يحكى ان اعرابي حزم امتعته وودع اهله واصحابه وشد الرحال لزيارة الكعبة , وبعد مسيرة شهرين راى ان الارض وطبيعتها بدات تتغير فساوره الشك بانه اخطا الطريق, فجلس في مكان ينتظر عسى ان يشاهد احدا ينقذه من حيرته يدله على طريف بيت الله .

 واخير راى رجلا قادم ومعه قطيع من الغنم . سلم الاعرابي على الراعي وساله قائلا:

- يا اخا العرب هل هذا هو الطريق المؤدي الى الكعبة؟

 نظر الراعي بحزن الى الرجل الذي ارهقه السفر الطويل وقال له :

- "ايها الاعرابي لقد اخطات الطريق !! فهذا الطريق لن يوصلك الى الكعبة!! فانت متجه والله الى بلاد هندستان!! "

نعم ايها الاخوة الكرام فتلك المسيرة الطويلة للرجل المؤمن كادت توصله الى بلاد الهند وليس الى مبتغاه .

هذه الحكاية الحزينة تذكرتها وانفطر قلبي حزنا واسى وانا ارى قيادات الحزب الشيوعي تسير خلف رجل وكلهم امل ورجاء ان يوصلهم الى كعبتهم التي خسروها سابقا نتيجة لتحالفهم مع من يحملون فكره وينتمون الى حزبه.

كثيرا ما كان اصحابي يتهموني بان لي افكار شيوعية , وهي حقيقة واحدة من الاتهامات الكثيرة كالعلمانية وغيرها, ولكني والله كنت اشعر بالاعتزاز عندما اتهم بهذا التوجه وانا الانسان المستقل البعيد عن الاحزاب والتحزبات ان شاء الله.

كنت افرح لاني اعرف ان الشيوعيين اناس مثقفين ووطنيين وايديهم نظيفة وطيبيين اكثر من المعقول وهذه الاسباب مجتمعة ادت لنكبتهم على ايدي جلاوزة البعث في السبعينات.

 نعم ان اتهم بالشيوعية كانت لي شهادة باني احمل فكر والحمد لله , لان من لافكر له كان يتهم بانه بعثيا ان لم يكن بعثي اصلا.

بعد الذي حدث يا اخوتي ابناء الحزب الشيوعي ودخولكم في قائمة مخزية غريبة وعجيبة , تجمع قدامى البعثيين ومصاصي دماء الشعب واناس متعصبين وحاقدين وبعضهم الاخر مساند للارهاب في الخفاء , فانا اقولها وبصراحة:

الى كل اصدقائي واحبائي من يتهمني مرة اخرى باني شيوعي او احمل افكار شيوعية فساعتبرها مسبة وانتقاص مني , فانا وبالرغم من كوني انسان مؤمن بالديمقراطية الغربية ومعجب بها واتمنى ان تطبق في العراق والعالم كله ولكني ايضا اريد الطريق الذي يوصلني الى الكعبة وليس لدي اي استعداد ان اذهب معكم في مسيرتكم المجهولة الى بلاد هندستان.