صدام الحفرة وشقاوة الجبان

حمزة الشمخي

alshamkhi@hotmail.com

يتظاهر الدكتاتور المهزوم صدام إثناء محاكمته في هذه الأيام، وكأنه ذلك الرجل الوطني الشجاع الذي قدم للعراق والعراقيين إثناء فترة حكمه الدموي التي إمتدت منذ عام 1968 حتى هزيمة الدكتاتورية في التاسع من نيسان عام 2003، الكثير من المنجزات والخيرات وعلى جميع الصعد

يتناسى هذا الدكتاتور الأهوج، بأنه وأعوانه المجرمين هم الذين تركوا لنا المقابر الجماعية والآلام والمأساة والأرامل والأيتام، وهم الذين عرضوا الوطن والشعب للحروب الداخلية والخارجية وعبروا بها حتى الى الجيران، من خلال غزوهم لدولة الكويت الشقيقة وشن حربهم العدوانية على إيران

هذا صدام، هو الذي أول من هرب وإختفى بأقرب حفرة، لكي يقضي بقية عمره كما كان يتمنى، ولكنه إستسلم من دون مقاومة تذكر، وظهر أمام شاشات التلفاز كالجبان المذعور والخائف من الآخرين

ولكنه يتظاهر اليوم بالشجاعة، من خلال شعاراته المملة والتي كان ينادي بها إثناء فترة حكمه الدكتاتوري، وهي الحفاظ على عزة العراق والأمة العربية والى غيرها من الشعارات الإستهلاكية، التي بإسمها دمر وخرب صدام ونظامه العراق وأساءة للجيران والعرب كذلك

يقول صدام بأنه لا يخاف الإعدام، وإنه خدم العراق والعراقيين، ولازال الرئيس الشرعي للعراق، وأن تاريخه السياسي يمتد منذ عام 1959 الى الآن، وأن كل ذلك كان ولا يزال، من أجل العراق والأمة !!

إذا كان صدام هكذا، لماذا هرب وإختفى بحفرته وإستسلم بهذه السهولة ؟، وإذا كان فعلا لا يخاف الإعدام، لماذا لا يقاوم حتى الموت أو اللجوء الى الإنتحار، قبل أن يسحبوه من حفرته المخزية ؟ .

أن من يعرف صدام وأعوانه جيدا، لا يستغرب أبدا من هزيمتهم وجبنهم وتخاذلهم، وإن يتظاهروا اليوم في المحكمة كالشقاوات ومنهم المجرم برزان التكريتي، هذا صدام الذي لم يواجه أحدا طيلة حياته، بل إستخدم إسلوب الغدر والمؤامرة لمواجهة من يختلف معه ومع حزبه ونظامه الإستبدادي .

لا أظن إن هناك من يعرف صدام وأعوانه، يتوهم اليوم بأن هذه الزمرة الصدامية التي إنهزمت بالأمس، إنها قوية ومتماسكة اليوم من خلال جلسات المحاكمة العلنية لهم، بل إنهم في أضعف حالات ضعفهم، لأنهم لا يستطيعوا مواجهة الكثير من الضحايا والمتضررين، والمزيد من الوثائق والأدلة والملفات التي تدينهم، وهي خير شاهد وإثبات على ما إرتكبوه من جرائم وحشية وحروب عدوانية ومصائب ضد الإنسانية

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com