الفكر البعثي العفلقي الصدامي يعود إلى السلطة، بجهود وزير الثقافة الهمام

 

محمد الكحط

mk_obaid@yahoo.com

منذ أن أستلمَ وزير الثقافة العراقي مقعده الوزاري، (والذي كسبه من خلال سياسة المحاصصة الطائفية ليس إلا)، سارع إلى الإعلان عن نهجه ومهامه، والتي لم ينتبه إليها أحد من الذين يقودون الحكومة، أو أنهم تغافلوا عن ذلك، هذا النهج الذي أعلنه وحققه في إعادة كل العاملين في وزارة الإعلام العفلقية المنحلة إلى السلطة، وليس إلى مكانٍ آخر، هؤلاء الذين كانوا الأداة الهدامة التي أستخدمها صدام ونظامه الدكتاتوري العنصري الشوفيني ، في تمجيده وإذلال الشعب وجعله يصدق ما تقوله السلطة، هذا الجهاز الذي كذب وكذب وشوه وشوه ، وكان السلاح الأول في يد الدكتاتورية، حتى تعدت آفاته وتأثيراته العراق، وأصبح العديد من العرب مغرمين بهذهِ الآفة الفتاكة، فالنظام ورأسه الذي حارب الإسلام والجمهورية الإسلامية الفتية، حولوه إلى  (المؤمن) والإيمان منه براء، سوقوا زوراً ما أسموه بالحملة الإيمانية، هذا النظام الذي حارب العرب والعروبة وتآمر ودس الدسائس وأحتل بلدا عربيا في سابقة غاية في الخطورة، وجعلوا منه بطلاً قومياً، هذا  النظام ورأسه العفن الذي أذل الشعب العراقي وأذاقه المر والويلات، وأبادَ منه ما أباد بكافة الأسلحة بما فيها الغازات السامة والأسلحة الكيماوية، وجعله الإعلام بطلاً أوحداً ومنتصراً، ولا أدري على من أنتصر؟

 هذهِ  وغيرها من الفبركات الإعلامية التي طبلوا فيها لتزويق الدكتاتورية العفنة طيلة ثلاثةِ عقود.

 هذا الجهاز الموبوء وإعادة تأهيله ، كان الهاجس الأول لوزير الثقافة المعين ، قبل غيره من المهام، وقد أعلنه صراحةً منذ البداية، ونحن لسنا ضد أن يعمل هؤلاء وأن توفر لهم لقمة العيش أو الحياة الحرة الكريمة، فهذهِ مسألة مهمة، ليشعر هؤلاء في العهد الجديد بالتغيير الحقيقي ويدركوا الفارق ما بين الدكتاتورية بالأمس والديمقراطية اليوم، لكن أن يعاد هؤلاء للعمل في دوائر الدولة ، وآخرها إعادة  تعيين العاملين في جريدة الثورة العفلقية في وزارة الثقافة الديمقراطية، وبموافقة مجلس الوزراء، فهذه المسألة تحتاج إلى وقفة ووقفة كبيرة جداً.

 أولاً: أين لجنة أجتثاث البعث؟  التي أصبح شاغلها متابعة أمور ثانوية تاركةً أخطر شيء في البعث وهو فكره الشوفيني أن يعود إلى السلطة من جديد.

 ثانياً: لنسأل السيد الوزير، كم من المفصولين السياسيين من الإعلاميين والمثقفين الذين طردهم نظام البعث المقبور، من يساريين وإسلاميين وديمقراطيين وغيرهم أعادهم الوزير إلى وزارة الثقافة؟ لعلمي أنه أول ما عمله أحال العديد من الوجوه الديمقراطية والمثقفة إلى التقاعد.

 ثالثاً: أن إعادة بناء الإنسان العراقي، وتخليصه من  آثار التربية الدكتاتورية الشوفينية، تحتاج إلى شخص ملم بالثقافة، واسع الإطلاع، وتحتاج وجوها ديمقراطية حقيقية، وأفضل تلك الوجوه هي تلك التي عانت من الدكتاتورية وأكتوت بنارها، والتي ناضلت ضدها ومن أجل الحرية والديمقراطية، وليس إلى الذين كانوا ينشرون ثقافة الفكر الشوفيني.

 رابعاً: أين الحكومة ودورها، من هكذا خطوة، وكيف سمحت لإعادة هؤلاء إلى وزارة الثقافة بالذات، وبقرارٍ منها.

 من الجيد أن نفكر بوضع شريحة معينة من أبناء الشعب العراقي، وحتى من كانوا في ركب النظام السابق دون أرادتهم، وأن لا نهملها، بل نفسح لها المجال ونعيد تأهيلها في المجتمع، لكن لا إلى هكذا وزارة معنية أكثر من غيرها بإعادة بناء الإنسان العراقي، فهل نعيده بأدوات الدكتاتورية...؟

 أليس لدينا الكوادر والقدرات المؤهلة من المثقفين العراقيين الذين يملئون الأرض...!، أما الذين خدموا الدكتاتورية إعلامياً، حسناً لنعيدهم للعمل للأستفادة من خبراتهم الفنية وغير ذلك ولا خطأ في هذا ، ولكن ليس في وزارة الثقافة، أو دوائر الدولة الحساسة، بل في أي مكان آخر غير حساس ولنضمن لهم التقاعد أو الضمان الأجتماعي، أو يعملوا في القطاع الخاص.

 كنا نأمل يقضة الحكومة الحالية لهذهِ المسألة الحساسة ولكن يبدو أن هنالك الكثير من الطموحات والأحلام البريئة التي نراها مهمة تبدو لمن يمسكون بالسلطة بأنها ليست مهمة.

 من الضروري أن يكون على رأس الوزارات أناس حريصين على إعادة بناء البلد من جديد وعلى أسس جديدة، ولديهم الخبرات والمهارات، ويتمتعون بالمصداقية والنزاهة، ونحتاج إلى وزير للثقافة له باع طويل في هذا المجال، ومع أحترامنا لما قدمه الوزير الحالي من إنجازات مشكوراً عليها، لكن من الصحيح أيضاً أن ينبه إلى سلبياته، فالوزارة التي ترعى الثقافة عليها أن تخاطب المثقفين بكل الود والأحترام، وبذوق وأدب، ولكن لاحظنا وللأسف،

 ومن الغريب أن تهاجم وزارة للثقافة أحد الصحفيين والمثقفين العراقيين المعروفين بنضالهم بالكلمة ضد الدكتاتورية بأسلوب بعيد عن اللياقة العادية، وهذا ما يثير الأسى والشفقة على الوزارة أولاً وعلى الثقافة أولاً وأخيراً.

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com