تساؤلات حول تصريح الدكتور "علاوي" "للأوبزيرفر"

علي آل شفاف

talib70@hotmail.com

كان بودنا أن يشاطر الدكتور "علاوي" شعبه العراقي مآسيه وآلامه ومشاعره, وجراحاته التي مازالت تنزف, تحت خنجر نفس الأيادي الآثمة التي نزل عليها تصريحه لصحيفة "الأوبزيرفر" من السماء, كي تستطيع أن تتبجح بفاغر أفواهها: "وشهد شاهد من أهلها" فجرائم صدام ليست سوى أقاويل باطلة ـ سيما وأن التصريح جاء قبل ليلة واحدة من الجلسة الثانية لمحاكمة صدام ـ ودماء مئات الآلاف أو الملايين من الشعب العراقي ابتداع؛ والمقابر الجماعية كذب, لأنها لو حصلت, لما ساوى الدكتور "علاوي" بين أيام صدام وهذه الأيام؛ وأن انتهاك الأعراض والاغتصاب والاعدام والدفن للأحياء, والتعذيب المريع وقطع الأوصال ووشم الجباه, والتذويب بالتيزاب والفرم بالمفارم . . . كل هذا وغيره الكثير, مما لم يخطر على قلب بشر, ليس سوى إفك وزور وافتراء وبهتان.

 لذلك فإن الدكتور "علاوي" مطالب أمام الشعب العراقي, بتوضيح موقفه, والاعتذار عما بدر منه من قول. لعلها كانت غلطة . . عليه أن يعتذر عنها, لأنها سوف لن تمر بدون أثر, تخلفه في ذاكرة الشعب. كذلك, على جميع المؤتلفين معه ـ في قائمته ـ توضيح موقفهم للشعب العراقي تجاه هذه التصريحات, التي تهدد بانحراف العملية السياسية الجارية في العراق وانكفائها, لكي لا يتحملوا آثارها الانتخابية ـ على الأقل.

 عليهم أيضا أن يجيبوا عن تساؤلات عدة, تتردد في أذهان الكثير من العراقيين منها:

 · كون الدكتور "علاوي" رئيس "للقائمة العراقية", هل أخذ رأي باقي الأحزاب والأفراد المتحالفين معه في القائمة, قبل أن يقامر بمستقبلها, ليقلل من شأن جرائم "صدام" وقهره وظلمه واستبداده وقمعه لجميع الحريات ليقارنه بما جرى في ملجأ "الجادرية"؟

 · هل أن توقيت تصريحاته قبل جلسة محاكمة "صدام" بليلة واحدة, يشير إلى مغزى أراده؟

 · هل أن الدكتور "علاوي" كان يستطيع أن يدخل العراق, فضلا عن أن يصرح تصريحا واحدا ضد "صدام" من داخل العراق, كما يفعل الآن, دون أن يتعرض ـ أو يحاول التعرض ـ له أحد, لكي يقول بأن المقارنة بين الوضعين أمر معقول؟

 · ألا يعبر تصريح الدكتور "علاوي" عن استهانة واستخفاف بدماء مئات الآلاف ـ إن لم نقل الملايين ـ من ضحايا "صدام", مقابل تجاوزات محدودة تخضع الآن للتحقيق في زمن انفتاح يشهده العراق اليوم, بحيث لا تستطيع هذه الحكومة ـ أو غيرها ـ أن تعتم على الأمر, ولا أن تمنع من تداوله؟

 · هل عول الدكتور "علاوي" في تصريحه هذا على شريحة سياسية أو قومية أو طائفية معينة, وهو يعلم علم اليقين بأن أكثر من تسعين بالمئة من الشعب العراقي سوف تجرح مشاعره أي تصريحات تهون مما حصل أيام صدام من مجازر؟

 · أم هل ـ تراه ـ عول على أصوات البعثيين, الذين يتوهم أنهم يمنحوه إياها, ويتركوا شخصيات أخرى معروفة؟ ثم ما هو عدد هؤلاء؟ وما هو ثقلهم, أو نسبتهم؟

 · هل من الحكمة مغازلة الأنظمة العربية, وخسارة الشعب العراقي؟ وهل ينفع الدعم المالي والإعلامي العربي, بعد خسارة الرأي العام العراقي؟

 · ألم يغازل أمريكا وأوربا, ليوحي لهم بأنه رجلهم الذي يستطيع كبح جماح العراقيين, كما فعل "صدام" من قبل؟

 · ألم يستخدم شعار الوحدة الوطنية للأغراض الانتخابية ( على حساب دماء العراقيين) ليمد يده ـ بتصريحه هذا وغيره ـ إلى قتلتهم من البعثيين تحت دعاواها؟

 · هل توحي تصريحات الدكتور "علاوي" بطموحات شخصية حاول سترها؟ أو بولاءات معينة كان قد أخفاها؟

 · هل تعبر تصريحات الدكتور "علاوي" عن منهج سياسي أو فكري معين؟ وهل يتماشى هذا المنهج مع منهج الحزب الشيوعي العراقي, أو منهج السيد أياد جمال الدين, أو منهج التيار الإسلامي الديمقراطي (الليبرالي), أو مناهج باقي المتحالفين في هذه القائمة؟

 · هل يبرر الصراع التنافسي على المقاعد النيابية, استخدام كافة الأساليب, بما فيها نصرة أعداء العراق من البعثيين والتكفيريين, بتأييد مزاعمهم, أو الطعن بالعملية السياسية الجارية؟

 · هل أن تصريحات الدكتور علاوي هي (غلطة شاطر), خصوصا وقد سبقها بغلطة لا تقل عنها خطورة, باستعراضه للجيش العراقي دون أية صفة رسمية أو قانونية؟!!

 · وأخيرا . . هل أن تصريحاته هذه ستطيح بآماله, وآمال من في قائمته في الانتخابات القادمة؟ وهل يقف المأتلفون معه موقف المتفرج أمام هكذا تصريحات؟ 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com