|
في طوز .. الاكراد يردون الجميل يلماز محمود إن دلالات الحدث المشؤوم يوم الجمعة في مدينة طوز خورماتو وتعرض موكب وزير الاعمار والاسكان والذي يعتبر الوزير الوحيد من التركمان القومية الثالثة في العراق من حيث العدد السكاني والذي ينحدر من هذه المدينة الوادعة والتي لم ترى العنف الا زمن الدكتاتور المقبور صدام حسين عندما هاجم قواته المدججة بالدبابات والطائرات السمتية هذه المدينة ابان الانتفاضة الشعبانية المباركة في عام 1991 بالاسلحة المدمرة مما ادى إلى نزوح اهلها وتدمير عدد كبير من بيوتها ومعالمها وأدى إلى استشهاد عدد من المواطنين وترحيل البعض الاخر . مدينة طوز خورماتو مدينة تركمانية كافة كل سكانها من التركمان منذ قرون الا إن سياسية النظام البطشية ضد الاكراد في شمال العراق دفع بالاكراد إلى النزوح باتجاه الجنوب والنزول إلى هذه المدينة وخاصة في عمليات الانفال السيئة الصيت في الثمانينات وكانت لطبيعة اهالي طوز الخيرة في احتضان هذه الموجة من النزوح واستقبالهم والترحيب بهم افضل مايمكن وتقاسموا معهم شغف العيش بكل مرارته وانعكاساته حتى اصبحوا كالعائلة الواحدة لاتجد في افاق تلك المدينة رائحة الاختلاف والتذمر بعضهم البعض وأصبحوا جميعا في خندق واحد في وجه ممارسات الأنظمة المركزية في بغداد . بعد سقوط النظام الفاشي والمقبور وتحرك الإطماع الحزبية وتعاظم دور الحزبين الكرديين في المناطق الشمالية لاسباب كثيرة لايخفى على احد ومن اهمها دعم القوات الامريكية لهذه الاحزاب امتدت اطماعها باتجاه الجنوب والجنوب الغربي زاحفة نحو المناطق التركمانية باجمعها من مناطق الموصل وتلعفر والتون كوبري وكركوك ونزولا إلى المدن تازة وداقوق وطوز خورماتو وقرتبة وصولا إلى مناطق عديدة في محافظة ديالى مثل قزلباط ومندلي وقزانية وغيرها . وبدات تلك الاحزاب تاجج نار الحقد والقومية من البعثيين بعناصر من قواتهم الأمنية لايختلفون عن سابقتهم في الهمجية والطغيان والبطش وبدات عجلة المؤامرة تتحرك باتجاه تكريد تلك المناطق والتي طالما احتضنتهم وآوتهم أيام محنتهم .وبدؤا يسارعون الزمن من اجل خلق واقع جديد ذات طابع كردي من خلال التغيير الديموغرافي في كل تلك المناطق وفاقوا سيدهم المقبور في الأداء والانجاز اذ يريدون تحقيق ماحققه سلفهم بعقود ثلاث خلال سنتين وهكذا أصبح التركمان في هذه المناطق في حيرة من أمرهم كيف يمكن إن يتحول المظلوم بليلة وضحاها إلى ظالم باطش يفوق الجلاد ظلما ولسان حالهم يقول مات كلب في المحلة واسترحنا من عواه خلف الملعون جروا فاق في النبح اباه ومالفرق بين برزاني الأمس وبرزاني اليوم اذ وصل طغيانهم إلى السيطرة على جميع مرافق الحياة والسلطات في المناطق التركمانية من القائم مقام والبلدية والتربية واجهزة الامن والجيش والصحة وغيرها كانهم هم الحاكمون في هذه المناطق يعاملون المواطنين معاملة المحتل والتركمان في تلك المناطق لم يذوقوا طعم الحرية لهذه الساعة وماجرى يوم الجمعة الماضي كان نتيجة طبيعية لهذا النوع من التعبئة والحشد العنصري والابتزاز الأرعن والاحتلال الحاقد والهجوم على موكب السيد وزير الأعمار والإسكان الا رد سيء لجميل الشعب التركماني واهانة الحكومة المركزية في بغداد لاسيما إن هذه المناطق هي تحت سيطرة السلطة المركزية لم تكن ولن تكون جزءا لأحلامهم السوداء وفي عين الوقت إعلان إنذار للشعب العراقي بجميع قواه واتجاهاته بان قضية كركوك هي قضية كل العراقيين وليست إشكالية كردية تركمانية ونحن نكتب هذه الكلمات وقلوبنا مفتوحة للمحبة ولساننا ولجة وأيدينا مرفوعة بالدعاء إن يهدي عقلاء هذا القوم ليستفيدوا من تجارب العالم ويركنوا إلى العقل والتعايش والسلم .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |