افرزت الجلسات الخامسة المنعقدة لمحاكمة صدام حسين عدة فئات من المجتمع يقفون الى جانب الرئيس العراقي السابق ..ابرزها فئتان:
الاولى : فئة تعي ما تقول ( وهذا محل الكلام )
الثانية لا تعي ما تقول ؛ وانما تردد ما يقوله اصحاب الفئة الاولى
والكلام هو عن الفئة الاولى التي تعي ما تقول ، والتي تقف الى جانب صدام حسين
كلام هذه الفئة الثانية هو ان (( صدام بريء )) من كل التهموغير ذلك من الكلام
اتساءل واجيب ( من وجهة نظري طبعا )
السؤال : ماالذي يدعو هذه الفئة الى مثل هذا الكلام؟
الجواب: ان انصار هذه الفئة واقعون تحت تاثير واحد او اكثر من الاسباب التالية :
اولا:النسب والقرابة لعائلة وعشيرة واقارب صدام حسين
ثانيا : الولاء العشائري الذي كان وما زالت الفئة التي تتبع نظام الاغلبية..
ثالثا :الخوف من التصفية من قبل صدام حسين واجهزته الفتاكة بمجرد التفكير او التخيل او الاعتقاد برجوعه الى السلطة او بسبب الخوف الرهيب من انتقام اهله واتباعه ومحبيه منهم فيما اذا رحل الى قبره .. رابعا : غسيل الدماغ الذي اجري لهم من قبل الجهاز الاعلامي صدام حسين بانه رجل لا يحمل في طياته ادنى القسوة وانه رجل متدين وغير ذلك حتى وصل في نظرهم درجة ((عبد الله المؤمن..)) !!!!
خامسا :الاستفادات الشخصية التي لا يمكنه انكارها ، بل ولايمكن اظهارها ايض
سادسا: رد الجميل من قبل بعض الحكام العرب ، والمثل في قول الشاعر يقول : ان الطيورَ على اشكالِها تقعُ ) .. فالانظمة تتفق فيما بينها لكي توفر مدة بقائها (على الكرسي) طويل وقد بان هذا جليا في سلوك بعض المحامين جيراننا العرب
نقول لهؤلاء الناس المدافعين عن صدام حسين (( وليّهم في الدنيا والاخرة )) بان هذه المحكمة وان تحلت بمنتهى الديمقراطية مع صدام وتعاملت معه بدبلوماسية كبيرة ، فانها تبقى لا تضع يدها الا على النزر اليسير من الادلة التي تدينه .. وما خفي كان اعظم ، ونحن نقول لهم : اتعظوا بنهاية سيدكم
واما سيمفونية : كل ما بني على باطل فهو باطل
فان صدام حسين حين نطق بها فانه انما كان يعزف على وتر يناغم ما موجود في قلوب البعض من مقلديه واولياءه ، وهذه النغمة هي نغمة الاحتلال وان كل شيء في ضل الاحتلال فهو باطل الخ .. كل هذه النغمات دفعت صدام الذي جاء باصدقاءه المحتليين - اللذين غدروا به - ان يصرح بهذه العبارة ، وهذا التصريح جزء من عملية غسيل الدماغ الذي اعتاد صدام حسين واجهزته المخابراتية والاعلامية استخدامه ليغيل ادمغة طبقات كثيرة من العراقيين تماما ..
وكذلك تشكيكه بشرعية المحكمة وايضا رفضه المثول في المرة الاخيرة ما هو الا ترسيخ لهذه الفكرة لدى عقول تلك الشرائح العراقية .. وهذا يدل بوضوح ان سيطرة صدام مستمرة عليهم ( فقط ) فهو امير ال .... وهذا ما يثير الضحك والاستغراب على المستوى العقلي لهؤلاء البعض!!؟
واما كلامه : (الاعدام وقندرة اي عراقي!! ) فان ذلك من تناقضاته .. ولعله نسي انه هو الذي قضى على الكرامة بكل ما اوتي من قوة هو وجنوده .. وله الفضل الكبير والدور الاول والاخير في اجتثاث الوطنيين الاحرار والمخلصين لهذا البلد وقتله العلماء ورجال السياسة الحقيقيين وهجر النخب والكوادر المثقفة وجيل الشباب الصاعد وجعل اعزة العراق اذلة لدى جيراننا ال.. الذين يتبعون نظام جزاء الاحسان بال..!!؟؟
فاذن تناقضات صدام ايضا استطاع ان يمررها على الفئة الثانية من انصاره ومواليه.
وفي النتيجة اقول لهذه الفئة : لن ينفعكم الندم ولا التوبة مادمتم على تستكبرون في الارض وتعبدون ربا غير الله سبحانه وتعالى عما تشركون علوا كبيرا
كفى بكم ذلا ، ان يكون سيدكم ، رئيس مجلس قيادة الثورة والقائد العام للقوات المسلحة ووووووو .. في قفص الاتهام..
وكفى بكم ذلا ان يكون سيدكم ممنوعا من الكلام الا ان يسمح له
وكفى بكم ذلا ان يكون سيدكم يستجدي ورقة لكي يدون عليها ملاحظاته
وكفى بالعراق فخرا ان تكون نهاية الطغيان هي هذه النهاية
قال تعالى ولا تحسبن اللذين كفروا انما نملي لهم خيرا لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا ائم
وكفى بالناس المظلومين فخرا ان يكونوا في عداد الشهداء التي جعلها الله لخاصة اولياءه
قال تعالى : يرفع الله الذين امنوا واللذين اوتوا العلم درجات
واعلموا احبائي القراء والمنصفين واصدقاء الانسانية ومحبوها والمدافعين عنها ان ماذكر في هذه المحاكمات وما سيذكر لا يكون الا قطرة في بحر من جرائم الصدام
وان تعدوا جرائم صدام لا تحصوها