|
" المقاومة الشريفة " مع الانتخابات النظيفة..!
هرمزكوهاري كثير من مشاهدي الفضائيات شاهدوا تبادل القبل بين المفاوضين كالعادة عند نهاية كل إجتماع أو لقاء قادة العرب!، إعتقدوا أو توهموا أن أعداء الامس إتفقوا اليوم في مؤتمر الوفاق الوطني في القاهرة، وأن لأول مرة يتفق أنصار الديمقراطية والتعددية والفيدرالية مع حاملي الرشاشة والبدقية!، ولم يكن هذا الاتفاق على إلقاء السلاح بل الاحتفاظ به باليد اليمنى والورقة الانتخابية في في اليسرى لغرض المشاركة في كلتا العملتين " المقاومة الشريفة "! مع عملية الانتخابات النظيفة!! ولكننا لم نسمع أو نقرأ لا في التاريخ ولا في الجغرافية، أن هناك دولة ديمقراطية أو حتى دكتاتورية، تسمح لفئة خارج سلطتها بحمل أنواع الاسلحة الطلقة والقنبلة بحجة المقاومة، ولكن من تقاوم ؟ تقاوم الفئات أو الجنود الذين وافقت على تواجدهم على أراضيها لحماية أمنها، مدعومين بأعلى شرعية دولية وهي سلطة مجلس الامن الدولي، وأكثر مهزلة من هذا، أن الذين يرفعون السلاح بوجه تلك القوى يريدونها البقاء وعدم الرحيل حالياًًً!!! أي من يسمون أنفسهم بالمقاومة، لايريدون أن تخرج هذه القوى ولكن لهم الحق بمحاربتها!!! هل هناك لغة يمكن أن تفسر هذا اللغز ؟؟ وأظن ولو بعض الظن إثم! أن هؤلاء المقاومون الشرفاء! يريدون بقاء قوات متعددة الجنسيات، لكي يتدربوا على مقاتلتهم! الى أن يقوى عودهم،أي عود المقاومة، ويهيئون جيشا جرارا للقفز على السلطة، راسا من على ظهر الدبابة الى كراسي السلطة الوثيرة!، لم يعد الشعب يثق بالبعث مهما قالوا وإدعوا وبأي إسم جديد ظهروا وأي ثوب لبسوا! وهنا من حق العراقيين أن يسألوا الاستاذ عمرو موسى الذي كان بطل الاتفاق والوفاق، عندما عقد أنور السادات صلح مع ألد أعداء الامتين العربية والاسلامية وكان هناك ولا تزال فئة كبيرة من الشعب المصري والعربي تعادي الدولة العبرية هل سُمح لفئات معارضة لحمل السلاح وإخراج السفارة الاسرائلية ؟ طبعا لا، لسبب بسيط أنها موجودة بموافقة الحكومات المصرية من زمن السادات حتى اليوم، وفي سورية أرض محتلة، هضبة الجولان، من قبل إسرائيل، بإعتراف كل الشعوب والحكومات العربية، فهل تسمح حكومة سورية بتشكيل ميليشيات داخل سورية للمقاومة وطرده من الجولان ؟ وهل شجع عمرو موسى السوريين بتشكيل هذه المقاومة لإنقاذ أرض عربية من مخالب إسرائيل صديقة مصر الحميمة ؟ طبعا كلاّ إذا لماذا يرحب عمرو موسى وبقية العربان بممارسة هؤلاء الحرب بإسم المقاومة ؟ أو القتل والاغتيالات لقوات موجودة على أرض العراق بموافقة حكومتها المنتخبة بإعتراف كل دول العالم ومنها مصر " العربية " بدلالة التمثيل الدبلوماسي المتبادل بينهما؟ كل بيان ختامي لابد أن يكون ثمرة نقاشات وحوارات ومداولات الى أن يتوصلوا الى البيان الختامي، وبإعتقادي أن أهم هذه النقاشات والحوارات تنصب على ألية التنفيذ، لأن البيان ليست صورة فوتوغرافية ملونة تعلق في قاعة الجامعة العربية وإني كبقية أفراد الشعب العراقي الذين يهمهم مستقبل بلدهم سواء كانوا على بعد ألاف الاميال أم يعيشون في شارع الرشيد! نسأل الجعفري وبقية المسؤول والمشاركين في المؤتمر أليس من حق الشعب أن يعرف آلية تطبيق هذه الاتفقية العجيبة ؟ ليس هناك أحد كما أعتقد لا يرحب بالاتفاق والتفاهم بين الاطراف المختلفة ولكن لا : أن تبقى مجموعة شاهرة سلاحها بوجه من لا توافق! أو أو لاترضى بقاءه في العراق وإن كان هذا البقاء في مصلحة العراق ؟، بإعتراف وطلب الذين يريدون محاربتهم!! هل سيحمل هذا " المقاوم " رشاشته " ويتجول في الشوارع والازقة، ليقتل كل جندي أجنبي يصادفه في السوق أو المطعم أو المشرب أو المقهى ؟ أو إذا رأى جنديا أمريكيا في زيارة مدرسة أو مستشفى أو لتسليمها للادارة العراقية بعد أن بناها بجهوده وبتبرعات دولته ليستفيد منها إبن " المقاوم الشريف " الذي يريد قتله وفاءا لمعروفه على بناء أو ترميم مدرسة أومستشفى أو مرفق من مرافق الدولة التي أهملها أو دمرها فقيد المقاوم الشريف! " قائد الضرورة " بحجة مقاومة المحتل!! قبل ما يقارب ستون سنة أي في " الملحمة " العربية الاسرائلية طلب عزام باشا أمين عام جامعة الدول العربية آنذاك، طلب من ملك السعودية أن يقطع النفط عن أمريكا لأنها تساعد اليهود في حربها ضد العرب، فقال له الملك : " لم نكن نعرف بوجود النفط، علمونا به الامريكان، لم نكن نعرف إستخراجه إستخرجوه لنا، لم نكن نعرف بيعه، باعوه وأعطونا ثمنه، هل لأفضالهم هذه نعاقبهم بقطع النفط عنهم " ؟، ولم أعرف هل طلب بن السعود من عزام باشا بسد قناة السويس بوجه سفن الدول التي ساندت اليهود؟ طبعا لم يطلب ذلك لأنه عرف أن عزام باشا يزايد على الفلسطينية أو" القضية المركزية " التي أصبحت، قميص عثمان، عند القومجية والبعثية يزايدون عليها، كلما أُحرجوا. عندما تعرضت دولة الكويت لغزو صدامي، بمن إستعانت كويت والدول العربية ؟ ألم تستعن بالقوات الامريكية ؟ هل إقترح الاستاذ عمرو موسى على العربان الغيورين أن يشكلوا " مقاومة شريفة " لطرد الجيوش المحتلة ؟ التي طردت بطلا عربيا إسلاميا " فتحها" فقط ´لتحقيق الوحدة المنشودة ؟ وبالسرعة الممكنة دون لف ودوران وفوات الاوان ؟! وهل في العراق فقط جيوش أمريكية؟ ربما يتصور القارئ، أني صديق أو مغرم بأمريكا ونظامها! بينما كنت منذ ما يقارب ستون سنة أي منذ 1948 وأنا طالب متوسطة، نتظاهر ونهتف ضد أمريكا والامبريالية مع جميع الديمقراطيين لكوني يساري المبدأ، ولكن لكل مقام مقال. في الحرب العالمية الثانية دخلت قوات الحلفاء، أمريكية وبريطانية وفرنسية المانيا وبقيت هناك عشرات السنين ولا زالت الامريكية هناك، ولم تتشكل ميليشيات ولا مسلحين بحجة مقاومة الاحتلال، لا بل عندما أرادت أمريكا سحب جيوشها من ألمانيا قبل الحرب على صدام، إعترضوا الاهالي،وقالوا إنها ستترك فراغا إجتماعيا، ولا أحد يتكمن على المزايدة على حرية ألمانيا وديمقراطيتها ولا وطنية شعبها. لم نسمع منذ نشأت الدول أن تطلب دولة بقاء قوات أجنبية على أراضيها إلا إذا أعتبرتها قوات صديقة، ومن حكومة منتخبة، لا حكومة سيطرت على السلطة بإنقلاب عسكري ولم تجر إنتخابات ولا تعترف بها مدة بقاءها في السلطة. الدولة العراقية ممثلة بحكومتها وبرلمانها تعتبر هذه الجيوش صديقة، بداعي طلبت بقاءها الى أن تستكمل قوات العراق تدريبها وتسيحها، وتتكمن من أمنها الداخلي والخارجي ثم تودعها وتشكرها على فضلها من تخليص الشعب العراقي من أبشع دكتاتورية العصر، ولا ننفي الاخطاء التي إرتكبتها، وليس هناك حربا لاترتكب فيها أخطاء، على الا تكون متعمدة او فردية صادرة من تصرفات فردية، وحيث تعتبر هذه القوات صديقة حاليا، فعدو الصديق يكون بمثابتة العدو أيضا علما بأن أخطاء الحروب تقع على مشعلي نار الحرب، في الحرب العالمية الثانية قدرت الخسائر البشرية ب( ثمانين ) مليون نسمة أغلبها من المدنيين العزل، كلها تحملها المنظمات الدولية مسؤوليتها على قادة دول المحور هتلر وموسليني وقادة اليابان وفرانكو، وهنا في العراق هل سقط أي شخص أعزل أو من مسلحي بيشمركة في كردستان العراق، برصاص قوات التحالف سهوا أو تعمدا ؟ طبعا لا. قوات الحلفاء وفي مقدمتها القوات الامريكية، حررت فرنسا من الاحتلال النازي، وبقيت هناك، حتى طلب الجنرال ديغول مغادرتها، ولم نسمع قيام " مقاومة شريفة " لطرد القوات الامريكية، علما بأن الشعب الفرنسي الذي علّم الشعوب بالمبادئ السامية [ العدالة والحرية والمساواة ] وليس هناك شعب يزايد على وطنية الشعب الفرنسي، اللهم إلا جماعة الشيخ حارث الضاري ومقاومته الشريفة!!. وأي مقاومة " شريفة " أو مليشيات " نظيفة " حكيمية أو صدرية، لايمكن أن تقبل بها أية دولة، أما البيشمركة، فلم تعد مليشيات، وانما هي جيش نظامي تشرف عليه حكومة إقليمية معترف بها محليا ودوليا. وبخلافه يصح قول الشاعر العراقي خالد الذكر، معروف الرصافي، على حكومتنا المنتخبة عندما يقول: علم ودستور ومجلس امة........... كل عن المعنى الصحيح محرّفُ كثرت دوائرها وقل فعالها....... كالطبل يعلو صوته وهو خال أجوف وختاما وما نريده من المسؤولين الذين وقعوا وثيقة البيان، فقط أن يشرحوا للشعب العراقي،آلية تطبيق وتنسيق بين" المقاومة الشريفة والانتخابات النظيفة "!!
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |