مؤيد نعمة (الموت من الضحك)

كمال خريش / هولندا

kamalnasria@hotmail.com

 بعد كل الذي مر بنا وبعد هذا الانتظار المرير لزمن مضحك عصف بنا وبكل احلامنا كان بعض عزاؤنا ان نسرق لحظة لنضحك ونضحك حتى تدمع عيوننا فقد عشنا السبعينات من القرن الماضي بكل مافيه من الم مع رسومات الراحل (مؤيد نعمة ) وهو يطارد الجشعين والمجرمين برسوماته اللاذعة . يوم كان المجرم مجرم والمظلوم مظلوم .

 وجاء هذا الزمن الذي انتظرناه طويلا جاء مضحكا لحد الموت بحيث ماعاد المجرم مجرما بل مناضلا عنيدا وماحدث للضحية حدث برغبته مع سبق الاصرار والترصد. فها هو المجرم يقف امام القاضي ويجبره على عمل هذا وان لايعمل ذاك ( والقاضي ابرد من .... )

وقد ياتي اليوم الذي يجلب فيه شهداء الدجيل ليحاكمون على سوء ادبهم في اقلاق راحة السيد الرئيس .

وسياتي كل وزراء عدل الدول الصديقة والشقيقة. البعيدة والقريبة الدول النايمه والدول القاعدة للدفاع عن رجل العصر الذي ظلمناه كثيرا لحد ان كرهنا المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية .

سياتي ابناء وبنات رؤساء الدول تقودهم بنت القائد القذافي العظيم ليدافعوا عن فخر الامة وسيجلبون كل شهداء حلبجة ليدفعوا ثمن الكيمياوي الذي انفقه (علي كيمياوي ) عليهم فقد نسي ان ياخذ ثمنه حيث مشاغله الكثيرة انسته ذلك .

وسنخرج لنعزي صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه ووسع مخرجه ) بمقتل سيدي الشباب ( عدي وقصي ) وسيستورد لنا المجلس الاعلى سيوف طويلة معقوفة وزناجيل (ام السجاجين ) ودشاديش سوداء طويلة تميزنا عن الوهابين وسنلطم في كل ايام السنة بدلا من هذا التراخي والاهمال فمازالت هنالك ايام من السنة لانعمل فيها اي شيْ وهذا من علامات الساعة .

كيف لايموت الفنان في هذا الجو المضحك هل عاد الناس من المنافي ليجدوا انفسهم امام هذه الاهوال المضحكة المبكية ؟

فمن اجل ماذا مات كل هؤلاء الشهداء ؟

لقد اضحكنا مؤيد نعمة ولم يحتمل كثيرا فقد اصبح الضحك مرا وضحكنا حد السفاهة والضحك بلا سبب من قلة الادب .

مات الفنان الكبير الذي علمنا ان نقراء طريق الشعب من الصفحة الاخيرة .

مات مؤيد في عالم مات فيه كل شئ.

مات من شدة الضحك .

هل نبكي لموتك ام نضحك ؟؟؟؟ فقد ضحكنا كثيرا (اللهم اجعله ضحك خير )