين ان رئيس وزراء شريف ومفكر ومجاهد ومناضل عربي كبير منتخب من أكثر من ثمانية ملايين عراقي مثل الدكتور ابراهيم الجعفري ليس شرعياً ، كما ان قتل الاطفال والنساء والأبرياء العراقيين مقاومة شريفة لأن جندياً امريكياً مر من الشارع الذي استشهدوا فيه قبل ستة اشهر، أو لأنهم من شيعة آل البيت وليسوا من السلالة الأموية المقدسة ولذا فيستحب تقتيلهم وهم بين يدي الله مصلين في مساجدهم وحسينياتهم.                                                                      

انني اكرر دون لبس ان طريقة تحرير الاخبار في الصحف الأردنية واولها الرأي تتعاطف مع الارهاب وتروج له ويكفينا شرفاً اننا سمينا من استشهد في عمان والعقبة شهداءً، في حين تسمي هذه الصحف شهداء العراق المدنيين الأبرياء قتلى وتسمي الارهابيين مقاومين، وحولت امارة الفلوجة الطالبانية - التي كانت تحت سيطرة امير المؤمنين أبي مصعب الزرقاوي الذي افتى بقتل الحلاقين علاوة على الصبايا الذاهبات الى المدرسة - الى جمهورية افلاطون العربية.                                                               لقد استبشرت خيراً بعد البرنامج بيومين عندما رأيت جريدة الرأي تعلن ثورتها على ماكانت تقوم به ورأيت اثار كلامي واضحة في بيان الانقلاب الذي نشرته، غير اني فوجئت يوم امس بنص مكتوب وكأنه تقرير موجه للاجهزة الأمنية، لكن نسخة منه نشرت بصحيفة الرأي يقلب دفاعي عن الأردن رأساً على عقب ويحاول تحويل كتبة تقارير وعرائض الى رموز للمملكة الأردنية الهاشمية التي انا اعرف برموزها وأقرب اليهم موقفاً ونسباً من كتبة الرأي المزايدين، ونسب موقفي وموقف قناة الفيحاء المعادي للارهاب الى احدى  الشخصيات العراقية الذي لديه خلاف مع الأردن، متناسين ان موقفي من هذا الأمر اعلنته على رؤوس الأشهاد، وقلت ان مايهمني من اشكالية بنك البتراء وحلها هو اعادة الاموال الى المودعين البسطاء الذين فقدوا مدخراتهم وقوت اطفالهم، ومازلت اعتقد ان حلها بسيط اذا توافر حسن النية وابتعد الصائدون في المياه العكرة عنها، ولست معنياً بالتملق الى الحكومة الاردنية او الدكتور الجلبي فلست مثل ذلك البعض الذي يقف مع من يدفع اكثر، ويكتب لصالحه باطلاً أو باطلاً لأن صاحب الحق لايحتاج الى مرتزقة يدافعون عنه، وان نسبة كل مايحصل الى الدكتور الجلبي يذكرنا بنسبة الانفجار الارهابي الذي تعرضت له السفارة الاردنية في بغداد عقب سقوط الدكتاتورية اليه ثم قال القضاء الأردني العادل والنزيه

كلمته في نسبة التفجير الى الارهابيين الذين روجت لهم جريدة الرأي في الماضي،علماً ان موقفي السياسي يحترم ويختلف مع رأي التيار الذي يمثله الدكتور الجلبي في السياسة العراقية.                           

ان الزعم بأنني اريد من الأردن تصفية دماء ازلام صدام زعم كاذب ومنحط فأنا اثق بالعدالة واريد لكل مجرم ان يعرض عليها، وكنت وسأظل ادعو اليها أياً كان المتهم ومهما كانت تهمته ، ولم اذكر رغد ابنة المتهم الماثل امام العدالة العراقية صدام حسين مجيد التكريتي لا من قريب ولا من بعيد، واعتقد ان الحكومة العراقية المنتخبة قد بينت للأشقاء الأردنيين رأيها في الأمر  وهي اعرف مني برغد وما تقوم به ،واخيراً فأنني على عكس جريدة الرأي ادعو  سائر الكتاب العراقيين الى الكتابة في الرأي وسائر الصحف الأردنية لشرح الحالة العراقية اليهم بشفافية ووضوح وبعيداً عن تخرصات ازلام ابي المعارك التكريتي ، اما الذين يخافون من الحديث امام قناة الفيحاء العراقية الغراء ويدعون الى مقاطعتها فهم اصحاب الحجج الواهية الذين تفضحهم مجابهة الحقيقية والحق.

انني اتمنى على القائمين على الرأي ان يعتذروا من الشعب العراقي على النبرة الطائفية التي سادت في خطابها في الماضي وان يفتحوا الجريدة امام الكتاب الذين يحبون العراق والأردن ولا يحاولون دق اسفين بين البلدين الشقيقين لأن صدام ونظامه الطائفي العنصري قد ولوا الى غير رجعة وان المعولين على عودته سينتهون بالحفرة ذاتها التي انتهى اليها، ولاينبغي للرأي ان تعامل نفسها وكتبتها بأنهم مقدسون لايجوز عليهم النقد في حين ينقدون ويشتمون ويحرضون هم دون وازع من ضمير كما في الشأن العراقي

حفظ الله العراق والأردن وأخزى النابحين عليهما داخل الرأي وخارجها.  

 

العودة الى الصفحة الرئيسية 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com