ام المهازل

علي الصخني

ali_alsukhni@hotmail.com

الي متى يستمر هذا المسلسل السمج ,الذي تحتفي به كل فضائيات العالم ,هذا المسمى تجنيا (محاكمة) صدام, اي محاكمة هذه والتي تطل علينا بهذه الطريقة , وهي المفروض ان تكون محاكمة (للقابيلية) المجرمة كلها على مر التاريخ لا ففط لشخص المتهم, هذا المتهم الذي تجهل الارض- منذ ان تحسست وقع اقدام اول مخلوق عليها حتى هذا اليوم وربما الى يوم القيامة-مخلوقا ادمى البشرية اكثر منه.

هذا من ناحية المتهم , اما من ناحية القاضي, فلا تبدوا هذه المحكمة طبيعية حتى بعرف اكثر دول العالم عدلا وشفافية, فهذا العالم امامي و امامكم بدوله المتخلفة والمتحضرة....دلوني على محكمة و على قاضي يتصرف بهذا اللطف وهذه الرومانسية التي يتصرف بها اخونا القاضي المحترم.

في بريطانيا مثلا –ومثلا فقط- لا يمكن لسائق مخالف في السير الا ان يقف بكل احترام,قلقا ينتظر قرار القاضي الذي اكثر مايقضي بغرامة مالية بسيطة.

كيف يمكن لهذه المفارقة ان تتم....متهم- مجرم لم تعرف الانسانية شبيها له امام قاضي ضعيف او مجبور ان يتضاعف الى حد سمح لمتهمه ان يتطاول و برفع صوته عليه وان يعلمه كيف يجب ان يتصرف مع الاخرين ويلقنه درسا في الوطنية.

ثم الى متى يستمر هذا المسلسل_المهزلة...اين قلمي؟ اين ورقتي؟..... اين عقالي؟ اين كوفيتي؟ ونحن المفجوعون بشهدائينا ومقابرنا الجماعية مجبورون على متابعة هذه الحلقات السخيفة المملة من محاكمة كان من المفروض لها ان تكون محكمة العصربل (ام المحاكم).

ماذا سيجل التاريخ عنها؟ هل سيسرد التفاصيل عن قلم صدام المقدس و يحكي اسرار هذا القلم المعجزة , وماذا عن سورة الفاتحة....هذه السورة التي لم تقرا في بلد اكثر مما قراءت علانية و سرا خلال فترة حكم المتهم المحترم في العراق.

من المضحك المبكي ,وانا اتابع تفاصيل هذه الملهات السوداء, اني فكرت ان انظم الى من يدعوا الى نقل المحكمة الى خارج العراق....الى اي دولة متحضرة وتحترم نفسها لكي تقوم بما هو واجب تجاه اعظم مجرم, لا لانه لاشرعية لهذه المحكمة, بل لهل كل الشرعية دوليا (قرارات الامم المتحدة) وعراقيا خاصة بعد الانتخابات,

شرعية كان يفتقدها المتهم ونظامه الذي جاء السلطة بقوة الدبابة ولكن لسبب اخر وهو ان مثل هذا المتهم يجب ان لايقابل بالرومانسية بل بالعدل.