|
كان الأولى بالجعفري زيارة أهلنا في رفحاء ونحن على أبواب الأنتخابات العراقية التي ستتمخض عنها برلمان جديد ووزارة جديدة ورئيس وزراء جديد في أطار تعددية أرتضاها الشعب العراقي الصابر , قائمة على ثقافة أختيار الأكثر عطاءا والأكثر وفاءا له , والأبعد من ثقافة الأقصاء , والتحزب والتخندق ضمن دوائر صغيرة , مرسومة بشكل يتناغم مع صفات المسؤول النفسية, ليعمق أكثر فأكثر من أخطار وقوع المواطن في حالة اللامبالاة والسلبية التي لاتليق بمواطن عهد العراق الجديد. نحتاج الى رأس للسلطة التنفيذية لا يوجد عنوان للفساد والأستبداد في ممارسته ودائرته المقربة , ليقبض على الجمر وهو سائر في طريق الأصلاح الشاق. ينهي توحش حب السلطة , وتحالفها غير الشرعي مع الأعلام المحتكر " بفتح التاء " والمجير لصالحه. نحتاج لمن يكون قويا صلبا , وهو سائر في طريق, تقليص مساحة البطالة والفساد وثقافة النهب والتهريب الى أقصى الحدود. لنعطي تعريفا أكثر أتساعا لمفهوم خيانة الوطن . عندما لا تكون السياسة واضحة ومكشوفة , بل معتمدة على الكلام غير الدقيق الذي يتميز بالعموميات , لتسطيح الوعي وتسفية قيمة الأنسان ,المواطن , ليسبح في فضاءات عالم الأنشاء والتيه في الفراغ الخالي من محتوى ومضمون معتبر. نحتاج الى من يتعامل بلغة الأرقام , لأنها لغة العصر , ومفتاح التنمية , على كافة المستويات من الوزير الى الوكلاء ونزولا في السلم الوظيقي المعروف. ليعيد الأعتبار لمبدأ العدل الأجتماعي عملا , لاشعارا فقط. يعمل على معالجة جذرية للفرهود الوظيفي , ليفكك شبكة المحسوبية والمنسوبية , وينهي حالة أستيلاء وزير على وزارته ومدير على المنشأة والمديرية , ليجعل كل مفاصلها بلونه الحزبي. هذا لا يكون الا أذا بدأ رئيس الوزراء الجديد بعد الأنتخابات بكل هذه الأجراءات , أبتداءا منه , ليطهر حاشيته وموظفيه من ثقافة الهيكلة المؤدلجة التي تعزز من تسلل أفراد تكون صفة الأنتهازية هي الأبرز عندهم , لتغطي على عوامل الكفاءة والنزاهة أن وجدت. نحتاج لرأس سلطة تنفيذية يحترم مكانة العراق , وتاريخ العراق , لا أن يجعل الوطن خفيف الوزن , كريشة تتقاذفها دول مثل مصر " الأكبر العربي". ليكون العراق الأضعف العربي , القاصر العربي . منتظرا أوامر من الفاشل العربي عمرو موسى . لننهي مرحلة الأفشل العراقي , والأضعف العراقي , أمام الأرهاب وتوأمه الفساد . فليرجع هذا الى عائلته في لندن , انقاذا للشيعة , الذين يذبحون وتختصب نسائهم على يد المجرمين وهو يتنزه في مكتبات السعودية , مرتاح البال , بعيدا عن مشاكل العراق , فليذهب شيعة العراق الى الجحيم مادامت تحضى مذلته بالقبول لدى أمراء الوهابية , وموظفي مكتبات الوهابية ليحتفظ عندهم برصيد من التخاذل والأنبطاحية . نقول له باللة عليك خذ ما تشاء من أموال العراق , كما أخذ غيرك مقابل مغادرتك له وتركة للرجال الرجال , لا أنصاف الرجال مع أحتراماتي للنساء العراقيات الحرائر. لماذا لم يزور الجعفري أهلنا في معسكر رفحاء المحاصرين وسط الصحراء ؟ بدلا عن زيارة المكتبات المكيفة , وأقتناء الكتب والتمظهر بالثقة الزائفة في النفس . أن أهالي رفحاء لايمتلكون مالا ليدعموا حزبه , كأهالي مشيغان من العراقيين الذي كان حريصا لزيارتهم . أسألك باللة يادكتور جعفري , من هم أهل رفحاء . أليسوا من جيرتم تضحياتهم ومقاومتهم للجرد لصالح مشروعكم السلطوي . من يزور شيعتنا المنسيين هناك أن لم يزورهم رئيس الوزراء الذي أتى بأصواتهم وأصوات ذويهم ونوعهم المذهبي المستضعف ؟. المستضعفون بحاجة لمن يعيش همهم , بعيدا عن صفة الأنهزامية , والتملق , والتشبث بالمنصب , حتى لو ثبت عدم صلاحيته له أو فشله الواضح في أيقاف النزيف العراقي غير المنقطع من الدماء, مثل ينبوع مثقوب . بعيدا عن التملق والتهالك في الركض وراء الدول التي بعثت الينا وحوشهم من تخوم الصحراء , ليعينوا من أستمر في طعن العراقي أربعين عام بدون توقف . نحتاج الى من يرفع أصبع الأدانة في وجوه كل هؤلاء , لا الى من يقدم عروضا مجانية لكسب رضا من رضاه هو علامة من علامات السقوط . ليقبلوا به في محيطهم الطائفي , وهو النشاز الطائفي عند " الأكبر العربي " , والوهابي العربي . لا نحتاج الى أشباه الرجال , وخاذلي الوطن , بمرضهم المشخص لدينا جبنا وانانية وتحزب ضيق يكاد أن يلامس بصفاته خصائص المنظمات السرية . لأن هذه ستقتل الوطن وتضيف زخما الى سيوف وقنابل ومفخخات " المادية أو السياسية التآمرية " أعداء الأغلبية العراقية المستضعفة .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |