الدولة والمرجعية والسياسة

جواد كاظم خلف

kalafj@yahoo.fr

 في أيطاليا الكاردينال ويني أسم معروف، شخصيه ,, الكاردينال رتبه دينيه عند الكاثوليك تأتي مباشرة بعد البابا في الفاتيكان،عدد الكاردينالات يعد بالعشرات يمثلون الكنيسه الكاثوليكيه من مختلف بقاع ألأرض،،.....لايخفي رجالات السياسه في أيطاليا عند أقتراب أستفتاء على أمر ما أو أجراء أنتخابات أن يحركوا مشاعر الناس لأختيارهم من خلال إظهار ولائهم وتدينهم، للكاردينال ويني الكلمه الفصل في ترجيح كفة كتله سياسيه على أخرى ولذلك تأخذ ألأحزاب ذلك بنظر ألأعتبار.....قبل أي أنتخابات تكثر اللقطات التلفزيونيه التي تصور هذا المرشح أو ذاك وهو يدخل أو يخرج من الكنيسه بصحبة زوجته لأجراء مقابله مع الصحفي ألذي تواجد صدفة في المكان!! ....

· هذا مايحدث في فرنسا وألمانيا وأميركا والكثير من الدول التي تؤكد إن الدين مفصول عن الدوله...لست هنا بوارد التفنيد أو ألدفاع بقدر ماهو رصد لظاهره موجوده أصلآ، بعض أحزاب هذه ألدول تحتوي أسمائها على مفرده دينيه كالحزب الديمقراطي المسيحي في أيطاليا أو ألمانيا لكسب قلوب الناخبين ولكي يكون ألأمر ,,مشكل باللوز!،، نجمع كلمتي الديمقراطيه والمسيحيه بنفس ألسله!،، ....هناك ألكثير من ألأسماء ألدينيه في أحزاب ألديمقراطيه الغربيه وبضمنها إسرائيل التي يشارك حزب ,شاس، وأحزاب دينيه سلفيه أخرى في تشكيلة أكثر من حكومه إسرائيليه في السنوات العشرين ألأخيره....

· ألحكام العرب ليسوا أستثناءآ من ذلك فالمؤسسات الدينيه تتداخل مع قصور الحكام وقراراتهم ويصعب التمييز غالبآ،مايقوله ألأزهر هو أنعكاس لما في عقل الرئيس والعكس صحيح وكذلك ألحال بين زيتونة تونس وزين عابديها ووهابية السعوديه وملكها وهلم جرا....على إن ألأمر ألجدير بذكره هنا هو إن تأثير الدين في الغرب على ألحريات ألشخصيه يبقى متواضعآ قياسآ بعالمنا ألمشرقي، أي إن الدين لايفرض مفاهيمه وسلوكه في الحياة العامه ...دوره يبقى ناصحآ وقدوه أي إن سلطته أخلاقيه معنويه أكثر منها ماديه ..

· في عراقنا كثرت ألمشادات هذه ألأيام حول دور ألمرجعيه ,,ألشيعيه تحديدآ،، فيما لو أدلت بدلوها ....لنتكلم بوضوح لالبس فيه، ألأكراد والسنه والشيعه لايرغب أيآ منهم في فصل الدين عن ألدوله لابل إن ألأمر مرفوض جملة وتفصيلآ وغير قابل للنقاش عند ألكتل ألثلاثه!...حسنآ، معنى هذا أقرار بتداخل ألدين والدوله أو هكذا مايراد للعراق ألجديد في نظرهم ....

· لاينكر أحد تداخل ألسلطتين الكرديتين ,السليمانيه وأربيل، مع الدين، هناك هويه قوميه ـ دينيه مشتركه ومتلازمه ....سنة العراق ,,مرجعيتهم، قوميه دينيه أيضآ مع أختلاف العناوين ـ عربيه، سنيه متوهبه إلى حد ما!! مؤخرآ.....ألكتلتين ستدخلان ألأنتخابات ألقادمه وقد حصلتا على مباركة جذور هويتيهما فلماذا يحرم على ألشيعه أن لاتكون لمرجعيتهما رأيآ أو قولآ في ألسياسه؟؟أم إن مجرد أدلاء ألمرجعيه برأيها يكفي بوضعها في قفص ألأتهام ألطائفي، الفارسي ...ألخ لأن ألآخرين متعولمين أنسانيآ في مجالات ذبح ألحلال وتفجير ألأبرياء؟،أم إن علمانية العراق قد تجاوزت أيطاليا وفرنسا وألمانيا وديمقراطيته تعدت السويد وأنكلترا ؟

خاص بأرض ألسواد

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com