|
فوز كبير للاتـلاف بفضل أخطاء علاوي القاتلة
علي الشلاه كاتب وباحث عراقي / مدير عام المركز الثقافي العربي السويسري للمرة الثانية يخطئ الدكتور اياد علاوي رئيس القائمة الوطنية العراقية في تصريحاته الارتجالية قبيل الانتخابات، ففي المرة الاولى اخطأ د. علاوي عندما ترحم على ميشيل عفلق مؤسس حزب البعث دون ان يترحم على رموز عراقية شيعية ذكرها في الحوار نفسه مطلع هذا العام قبيل الانتخابات الاولى وفي المرة الثانية زاد الطين بلةً عندما قارن بين نظام صدام والحكومة الحالية لدى احدى الصحف البريطانية، وكأنه يساوي بين الضحية والجلاد، مما عزز قناعات كثيرة - قد لا تكون صحيحة - بأن حزب البعث المنحل سيعود بوجوه وأسماء اخرى عبر بوابة الدكتور علاوي وهو أمر حساس كفيل باسقاط أو اضعاف أي تحالف او قائمة في بغداد ومحافظات الفرات الاوسط والجنوب علاوة على اماكن متفرقة اخرى من بلاد الرافدين . لقد كان بوسع الدكتور علاوي ان يتجنب التهجم المباشر على قائمة الائتلاف ورموزها ويتحدث عن آرائه وحسنات قائمته ورؤيته الوطنية بعيداً عن ذكر قائمة الائتلاف سلباً أو ايجاباً فهي ليست مجرد قائمة حزبية منافسة لقائمته بل تقف خلفها رموز عراقية كبرى قارعت الدكتاتورية وقدمت شهداءً كباراً في المنزلة والعلم وان تجريحها لدى الشارع العراقي وغالبيته الشيعية غير مقبول ويعني تكرار ادعاءات اطراف عراقية على علاقة معروفة بالارهاب وممقوتة لدى الأكثرية، خصوصاً بعد الآداء المميز للائتلاف وحكومته بنظر العراقيين في مؤتمر القاهرة عندما وقف الدكتور ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء الحالي بفصاحته المعروفة ليعبر بكبرياء عن جراحات عراقية نازفة طالما جرى التطاول عليها من بعض الاطراف العراقية والعربية ، وبعد ان استمر مسلسل الذبح على الهوية في اللطيفية ومرآب النهضة وسائر شوارع بغداد والحلة وديالى. ان كثيراً من متعلمي الشيعة وجدوا انفسهم مع الائتلاف خلافاً لقناعاتهم السابقة بفعل الهجمة العنيفة التي صبت عليه من الأطراف كلها وبعد المبالغة الاعلامية الكبيرة - لحادث مفتعل يزعم تعذيب بعض الارهابيين في موقف الجادرية حسب القراءة الغالبة داخل العراق، بل ان كثيرين ممن فقدوا أعزاءهم في سجون صدام وحروبه ومقابره الجامعية وعلى يد الارهاب التكفيري يرون في تعذيب المتهمين بالارهاب عقاباً الهياً وانتقاماً لضحاياهم خصوصاً وهم يقارنون بين مقابرهم الجماعية التي لم يذكرها أحد وبين الهجمة الفضائية العربية دفاعاً عن هؤلاء الارهابيين - وبعد التضامن الاعلامي الاعلاني الكبير مع قائمة الدكتور علاوي خصوصاً من قنوات طائفية مكروهة عراقياً كقناة الشرقية التي يديرها الاعلامي سعد البزاز والتي تسمى داخل العراق ( البعثية) وهي تتعمد كما يرى كثيرون الاساءة الى الائتلاف دون مهنية او موضوعية مما احدث أثراً معكوساً لدى المتلقين وصار الهجوم على قائمة الائتلاف يعني الهجوم على الهوية المذهبية للاغلبية الشيعية في العراق ولذلك اختفى الحضور السابق لملصقات واعلام الدكتور علاوي من غالبية المدن العراقية وصارت الجموع المتضامنة مع الائتلاف تخرج متظاهرة ضد القائمة الوطنية في المدن الشيعية وصار اسمه يقرن باسم صدام في اللافتات والأهازيج حتى ان مدينة معروفة بكثرة متعلميها ومثقفيها مثل الحلة قد خرجت بمظاهرة كبيرة جداً وكانت اهزوجتها ( هذا الجعفري يسوى ألف علاوي) وذلك بعد الهجوم عليه بالأحذية أثناء زيارته مدينة النجف الأشرف خلافاً للصورة التي رسمتها النجف التي انتخبت قائمته في الانتخابات الاولى لاحباً به بل بغضاً بالتيار الصدري كما هو معلوم . ان المراقب لما يحصل في المعركة الانتخابية داخل العراق اليوم يوقن ان الدكتور علاوي لن يصل الى الاربعين مقعداً التي حصل عليها في الماضي حتى وهو يضم الى قائمته اسماءً سياسية محترمة ، فقد قضت تصريحاته الأخيرة على حلمه برئاسة الحكومة وعلى احلام غالبية اعضاء قائمته بلقب نائب وهو خطؤه هو اولاً ومبروك للائتلاف مقدماً وعلى القوائم الاخرى ان تعد العدة للعمل برئاسته أربع سنوات قادمة.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |