محكمة خمس نجوم لمتهم وضيع

 

علي الشلاه

erde4uns@hotmail.com

تتوالى جلسات محاكمة المتهم صدام حسين مجيد التكريتي اما المحكمة العراقية الخاصة بالتهمة الاولى  الموجهة اليه وهي ابادة النسل والحرث والضرع في قرية الدجيل العراقية الأبية ، التي ادرك نفر من ابنائها مبكراً بأن هذا الكائن المسمى صدام سيجر وبالاً على العراق والعرب والأنسانية، فأطلقوا النار باتجاه موكبه لكنه لم يصب للأسف وأستأسد على الأبرياء ذبحاً وتقتيلاً، وبورقة واحدة من المتهم برزان التكريتي مهرها صدام بامضائه الشرير اعدم أكثر من مائة وأربعين مواطناً عراقياً بريئاً في خمس دقائق.

قاض عراقي صبور وهادئ اثبت للقاصي والداني انه لايستفز ولاينحاز ولاينفعل في محكمة الكل فيها منحاز ومنفعل، وعلى الرغم من كل ماقيل من ضرورة الحزم مع المتهمين فانني كمواطن عراقي اشعر بالفخر لأن في العراق اليوم قضاة مثل السيد رزكار يتعاملون بالقانون ولايسيسون العدالة وذلك ماينبغي ان يدركه المنتقدون من أبناء وطني وأن لا يضاروا من الخطابات الفارغة التي يكررها المتهم صدام التكريتي كل جلسة، ولا من الاحتفاء الاعلامي العربي الفارغ بقلة ادب صدام الذي لو كان فيه قليلاً مما في الرجال من كرامة لقارن بين مطالبه الطفولية وما وفرته له المحكمة العراقية الخاصة وبين ماكان يوفره هو للمواطنين الأبرياء من عدالة في محكمة الثورة سيئة الصيت التي اعدمت اكثر من مائة وخمسين الف عراقي بتوقيع شخصي من صدام ( وكل النسخ الأصلية من تواقيعه موجودة بحوزة العدالة اليوم ) ، أما لماذا تسوق لعنتريات صدام في المحكمة وسائل اعلام عربية معروفة فذلك لأنها تصدر وتبث من دول تسقط جنسيات مواطنيها لأمزجة شخصية دون محكمة أو تحقيق أو جرم أصلاً، ثم ترى في المحكمة العراقية التي تتيح لصدام مالم يتح لأي متهم عربي طوال تاريخ المحاكم العربية من محاكم معاوية بن أبي سفيان حتى اليوم  ، ترى فيها قسوة وتعسفاً لأن المتهم صدام الذي تسبب في مقتل مليوني انسان عراقي وكويتي وايراني، ومن جنسيات اخرى ووصل اعدامه الى الحيوانات والطيور والأنهار، هذا المتهم المسكين لايستطيع خلال هذه المحكمة الجائرة ان يمارس هواياته في الحديث الى هذه الوسائل الاعلامية بطريقتها وطريقته الأثيرة ( نجضعوا ونقضبوا ونقطع ذنبتوا )، ويبدو ان بعض العرب يشعر بالاهانة لأنه يرى محكمة لن يمثل امام مثلها مطلقاً فيما لو اختطفه زوار الفجر في بلاده، محكمة رحيمة تقبل محامين من دول عدة وتسمح لهم بالدفوع والمناقشة والتشكيك بهيئة المحكمة علناً، حتى صارت بوابةً لكل الباحثين عن الشهرة من ارباع المحامين وانصافهم وصائدي الثروات والجوائز ومع ذلك كله سمحت العدالة العراقية لهم بالمثول امامها للدفاع عن موكلهم العتيد،  في حين يزعم كثيرون ان هذا العراق الجديد عراق محتل وغير شرعي، فكيف يكون هكذا عراق أفضل من كل الدول المتحررة والشرعية التي يتبجح أبناؤها بسيادتهم الكاملة لكنها سيادة مقتصرة على نسائهم فقط كما يبدو.  

ان المحاولات المكشوفة لمحركي الدفاع عن صدام ( وهم ليسوا محاموه أبداً)  لتأخير العدالة او لنقل المحكمة الى الخارج من خلال قتل المحامين للزعم بأن العراق غير آمن لاجراء محكمة تليق بأبي المعارك لن تجدي نفعاً وقد ادركوا هم ذلك عندما مثلوا امام القضاء مستصحبين محامين من دولة الاحتلال ومن جوار قاعدة السيلية والعيديد ومن اماكن عربي بحاجة الى محاميها للدفاع عن اسراها لدى العدو الاسرائيلي وليس للدفاع عن متهم سجل أكثر من الف باحث عن الشهرة والغنى أسماءهم للدفاع عنه ، وهذا يدلل أيضاً على ثقة المحكمة بنفسها وعلى الهزيمة الكبرى التي ستحل قريباً عندما تتجاوز اجراءات المحكمة الشكليات  لتصل الى الأدلة وتشرح الجرائم بالتفصيل، في قضية هي الأكثر توثيقاً وشهوداً في تاريخ المحاكم العربية.

ورغم اني لا أريد اخيراً ان انغص على الأشقاء القطريين فرحتهم بالانجاز الكبير الذي حققه محاميهم عندما تحدث في المحكمة وكأنه يتحدث ليقال تحدث ابن قطر البار ، واقول لهم ان العراق اليوم عراق اخر وبوسع الجميع ان يقولوا مايشاؤون، ولم يعد الكلام بطولةً أبداً حتى ان بعض الزملاء الكتاب صاروا يشتمون الحكومة المنتخبة كلما تعذر عليهم ايجاد موضوع جديد يكتبون عنه، انما البطولة الحقيقية ان تكون قادراً على لجم المهرجين لكنك تتمتع بسعة الصدر كبيرة فلا تفعل، وتقدم للاعراب نموذجاً رصيناً من العدالة لم يألفوه كما فعل القاضي رزكار، علماً ان الدفاع عن الطغاة لايشرف أي شعب بل أن الدفاع عن الشعوب ضد الطغاة هو مايشرف الشرفاء، وعلى كل حال فاننا كمواطنين عراقيين سنجمع اموالاً للدفاع عن كل الطغاة العرب عندما يمثلون امام العدالة في بلدانهم تقديراً لمن جمع الأموال والمرتزقة للدفاع عن طاغيتنا في محكمته ذات الخمس نجوم.           

 

العودة الى الصفحة الرئيسية 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com