اشرق صباح الخميس ، يوم الخامس عشر من كانون الاول ، ونحن نرقب شاشات التلفزيون منذ وقت مبكر ، ننتظر بفارغ الصبر انتقال عدسات الكاميرات الفضائية الى مواقع الانتخابات لنشاهد ابناء شعبنا كيف سينتخبون .

لم نكن نتوجس خوفا ، فقد خبرنا شعبنا في الانتخابات السابقة ، وشاهدناه كيف خرج يتحدى الارهاب ويقف في صفوف متراصة كتفا الى كتف امام قاعات وخيم الانتخابات .

كنا بالامس ركبنا مختلف وسائل النقل لننتقل من السويد الى الدانمرك ، فقد فتحت المفوضية موقعا انتخابيا في كوبنهاغن ليشمل جنوب السويد والدانمرك .

غمرنا الفرح حين وصلنا الى مركز الانتخابات لنجد حشود الحافلات تصطف في ساحة المجمع التجاري الكبير ، لينزل العراقيون وهم يهللون ويزغردون ويرقصون ويغنون ، اشكال المظاهر الاحتفالية ، زانتها دبكات ورقصات على انغام الموسيقى الصادحة ، والالوان الزاهية ، وزادتها بهجة ملابس النساء الكرديات الجميلة الهفهافة مع الرقصات ، اضافة الى الاعلام العراقية والكردية، والرايات الخفاقة  التي ترفرف فوق الرؤوس ، مما جعل اجواء الفرح تنتقل الى الدانمركيين والسويديين ، فكان سائق الحافلة الدانمركي الذي نقلنا الى موقع الانتخابات مبتهجا لدرجة اخذ يتحدث ويكرر ما يسمعه من كلامنا ، فشكرته مشجعا على هذه المشاركة الدانمركية والسويدية التي تمثلت في المساعدة في توفير وسائل النقل وتوفير شرطة الحراسات بهذا التنظيم الرائع.

كان ذلك في السويد والدانمرك ، قبل يوم من بدء الانتخابات في الوطن ، و اليوم لم يخيب اهلنا وابناء شعبنا الكرام امالنا، فشاهدناهم يخفون الخطى دون وجل ، شيبا وشبانا ، رجالا ونساء ، نحو صناديق الاقتراع ، ولاشك ان هذه الانتخابات العراقية ستكون مثلا للتاريخ ، لابد ان يدرس للاجيال القادمة ، ليعرفوا كيف واجه شعبنا الارهاب ، وكم قدم التضحيات من اجل هذا اليوم الذي حرص عليه العرب والكرد والتركمان والكلدان والاشور ، فشاهدنا افواج العراقيين امام صناديق الاقتراع لتصبح بحق انتخابات مليونية ،وهو لعمري درس لبلدان المنطقة ، وربما هو سبب ذعر العديد منهم ،الذين  باتوا لاينامون هلعا ، وسيستمرون بارسال المفخخات والانتحاريين ، ولكن حسابهم سيكون عسيرا في الدنيا والاخرة ، فتحية لابناء شعبنا على شجاعتهم وتصميمهم وتلقينهم الارهاب درسا من خلال هذه الانتخابات ، فلله درك ياشعبنا ، ياشعب العراق العظيم.