|
لا حياد في معركة الحرية...!
محسن صابط الجيلاوي / ابو نضال أقدم الجهلة يوم 22-11--20 على اقتحام مقر الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الثورة مخلفين ورائهم جريمة نكراء إلا وهي تصفية عضوين من الحزب هما عبد العزيز جاسم حسن وياس خضير حيدر.... من المؤكد أن هذه الجريمة كسابقاتها ستمر دون عقاب طالما أن حاميها حراميها، فقوى الظلام – الدينية - توزع أدوارها بعناية فائقة عبر قضم أي تحول ديمقراطي وبالتالي تسعى بجدية ماكرة لتحقيق غايتها المطلوبة فكريا وسياسيا بالهيمنة على المجتمع بأسره وربطه بقوه بمشروعها الفكري الذي أثبتت الحياة وكافة المعطيات على كونه يتعارض تماما مع أي مشروع لبناء مجتمع الحرية والعدالة وضمان حقوق الإنسان وتفعيل الدولة واحترام مؤسساتها... ان مرتكبي الجريمة شديدي الوضوح هي تلك العصابات التي أشاعت في هذه المدينة الباسلة كل ماهو غريب وشاذ عن تقاليد فقراء الثورة حيث الحب والتسامح والانفتاح على الآخر...انهم وبدون لف ودوران عصابات مقتدى الصدر، هذا الرجل الذي تلطخت يداه بدماء عبد المجيد الخوئي وبعشرات من العراقيين الأبرياء لا لذنب سوى وقوفهم بوجه فكره الظلامي الفاسد حقا...فقد ضربت هذه العصابات طلاب البصرة وانتهكت حرمة الجامعات والدوائر الحكومية وأعطت لنفسها مشروعية بسجن الناس وتعذيبهم وبتكوين مليشيات لا تحترم أي حرمة أو خصوصية واضعة نفسها فوق القانون وفوق الدولة... ان دخول هذه العصابة -البلطجية- ما يسمى بالقائمة الشيعية لهو دليل على ان هذه القوى مجتمعة تشترك في جوهر واحد هو خنق الحرية وتصفية مكاسب الشعب في حال توفر الظروف والأجواء المساعدة...لهذا هناك سكوت بل حتى تبرير قانوني لجرائم هكذا مليشيات أو غيرها المتماثلة معها فكريا التابعة للدعوة أو المجلس الإسلامي الأعلى، السؤال:- هل صدرت إدانة من هؤلاء ؟ ماذا عملت الدولة التي يتحكمون بها لكشف الجناة وتقديمهم للقضاء ؟ إنه السكوت دوما على جرائمهم والتي تعددت بشكل كبير يفوق التصور ويهدد قضية وطن كامل بالخسارة والانتحار...! لن ينفع الحزب الشيوعي عدم توجيه الاتهام المباشر رغم قناعتي كونه على معرفة تامة بالقتلة والجهة التي تقف ورائهم فمحاولة تطبيع علاقات مع هؤلاء سينظر لها من قبل هكذا عصابات على أنها موقف ضعف..وبالنسبة لي هي كذلك، فقد ساد في الحزب عقلية تجنب القوي، رغم ان الجوهر هو في قدرة الشيوعيين على تلقين الدروس ورد الصاع صاعين في حال اختيار أشكال تنظيمية تتناسب مع مرحلة سياسية قلقة يمر بها العراق حيث لا قانون ولا دولة تعيد الحق لأصحابه، المطلوب ليس إشاعة الفوضى ولكن المطلوب محاصرة من يريد للفوضى ان تحيا، عبر صيغ عمل مناسبة ومتنوعة مع ضرورة تجنب تلك العلنية الفضفاضة فهي في كل الظروف لن تعبر عن قوة أو واقع جماهيري لأي حزب بقدر ما هو أهم أن تجعل الناس يؤمنون بوجودك في كل من منعطف وزاوية شارع عبر العمل بينهم ومعهم وبوسائل متعددة...تلك هي مهمة استثنائية أمام كل القوى الديمقراطية واليسارية والعلمانية ولكل من يهمه وقف هذا الطيش المجنون للجهلة... على الجميع تجديد الخطاب السياسي وجعله منفتحا على مشاكل الناس وقضاياها عبر تعزيز وحدة يسار جديد يودع الراديكالية والتقليدية والانغلاق الأيدلوجي المقيت إلى يسار ديمقراطي حقا كما في الكثير من بلدان العالم.... من المؤسف والمحزن حقا أن الشهيدين هم أخوين للصديقين عمار وحازم وهما من رموز الحركة الأنصارية المجاهدة ومن الأصدقاء الذين أعتز بهم وبروحهم الكفاحية العالية...وللمتأمل الجاد سنرى كم هو حجم الجريمة فهذه العوائل قدمت أولادها للمخاطر والأهوال ابان حقبة النضال ضد الدكتاتورية واليوم تواصل العطاء في ظل ظروف أخرى، لكن كما يبدو ان القاتل لازال ماثلا هو نفسه وبنفس المضمون والجوهر والأدوات فقط تغيرت الشكليات...هكذا عصابات تربت على الجريمة تريد لدمنا دائما أن يكون رخيصا ومستباحا، علينا أن ندرك خطر هذه الحقيقة الجارحة لكي نربي نفسنا على مهارات سياسية صادقة تحفظ الدم المتبقي فبدونه لا ازدهار لحديقة الوطن... قد نختلف مع الحزب الشيوعي اليوم فكريا وسياسيا ولكن معركة الحرية لا حياد فيه ولا يمكن تجزئتها...إنها معركة كل الخيرين في هذا الأرض الطيبة... المجد والخلود للشهيدين البطلين عبد العزيز جاسم حسن وياس خضير حيدر... التعازي الحارة لعوائل الشهداء و وأصدقائهم وكافة محبيهم... التعازي الحارة للأخ العزيز والصديق الغالي الرائع عمار، وللأخ الدافئ حازم، جميعنا أخوتكم ومعكم في هذا المصاب الجلل...!
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |