مسرحية جديدة (التاجر الهولندي)

 فرات علي

forat@hotmail.com

نقلت صوت كوردستان  قبل ايام ,عن احدى وكالات الانباء الغربية المعروفة بانحيازها الطبيعي للمعسكر الذي تنتمي اليه , خبرا مضحكا مفاده : ان تاجرا هولنديا يحاكم هذه الايام في لاهاي بتهمة توريد مواد كيمياوية لصدام من امريكا الى بلجيكا ومنها الى صدام عبر الاردن!!!  وان هذا التاجر جمع اموالا طائلة من هذه الصفقات , وحسب الخبر ان عملية تزويد صدام بهذه المواد استمر حتى مجزرة حلبجة عام 1988 , وبعدها امتنع هذا الشخص بدعم صدام لانه علم انه استخدمة ضد اهالي حلبجة..وان محامي الدفاع لهذا المورد  المزعوم وافقوا على تعويض اهالي الضحايا بمبلغ رمزي قدره  يورو  واحد فقط  لحين البت في قضية موكلهم والتي يربطونها بمحاكمة صدام المجرم الاساسي . غير ان اهالي الضحايا يطالبون بمبلغ قدره  عشرة الاف يورو او ما يقارب احد عشر دولار ( يا بلاش ) ولا يذكر المصدر ان التعويض الرمزي هذا لكل عائلة او لكل فرد !!!!

 تذكرنا هذه المسرحية المكتوبة في دهاليز الظلام التي تصدر الظلم والظلام لشعوب الارض , ثم تريد ان تتنصل من تبعات هذه الجرائم مرة عبر سماسرة ماجورين واخرى عبر مجرمين عتاة اعضاء في عصابات الشر المتلبسة بلباس الامن القومي الغربي والمتعاونة مع عصابات المافيا الدولية او بالحقيقة ان عصابات المافيا هي جزء منها... تذكرنا  بمسرحيات الطاغية الخائن عندما كان ياتي باناس في التلفزيون ( يعترفون ) مثلا  بانهم قتلوا الشهيد السعيد الصدر الثاني وابناءه , او قاموا بجرائم اخرى ...وهؤلاء الاشخاص اما اعضاء في جهازه المخابراتي, او  اناس بريؤن يؤتى بهم بالقوة, او مجرمون يخفف عنهم احكام السجن لهذه الخدمة التي يكلفون بها...

 لقد وهبنا الله تعالى جوهرة ثمينة تسمى ( العقل ) نستطيع ان نميز من خلاله الحقائق اذا اجتهدنا قليلا في تشغيل عقولنا ....عصابات المافيا التي تحكم العالم ولكن باسلوب  ( حضاري ) وليس بالاسلوب المتخلف للمجرم صدام ,هي التي وراء هذه المحاكمة المزعومة , ويظنون ان العراقيين, والاكراد بالخصوص اناس سذج الى درجة تصديق هذه الاكاذيب المضحكة , وليلقوا اللوم كله وكل هذه الجرائم الكيمياوية وغيرها من جرائم الابادة الجماعية على شخص واحد من  هولاندا اسمه ( فرانس فان انرات ) ويوحون للناس بانه  الشريك الوحيد لصدام... ويظنون ان الناس اغبياء ونسوا الماضي المر, والذي فيه حصل المجرم صدام الدعم المباشر الشامل و المزدوج من الحكام العرب واسيادهم الغربيين,  وشركاتهم ومؤسساتهم المتنوعة لصنع سلاح كيمياوي مزدوج ليحارب به المد الاسلامي والصحوة الاسلامية ....

 العراقيون ومنهم الاكراد يتذكرون جيدا كيف ان امريكا واوربا ومنظومة الشر التابعة لهم  تستروا على جرائم صدام المتكررة والتي استخدم فيها تلك الاسلحة ضد الايرانيين على مدى سنين عديدة وكذلك ضد الاكراد من شعب العراق, وعندما وصل المصابون الى مستشفيات اوربا للعلاج, انكرت المنظومة الغربية ان هذه الاصابات هي نتيجة الاسلحة الكيمياوية استخدمها تلميذهم صدام؟ وزعموا انهم في شك من ذلك!!! وطبلت لذلك وسائل الاعلام التابعة لهم كما تطبل اليوم لاخبار يصوغونها ويصنعون مسرحيات لتوهيم الاغبياء.

 ولا غرابة في كل هذا, لان الشيطان مشخص ومعروف باعماله الضالة والمضللة والتي لا ينفك عنها الى يوم القيامة , ولكن العجب كل العجب لمن يصدق هذه المسرحيات من المثقفين واصحاب الاقلام او اصحاب المسؤولية في البلاد ويروجون لها بقصد او بدون قصد... والله المستعان.

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com