|
بعد ثبوت حيادية سماحة المرجع الأعلى، من ننتخب؟ اكتب مقاتي هذه بعد أن تأكد لدينا عدم تدخل المرجع الأعلى دام ظله سماحة السيد السيستاني في تأييد قائمة معينة نقلا عن ممثله في النجف الأشرف خلافا لما أشيعت من أنباء وبيانات بأسم مكتبه، مرفقة بأرقام هواتف للسائلين، وعند الأتصال من قبل الكثيرين من المؤمنين بتلك الأرقام، لأستيضاح الحقيقة من خلافها، لم يحصلوا على ردود شافية وواضحة وكان أقصى ما سمعوه من خدمة تلك الهواتف هو " راجعوا مكاتب السيد السيستاني في مناطقكم المختلفة " عندها تسائل الكثيرون ولما هذه الهواتف المرفقة بالبيان المذكور ؟ أليست لأستيضاح الأمر أم كانت مجرد محاولة من قبل البعض في البراني لسماحة السيد للتشويش على أختيار الناخب الشيعي ليس الا. وما عزز من هذه المقاربة ما نقل سابقا عن ممثل السيد السيستاني في كربلاء على أن المرجعية العليا في النجف الأشرف لن تتبنى أي كيان سياسي في الأنتخابات المقبلة. منوها كذلك لضعف الأداء الحكومي في بعض المفاصل الحكومية بقوله «اصاب قطاعات الشعب بحال من اللامبالاة وعدم الرضى عن هذه الحكومة». لينقل المرجع الأعلى دام ظله والمرجعية الرشيدة في النجف الأشرف الشعب العراقي بصورة عامة الى قلب لحدث السياسي المرتقب، ليختار ممثليه بدقة وعناية فائقتين، لأن المواطن سيختار من خلالهم طبيعة ما يتطلع اليه من عيش كريم على كل المستويات المادية والروحية، يتناسب ومعاناته الطويلة وغير المنتهيه لحد كتابة هذه السطور. ففي الوقت الذي نؤكد فيه عدم مقبولية فرض أحد وصايته على المواطن العراقي، أو أن يعامله ككتلة قومية أو مذهبية منغلقة موضوعة في صندوق مختوم بختم الخلود الأبدي، في خدمة عناوين حزبية رنانة، أو أصنام سياسية في طور التشكيل على المستوى الشخصي والحزبي، كأنهم وحدهم من سينقذ العراق من حلقة الأرهاب والفساد المفرغة، بمعنى صعوبة العثور على المعالجات الضرورية، التي تتطلب منا ان نتسائل، من أين نبدأ، تفاديا من الوقوع في مازق ان يكون الدواء هو مايعمق الداء،بتفاعل متسلسل يتجة أتجاها مستقبليا سلبيا، ويكاثره بطريقة أميبية متسارعة لتقضي على الزخم المقابل الحاصل بسبب جهود البعض من الأكفاء في الحكومة الحالية، والبرلمان الحالي. نقول في نفس الوقت على كل أنسان عراقي مسؤولية ان يدلو بدلوه، لنصل خلال الأيام القادمة القليلة الى رؤية مشتركة، تلقي ضوءا واضحا على الأشخاص والكيانات، بشكل يوازن السلبيات والأيجابيات الموجودة عندها. دون ان نبخس حقوق المتصدين للعملية السياسية الحالية، ولكن بفرز ماقدموه كأشخاص، وكيانات سياسية ينتمون لها بشكل منفصل, مع الأخذ بنظر الأعتبار، من خرج ليشكل أئتلافه الخاص رغم أنه باقي ضمن الحكومة والبرلمان لحين الأنتخابات. كذلك ان نكون موضوعيين في أطلاق أحكامنا على المرحلة بمعنى أخذ الأمكانيات المتاحة أمام الجميع بعين لأعتبار, وحدود التحرك المسموحة، دون ان نعطي براءة مجانية لمن حاول أن يخفي بعض هذه الجوانب على عموم الشعب. وفي المقابل الأبتعاد عن ثقافة التخوين ومنهج التسقيط لأحد عند الأفتقار لأدلة واضحة أو قرائن معتبرة. لا ننكر تسلل من لم يكن كفؤا في الفترة السابقة عبر الأئتلاف العراقي الموحد الذي كنا نتأمل منه أن يكون أئتلاف الغالبية المستضعفة، نعم، بل أستحوذ البعض على جهود الفاعلين قبل سقوط الجرذ، وجير آهات الثكالى المحرومين لصالح ذاته في أضيق صورها. بعد أن كان هذا البعض بعيدا عن الساحة، بل معارضا عن بعد لعملية التغيير، وعند حصولها نجده كان في مقدمة صفوف المستفيدين منها. في المقابل فقد ضمت القائمة 169السابقة أسماء وعناوين بارزة، متميزة, سواء في قوافل الشهداء التي قدموها خدمة للعراق والشيعة بشكل خاص، أو المشاركة المباشرة في مقارعة الدكتاتورية, وكذلك غير مباشرة. مع اخذ من قدم الأنفس الزكيةالمضحية في المقدمة. السؤال الذي يجب على كل عراقي طرحه على نفسه الى نهاية يوم الأنتخابات هو : كيفية تلافي السلبيات التي أفرزت "بضم الهمزة " عن الأنتخابات السابقة لتؤدي لوصول البعض الذي تنقصه الكفاءة وربما الأهلية للبرلمان والسلطة التنفيذية على أكتاف الآخرين وبأسلوب ملتوي، يأملون بتكراره. كي لا يصبح حال العراقيين أمام, بائع الجمل والقطة معاً, على أن يكون سعر الجمل عشرة دراهم وفاءا بنذره, وسعر القطة بألف درهم رعاية لسعر الجمل. لا أدعي بتوفري على جواب قطعي لكن تحضرني بعض المعايير التي أجد من المناسب ذكرها، كوني كعراقي، ربما يضيف شيئا ما الى جهود الآخرين، وعقلا الى عقول الطيبين : آ- أنتخب الكادر السياسي صاحب الموقف المستقل لنفسه، ويريدها أيضا للأخرين، والأستقلالية هنا ليست معاكسة للحزبية. بل للأحتكار الحزبي السياسي، الذي لا يميز بين فواصل الدولة والتنظيم، بل يختزل الأولى في الثانية. ليحجر على الولادة الطبيعية للكوادر السياسية والأدارية والمهنية، ليتعامل مع دائرة ضيقة، وطاقم محصور بعدد من الشخصيات، ربما كانوا صحبة له، أو جيران عندما كان في المهجر البعيد، مستكينا مبتعدا عن الساحة، هكذا شخص يضع معايير مشوهة أمام الآخرين وهم يحاولون الحصول على الوظائف وفقا لمؤهلاتهم، يتشرط عليهم من خلال نوعه، في بعض الأحيان، قولا أو تلميحا، بملئ أستمارة الأنتماء الحزبي كوسيلة للحصول على الوظيفة. هكذا سياسي لايمكن للعراقيين في المرحلة القادمة الأطمئنان له، وتسليمه مستقبلهم القادم. ويكون بذلك هو ومن على شاكلته عالة على الأئتلاف الذي ينتمي أليه، وان ضم هذا الأتتلاف الكثيرين من لأخيار. ب- لا أنتخب من أظهر أستعدادا لخيانة أتتلافه، رغم كونه متعبدا متدينا، لتحقيق أمتيازات الذات القميئة على حساب الأغلبية المضطهدة. لا أنتخب صياد المناسبات والفرص، الذي يبذل جهده، جعجعة كلامية، ليكون في الصدارة، انه ومن على شاكلته، ومن دونهم " من غير الطيبين المنتمين لحزبه " يعرفون من أين تؤكل الكتف، مستعدون للتضحية حتى بألآخرين المنضمين لنفس الأئتلاف وما ينتج عن ذلك من فوضى بعد الأنتخابات، أذا لم يحصلوا على مايريدون. ج- أنتخب صاحب الكلمة الحرة الشجاعة الذي يمارس دوره في الحياة بأستعلاء تام. لا يهادن، لايتملق للأشرار، ولا ينسى رفاق دربه الأخيار، لاتبطره نعمة، ولا يبهره مركز أو مكانه أوجاه. يسير على منهج الحق يقرن القول القليل بالعمل الكثير. لاتجده مثل صدام مستغلا للأعلام الرسمي. قليل الظهور بصورته, كثير التأثير بعمله، وخاصة في خدمة المحروميين. ماذا يفعل الناخب أن وجد اصحاب الصفات النفسية والمواقف العملية المتباينة في قائمة واحدة ؟. الجواب في نظري المتواضع هو عدم أعطاء صوته لمثل هذه القائمة، بل التصويت لمثيلاتها بغية عزل واضعاف دور الوصوليين المستغلين لشعبية بقية أعضاء القائمة، ثم أعطاء الفرصة لكل المؤمنين تحت قبة البرلمان للأئتلاف من جديد وفق شروط تبعد من حاول تخريب أئتلاف الأغلبية المستضعفة في الأنتخابات السابقة أن لم يحصل على ما حصل عليه.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |