كتاب السلاطين والاستحقاق الوطني

رائـد محمـد

كاتب عراقي مستقل

raid1965@hotmail.com

لاشك أن لكل منا قناعاته في ما يحدث في المشوار الماراثوني للانتخابات العراقية التي ستجري في 15 ديسمبر 2005 وهذه من الحالات الصحية التي نشجع عليها في مجتمعنا الناهض من بين ركام دكتاتورية الجرذان البعثية وتوابعهم التي مازالت تعبث بحياتنا مع الأسف ويراد لها العودة ويجب على كل منا وكل من موقعه تشجيع أهله وناسه على التنوع في الآراء وتقبل القيم السامية الحميدة التي تخدمهم وتجعلهم يتخلصون من أعباء الحياة العبثية المؤلمة التي كنا نعيش على هامشها كشعب في سجن كبير والمفاتيح بيد السجانين الذين لا يرحمون ويرجون الرحمة منا ألان,

مع كل هذا الأمر الإيجابي الذي سيقودنا إلى النجاح في العملية برمتها نرى أن الأصوات النشاز التي تكثر هذه الأيام تحاول أن تعكر صفو هذا الجو المفرح في دواخلنا تعلو أصواتها علواً وغلواً كبيراً في الدس والتشهير وفرض الأفكار التي يؤمنون بها فرضا غير عادل وتعويم الفكر الأخر ورفضة بدون وجة حق وبشكل غير مقبول وافتراضات لا صحة لها تصل لحد الإسفاف لا يؤمن بها الأكثرية المطلقة من أبناء شعبنا الجريح رغم أن هذه الأفكار قد خرجت إلى الملأ في اكثر من الأحيان وبقوة ورُوجَ لها بشكل مقزز ألا أنها صدقاً سترفض كما رفضت بالأمس و الآن وغدا لان المجتمع العراقي بمجمل فكره الواقعي وليس كما تتخيله هذه الأقلام متمرداً ورافضاً لآ ي فكرة غريبة ولا تلائم خلفيته الثقافية والاجتماعية وحتى السياسية و طبيعة تكوينه المجتمعية التي يعتبرها مقدسه ولو أن هولاء اعتبرو من العبر من قوافل شهداء العراق في أل(35) سنه التي عشناها مع الطاغية بالرغم من القسر والإرهاب الفكري والتحجيم والتهجير والقتل الذي أجاد بها الطاغية واز لامه ألا أن الفكر العراقي المثقف بقيَ على حالِه دون تغيير من الحالة التي هو عليها إلى الاسواء ألا بعض الشواذ وهم واضحون ألا أن البقية بَقيت كما هي تحافظ وتقاتل من اجل هذا المجتمع النابض بعشقه للحياة.

البعض من الكتاب الذين أشِرت أليهم في بداية القول يحاولون آن يطبعو ويسحبو ويسفسطو جل كتاباتهم بنغمات قد تكون بعيده عن الفكر العراقي المحافط بطبعه وكأنهم يريدون أن يدخلو في تيار خالف تعرف الذي دابو عليه, فمنهم من يحاول حصر المجتمع العراقي في بوتقة العلمانية الغربية الجاهزة وحصر الدين في مناطق محدده وخنقه من اجل تحجيم هذا التيار القوي في داخل المجتمع العراقي ومن جميع شرائح العراق من شماله إلى جنوبه من الشيعي إلى السني والمسيحي والايزيدي والصابئي فهذه الشرائح لم تتخلى عن طبيعتها والتزامها الديني القوي رغم العلمانية والإلحاد الكبير الذي قاد فية حزب البعث الفاشي ومن تحالف معه المجتمع العراقي للمدة التي يعرفها الجميع وهذا يدلل على الفشل التام الذي حاولو فية محو صورة الدين على كل الاصعده ورغم التيارات الغريبة عن فكر مجتمعنا التي أدخلوها للموازنة بين الفكر الديني المعارض للنظام في الشارع العراقي وتشجيعها ودعمها مثل الحركات الوهابية التي أدخلها النظام فجاءة في الشارع بعد ظهور الامتداد الطبيعي لفكر السيد الشهيد السعيد محمد باقر الصدر (قدس سره) وإقامة صلاة الجمعة من قبل السيد الشهيد السعيد محمد محمد صادق الصدر ((قدس سره)) رغم أنف النظام في حينها وظهور شئ جديد على الساحة العراقية لم تالفة الساحة في حينها هي محاولة للنيل من هذا الخط الذي أربك النظام دوما وأبداً وكذلك المد الجماهيري الكبير لفكر حزب الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الاسلاميه الذي قاتلو نظام البعث بكل ضراوة وقدمو الشهداء غير أبهين ببطش النظام الفاشي.

والبعض الآخر من الكتاب الذين أَنِفَت أقلامهم أن تقترب من أهات وصيحات الألم التي يعيشها العراقيين بابتِعادِهم والعوم على عوم من هُم لاهمَ لهم ولا تفكير ألا في مبايعة محبي التسلط والكراسي وتراهم ينعقون مع كل ناعق ومن يدفع اكثر لذا اثبتوا أنهم فشلو في أقناع من يقراء لهم بأنهم واقعيون في طرح هموم الناس و اصبحو من كتاب السلاطين وعلى باب كل سلطان حاضرين وفقدو المصداقية الفكرية وهذا هو عمق البعد الحقيقي بين مايعانية الناس وبين هذه الأقلام التي تريد من المجتمع أن يلبس لبوس حاشية السلطان لكن بطريقة ديمقراطية لهذا الزمان البائس.

هذه الدكتاتوريات الفكرية الصغيرة وان كبر اسمها هي التي صنعت نفسها من خلال ثقوب ثوب الحرية والديمقراطية الجديدة عليها أن تعيد إلى نفسها بعض التوازن والهدوء والاحترام لان من رفض أفكار الآخرين وأظهر تقزمهم وضآلة تأثيرهم في المجتمع العراقي الأصيل قادر على صفع هؤلاء ورميهم خارج حسابات الفكر العراقي لآن الذي يحاول أن يسئ إلى تاريخ المرجعية أو إلى شخص ورموز المرجعية الدينية الشريفة لا يجد نفسة ألا خاسرا ووحيدا ومهمشاً في ساحة تتسع لأكثر من خمسة عشر مليون عراقي شيعي لآن المرجعية الشريفة قد قدمت الاستحقاق العراقي ومن خلالها قد تم تقديم الاستحقاق الشيعي للوحدة الوطنية التي يَدعي أليها الآخرين في كل المجالات وعلى هولاء محاولة قراءة الوضع العراقي الحالي بصورة عادله ومنصفه وينظر إلى الكأس الملآن منه سيجد أن شيعة العراق قد ألزمتهم المرجعية الشريفة وعلى رأسها السيد علي الحسيني السيستاني ((دام ظله)) وبقية المراجع الكرام بتقديم هذه الاستحقاقات الوطنية بينما ظل الأخر يملآ أرجاء العراق بالفوضى والدفع إلى حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي والاقتصادي واحتضان الزمر الارهابيه في مناطقهم وهم بذلك مطالبين بتقديم الاستحقاق الوطني لعراق واحد موحد بدون مزايدات و صراخ فارغ.

 

 * الاستعارة من وعاض السلاطين

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com